أصدر الدكتور يوسف العارف كتاباً جديداً بعنوان «الرحلات الحجية.. قراءة في المتن والمضامين» عن نادي أبها الأدبي. ويقول العارف حول كتابه الذي يُصنف ضمن «أدب الرحلات»: «منذ الطفولة وأنا بين يدي والد قارئ، ومترحل إلى مواطن العلم في تهامة، حيث زبيد والضحي والزهرة، تلك الحواضر العلمية القريبة من جازان موطن الآباء والأجداد، فكان يحدثنا عن رحلاته العلمية لطلب المعرفة الدينية. وفي مرحلة تالية عشت مستمعاً للوالد وهو يقرأ على الجيران والأصدقاء السيرة الهلالية أو التغريبة الهلالية وقصص الزير سالم ورحلات الأولين لطلب العلم والمال. وحين وصلت الى مرحلة التلمذة والتمدرس الثانوي، لفت نظري في مكتبة الوالد في منزلنا بالطائف أهم كتابين في الرحلات، وهما رحلة ابن جبير الاندلسي في الأمصار والديار حوالى القرن السابع للهجرة، وكتاب رحلة ابن بطوطة في القرن الثامن للهجرة وعكفت على قراءتهما والتشبع بمعالم الديار والعباد وجغرافياتها، فكان زاداً معرفياً شكل ذاتي الرحلية وتوجهاتي المعرفية». ويضيف العارف قائلاً: «لما وصلت الجامعة بدأت قراءاتي واهتماماتي نحو أدب الرحلات بصفة عامة، إلى أن كنت في رحلة وزيارة الى مصر عثرت حينها على كتيب صغير قديم وأنا اتجول على مكتبات سور الأزبكية وهو كتاب «أدب الرحلة عند العرب» للدكتور حسني محمود حسين من مطبوعات الهيئة العامة للكتاب وهو غني بالتعريف ووجدت فيه تلخيصاً لأهم خمس رحلات وهي: رحلة ابن جبير، ورحلة ابن بطوطة، ورحلة ابن خلدون، ورحلة رفاعة الطهطاوي الى باريس، ورحلة الشدياق الى مالطة وباريس. وهنا أصبحت أكثر التصاقاً وقرباً من أدب الرحلات، علاوة على اطلاعي على كتاب موسوعي تناول فيه الرحلات الحجازية للشيخ محمد موسى الشريف في أربعة مجلدات، علاوة على إعجابي بالرحالة الموسوعي السعودي الشيخ محمد بن ناصر العبودي ومن خلال أحاديثه الإذاعية عن رحلاته في أرجاء العالم الإسلامي، فبدأت كتاباتي في هذا الفن منذ عام 1422 للهجرة وخلال مشاركتي في ندوة الحج الكبرى التي أقامتها وزارة الحج وحضرتها نخب فكرية وعلمية من قيادات الأمة الإسلامية بورقة عمل عن أدب الحج في المشرق العربي، وحينها استكتبني رئيس مجلة «الحج والعمرة» الناقد حسين بافقيه، فنشرت دراسات ومقالات عن الرحالة الحجاج إلى أن قررت نشر كتاب في هذه المواضيع، فكان كتاب «الرحلات الحجية.. قراءة في المتن والمضامين».