أعتقد أن الكل يوافقني على أن جميع الفرق المتأهلة لدور الثمانية في المونديال الجنوب أفريقي، يستحقّون هذا التأهل، وإن لم توافقوني على ذلك، فعلى الأقل قد توافقونني على أن الفرق غير المتأهلة، لا تستحق التأهل. ولكن، ما زلنا نبحث عن مستويات الفرق التي عرفناها في المونديال السابق والذي قبله. إذ إنني أشعر وأنا أشاهد غالب مباريات المونديال الحالي، أنّني أحتسي «شوربة» لا يوجد فيها ذرة ملح واحدة. لا أعرف ما سبب هذا القصور في المتعة التي من المفروض أن نشعر بها ونحن نشاهد مباريات كأس العالم التي كنّا نشعر بها في السابق! هل هو بسبب ركاكة التحكيم التي خالجت كثيراً من المباريات! هل هو بسبب إزعاج الأبواق الأفريقية التي جعلت كثيراً منّا يشاهد المباريات من دون صوت؟! أم هي بسبب الفضائح الأخلاقية التي حدثت بين بعض مدربي الفرق الكبيرة ولاعبيهم بل وبين مدربي الفرق المختلفة! أم هو سلوك بعض لاعبي الفرق، ولا سيما سلوك اللاعب الأغلى في العالم، والذي لم يخب ظنّي في مدى وضاعة أخلاقه؟... أم ماذا؟ في الحقيقة كل هذه الأسباب أعلاه، تدل وبشكل قاطع، على أن هذا المونديال، لم ولن يصل إلى المستوى الذي يجعلنا نتمتّع بمتابعة مجرياته. ويبقى لنا فائدة التعلّم من أخطاء الغير. وهي فائدة نادراً ما نستفيد منها للأسف! فنحن تعوّدنا ومنذ الأزل على ألاّ نعتمد على أخطاء غيرنا (ما شاء الله علينا تبارك الرحمن!) إذ كرامتنا تمنعنا من ذلك! ولا بد من أن نقع - نحن أنفسنا - في هذه الأخطاء، لكي نقول: درس ... نتعلّم منه! على أية حال، نعود لما تبقّى من المونديال «الماصخ»، لنمنّي أنفسنا بمشاهدة مباريات ماتعة في وجود البرازيل والأرجنتين وألمانيا وإسبانيا... بل وغانا! فهذه الفرق، بكل تأكيد سيكون لمبارياتها ضد بعضها بعضاً طعم خاص جداً...، وسننتظر لنرى إن كانت هناك أي مفاجآت، مع أننا جميعاً ندرك أن الفائز في كأس العالم لهذا العام، لن يخرج عن البرازيل والأرجنتين وألمانيا وإسبانيا... (كأنني أسمع أحدكم يقول: وش بقى يالحبيب؟!). ونتمنّى أيضاً، لو نرى مفاجأة أخرى تتمثّل في تعيين حكمنا السعودي خليل جلال لإدارة أحد اللقاءات المهمة القادمة في الأدوار النهائية، ولكننا نتمنّاه أيضاً أن يديرها من دون «مفاجآت»!! ونتمنّى أيضاً أن يفكر مرتين قبل إشهار البطاقات الملونة في وجه اللاعبين في الشوط الأول، ويستخدم الإنذارات الشفوية، لكيلا يورّط نفسه في الشوط الثاني، ويستخدم البطاقة الحمراء التي من شأنها أن تفسد اللقاءات فنياً وأخلاقياً. www.almisehal.net