الذهب يواصل الارتفاع القياسي    انطلاق عرض عسكري ضخم في بكين    أمير القصيم يثمّن حصول مطار الأمير نايف الدولي على شهادة الاعتماد الدولي    أمير حائل يرأس اجتماع قيادات شرطة المنطقة وأفرع الأمن العام الميدانية .    المرور: القيادة على الأكتاف والأرصفة مخالفة تربك الحركة المرورية    القيادة تعزّي رئيس مجلس السيادة الانتقالي بجمهورية السودان في ضحايا الانزلاق الأرضي بجبل مرة    المهرجان ينعش اقتصاد وسياحة الطائف    «المدن الاقتصادية في المملكة».. محركات للنمو وجذب الاستثمارات    الأمن الإسكاني والرؤية المباركة    تعزيز التعاون الاقتصادي مع فيتنام    جلوي بن عبدالعزيز يدشن مستشفى غرب نجران للولادة والأطفال والعيادات التخصصية    مع استعداد إسرائيل لاقتحام غزة.. مجازر متواصلة وتهديد بكارثة صحية    لبنان يترقب خطة الجيش لنزع سلاح حزب الله    القضاء الفرنسي يصدر مذكرة توقيف بحق الأسد    كورونا أصلي.. والعباءة صينية    السفهاء والمنبوذون    سعد الشهري والطموح الكبير    التركي أكتيتشيك هلالي.. وليوناردو يريد ساو باولو فقط    بعد إغلاق سوق الانتقالات في أوروبا.. المتمردون يكسبون.. وصفقة إيزاك قياسية    ميلاد ولي العهد.. رؤية تتجدد مع كل عام    ولي العهد رئيساً لمجلس أمناء مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية.. مجلس الوزراء: الموافقة على قواعد تحديد درجات إركاب الموظفين والعاملين بالأجهزة العامة    خسوف «قمر الدم» يلون السماء بالأحمر    مروج الحشيش والإمفيتامين في قبضة الأمن    تحت رعاية سمو ولي العهد.. انطلاق مؤتمر«الاستثمار الثقافي» نهاية سبتمبر    معرض "روايتنا السعودية".. رحلة حسّية وبصرية في كرنفال بريدة للتمور    ياسمينا العبد: «ميدتيرم» دراما بنكهة مختلفة    علي بكر جاد وجواهر اللغة المخبأة (2)    كيف يستهدفون السعودية الحرب الخفية على الهوية    الإنسان الرقمي    نص لِص!!    الإلحاد جفاف معنوي وإفلاس روحي    « البابايا» تعالج أعراض حمى الضنك    تدشين برنامج إدارة مراكز الرعاية الأولية    فيثاغورس المركزية الأوروبية والتحيز العرقي    ضبط 20319 مخالفًا للإقامة والعمل خلال أسبوع    "الأخضر الشاب" يختتم تحضيراته لمواجهة قطر في كأس الخليج    ولي العهد ورئيس فرنسا يبحثان الأوضاع في غزة    الدعم غير متساوٍ!    خطبة الجمعة.. حقوق كبار السن وواجب المجتمع تجاههم    مارتينيز: كان من المستحيل رفض عرض النصر    خريف أبها    160 قضية مخالفات في السوق المالية    بطولة أرامكو هيوستن تفتتح آفاقاً جديدة لجولف السيدات ضمن سلسلة PIF العالمية    400 إعلان تسويقي لعروض اليوم الوطني    مادة مرنة تشحن بالجسم    4 عوامل لتحديد سعر الاستشارات الأسرية    أحداث فلكية    سماعة تكشف الأمراض في 15 ثانية    وباء اليأس يضرب الشباب    ميكروبات الأمهات تبني أدمغة الأطفال    أفغانستان: ارتفاع عدد قتلى الزلزال إلى 1124    2.9 مليون اتصال للعمليات الأمنية    نائب أمير تبوك يستقبل مدير فرع وزارة الرياضة بالمنطقة    المملكة تعزي السودان في ضحايا الانزلاق الأرضي بجبل مرة    بحضور وزير التعليم.. سيئول تحتضن حفل جائزة الترجمة العالمية في دورتها ال (11)    وزير الشؤون الإسلامية يوجه بتخصيص خطبة الجمعة القادمة عن «حقوق كبار السن»    أَنا خيرٌ منه    «الحياة الفطرية»: الصيد في السعودية تحكمه القوانين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الكتاب العظيم يستحق مشروعا عظيما
نشر في الوطن يوم 12 - 07 - 2025

منذ فجر الحضارة الإسلامية، لم تتوقف محاولات المسلمين للتأمل في كتاب الله وتدبره وتفسيره، كلٌّ بحسب علمه المتاح وظروف زمانه.
ولأن القرآن الكريم صالح لكل زمان ومكان، استمر المسلمون في إنتاج تفاسير جديدة منذ القرن الأول تقريبًا، وشهد كل قرن من القرون محاولات تفسير، وهذا يدل على مشروعية تجديد التفسير والاستمرار في تدبر القرآن، كما يدل على أنه كتاب خالد يصلح لكل زمان ومكان.
إلا أن القرون المتأخرة، ومع تراجع الحضارة الإسلامية، ضعفت محاولات التفسير، والأسوأ من ذلك أنه في العصر الحاضر بدأت تظهر محاولات غريبة وركيكة لتفسير القرآن.
والغرابة وحدها ليست دليلًا على الخطأ، لكن كثيرًا من هؤلاء ليسوا مختصين في علوم التفسير، ولا حتى في اللغة، وأتوا باجتهادات شاذة في كثير منها.
وهذه الحالة من أبرز أسبابها الفراغ القائم اليوم في هذا الباب، رغم أن عصرنا هو أكثر العصور التي أُتيحت فيها مصادر العلم، وتوفرت أدوات المعرفة.
كانت التفاسير في العصور الماضية تتم بشكل فردي، والعمل الفردي مهما كانت قدرات صاحبه تبقى أقل بكثير مما يليق بتفسير كتاب الله العظيم.
ورغم وجود بعض المحاولات للعمل المشترك في العصر الحاضر، إلا أنها لم تبلغ الشكل المطلوب.
ونرى أن الأمة تحتاج اليوم عملا من مستوى أعلى وطور جديد، يسد الفراغ القائم، ويروي عطش الشباب الحائر، ويُسكت تخبطات المتطفلين الذين دخلوا ميدان التفسير وهم غير مؤهلين، فملأوا الفراغ بتفاسير يحلّ بعضها كبرى المحرمات، وبعضها الآخر اعتمدته فرق متطرفة وإرهابية، استقت فكرها من تفسيرات وضعها بعض زعماء الجماعات المتطرفة، ممن لم يعرفوا يومًا ما هو المنهج العلمي، ولم يتلقوا أي تأهيل أكاديمي أو علمي يمكن الوثوق به.
التفسير الذي نتمناه مشروع تتبناه مؤسسة من المؤسسات الإسلامية الكبرى، مثل رابطة العالم الإسلامي، والأزهر الشريف، والجامعات الإسلامية من المدينة المنورة إلى الزيتونة والقرويين، والجامعة الإسلامية بماليزيا.. وغيرها.
أو أن تتشارك هذه المؤسسات وغيرها في مشروع يكون أضخم عمل فكري إسلامي معاصر، من حيث الجهد وحجم الفرق القائمة عليه.
تتولى فرق من كبار أهل الاختصاص العمل على هذا المشروع العظيم، بدءًا من علماء التفسير، والفقه، وعلوم الشريعة، واللغة العربية، وحتى اللغات الأخرى، إلى المختصين في التاريخ، وعلم الأركيولوجيا، وعلم الاجتماع، وعلم الأديان المقارن، والأنثروبولوجيا.
ويشارك كذلك علماء من العلوم الطبيعية، الكيمياء، والفيزياء، والفيزياء الفلكية، وعلوم الأحياء، وعلوم الجيولوجيا، وعلوم المناخ، إلى جانب علماء الرياضيات.
كما يضم المشروع فلاسفة، ومفكرين، ومنطقيين، بما يُثري المحتوى ويدعمه من زوايا عقلية وتحليلية شاملة، وجميع المجالات والاختصاصات الأخرى.
يوظفون أحدث التقنيات الرقمية وغيرها من أدوات العصر التي تثري العمل وتقلل هامش الأخطاء.
وتتكون هذه الفرق العلمية من كبار المختصين، ومنبثقة عن أعظم المؤسسات الإسلامية والفكرية، ويكون زادها ومادتها العلمية هي حصيلة ما أنتجه البشر حتى يومنا هذا من علوم، وبحوث، ونظريات، وتجارب، دون إقصاء لأي معرفة نافعة، سواء كانت من داخل التراث الإسلامي أو من خارجه، فالمعيار هو ميزان العلم لا غير.
وليكن هذا المشروع العظيم عملا مفتوحا للعالمين، لا حكرا على أحد، حتى القائمين عليه، إذ يتيحون لكل من يرى في نفسه أنه توصّل إلى تفسير آية من كتاب الله، أن يرسله إليهم ليدرسوه بعين النقد والتحقيق.
فإن كان فيه نفع أو صواب أُقِرّ، وإن كان فيه نقص أو خطأ رُدّ، أو اُستفيد منه جزئيًا.
تشتغل هذه الفرق على كتاب الله سورةً سورة، وآيةً آية، يتدارسون ما يحتاج إلى التعاون في فهمه، ويُعقّب بعضهم على بعض خلال مراحل الإنتاج، قبل أن تتولى فرق أخرى تهذيب النص وإخراجه في أدق وأرقى وأبهى صورة ممكنة. ليكون ضياءً للناس كافة، يُشبع حاجة كل باحث، ويجيب عن كل تساؤل عن وفي القرآن الكريم، ويُغلق الباب على المتخبطين، وينقذ الشباب الحائر من المدلسين والجهلة والمتطرفين.
ويخاطبهم بلغة العصر مواكبًا آخر ما توصل له العلم، حتى لا تُخلق هوة بين القرآن والعلم المعاصر.
وبطبيعة الحال، فإن هذا التفسير المنشود سيقوم على دراسةٍ شاملةٍ لجميع التفاسير السابقة، منذ أوائل ما دُوِّن على أيدي الصحابة والتابعين، مرورًا بأعمال كبار المفسرين من مقاتل بن سليمان، والطبري، والقرطبي، والرازي، وابن كثير، إلى تفسير التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور، وغيره من الأعمال المعتبرة، إضافةً إلى التفسيرات الحديثة، بما في ذلك الشاذة والغريبة منها، التي ظهرت في العصر الحاضر.
ولا تُهمَل هذه التفاسير أو تُقصى، بل تُعرض على ميزان العلم والتحقيق، وما كان منها فاسدًا أو باطلًا يُبيَّن خلله ويُوضَّح خطره للناس، وما كان قابلًا للتعديل يُعدَّل، وما ثبتت صحته يُقَرّ ويُبنى عليه.
فليس المقصود إعادة إنتاج القديم، ولا رد الجديد كذلك، بل هو عمل يقوم على فحصٍ نقديٍّ علميٍّ شامل، غايته خدمة كتاب الله كما يليق بعظمته.
بهذا يصبح هذا المشروع بداية لعصر يكون فيه تفسير كتاب الله مهمة مؤسساتية عملاقة متجددة.
يستحق الكتاب العظيم أن يكون مشروع تفسيره عملًا عظيمًا يليق بأهميته وقدسيته.
وصدق الله العظيم القائل في الكتاب العزيز:
«اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.