طهران – أ ب، رويترز، أ ف ب – أربع وعشرون ساعة فقط كانت كافية لتخفّض محكمة الاستئناف الحكم بسجن الصحافية الاميركية من اصل ايراني روكسانا صابري، من ثماني سنوات الى سنتين مع وقف التنفيذ بعد ادانتها بالتجسس. وخرجت صابري من السجن امس، على ان تغادر طهران عائدة الى الولاياتالمتحدة في الايام المقبلة. وكانت صابري اعتُقلت في سجن ايفين في طهران في كانون الثاني (يناير) الماضي بتهمة شراء نبيذ، وحُكم عليها في 13 نيسان (أبريل) الماضي بالسجن ثماني سنوات بتهمة التجسس لمصلحة الولاياتالمتحدة. ونظرت محكمة ثورية في طهران اول من امس، في الاستئناف الذي قدمه محامو الصحافية. وعملت صابري من طهران لحساب وسائل اعلامية دولية عدة، قبل ان تسحب السلطات رخصتها الصحافية عام 2006. وستُمنع صابري (32 سنة) من تغطية اي اخبار في ايران، لخمس سنوات. وقالت صابري بعد مغادرتها سجن ايفين: «انا بخير، ولا اريد الادلاء بأي تعليق لكنني بخير». وكان محامي صابري، عبد الصمد خورمشاهي، قال بعد جلسة الاستئناف اول من امس ان موكلته دينت في محكمة البداية الاولى بتهمة «التعاون مع دولة معادية»، بموجب المادة 408 من القانون الجزائي، وعقوبتها السجن مدة اقصاها عشر سنوات. وقال المحامي الآخر للصحافية الاميركية صلاح نكبخت امس: «خُفضت عقوبتها الى سنتين مع وقف التنفيذ» بسبب قيام موكلته «بجمع وثائق سرية». واضاف ان «حكم محكمة البداية الاولى الغي بحجة ان الولاياتالمتحدة لا يمكن ان تُعتبر دولة معادية لايران». اما الناطق باسم السلطة القضائية الإيرانية علي رضا جمشيدي فقال ان «الحكم ألغي في مرحلة الاستئناف، واستناداً الى فقرة أخرى من قانون العقوبات الإسلامية خُفض حكم السجن الى سنتين مع وقف التنفيذ». واضاف: «في ما يتعلق بهذا الحكم، من الطبيعي الإفراج عنها». وجدد الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية حسن قشقاوي التأكيد على ان قضية صابري «قضائية وليست سياسية، والسلطة القضائية الايرانية تعمل في شكل مستقل وعلى الكل احترام ما تقرره». وأشار مصدر قضائي ايراني الى ان صابري حرة في مغادرة البلاد. وقال: «انها حرة لتفعل ما تشاء مثل اي مواطن آخر لديه جواز سفر، ويستطيع أن يذهب ويأتي كما يرغب». وقال رضا والد صابري انه سيصطحب ابنته الى الولاياتالمتحدة «بالسرعة الممكنة» بعد إطلاقها. واضاف: «سنحتاج الى بعض الوقت لوضع ترتيبات الرحلة والقيام ببعض الامور قبل المغادرة». وأكد نكبخت ان صابري «قادرة على مغادرة البلاد فوراً». وصابري وهي ملكة جمال سابقة لولاية نورث داكوتا الأميركية، بدأت اضراباً عن الطعام في 21 نيسان الماضي، احتجاجاً على ادانتها، لم تتناول خلاله سوى المياه المحلاة. واوقفت اضرابها عن الطعام بعد اسبوعين، ادخلت خلالهما الى عيادة السجن. والحكم ضد صابري المولودة في الولاياتالمتحدة لأب ايراني وأم يابانية، هو الأقسى الذي يصدر في ايران بحق مواطن يحمل جنسية مزدوجة، لاتهامات متعلقة بالأمن. وأثار الحكم توتراً مع الولاياتالمتحدة التي رفضت الاتهامات بحقها، وجاء بعد أسابيع على اقتراح الرئيس الاميركي باراك اوباما محاورة طهران، إثر ثلاثة عقود على قطع العلاقات بين البلدين.