أعرب المخرج محمد خان عن سعادته بردود الأفعال الإيجابية حول فيلمه الجديد «قبل زحمة الصيف» الذي يعرض حالياً في دور العرض السينمائي، ويشارك في بطولته هنا شيحة وماجد الكدواني وأحمد داود. وتدور أحداث العمل في إطار رومانسي اجتماعي حول علاقات الحب والخيانة من خلال خمس شخصيات يجمعهم مكان واحد على أحد الشواطئ، قبل زحام فصل الصيف. عن فيلمه الجديد تحدث خان إلى «الحياة»، قائلاً: «جاءتني فكرة العمل عندما كنت في إجازة مع زوجتي في الساحل الشمالي، ووجدت أن المكان فارغ نتيجة أننا سافرنا في توقيت بعيد عن موسم الصيف حيث يزدحم المصيّفون آتين من كل مكان هاربين من حر الصيف، وكانت هذه هي البذرة التي حاولنا تطويرها بعد ذلك وتكوين شخصيات الفيلم بكل تفاصيلها وملامحها. قصدت أن أظهر الفيلم في شكل بسيط مع أنه من الباطن يحمل العديد من القضايا والمشاكل التي تقترب إلى حد كبير من الظروف الواقعية، مع الأخذ في الاعتبار أنني لا أحكم على أي شخصية داخل العمل. تعوّدت في أعمالي الفنية ألا ألقي الاتهام على شخصيات أعمالي أو أصنّفهم بالخير والشر أو أحكم عليهم أخلاقياً تحت مبدأ الأبيض والأسود، فهذا الحكم لا يستهويني لأن كلاً منا يحمل في داخله جزءاً من الخير وجزءاً من الشر. ومثلاً شخصية يحيى (جسدها ماجد الكدواني)، هذا الطبيب صاحب أحد المستشفيات الخاصة والهارب من عدد من الأحكام القضائية ضده، قد يراها بعضهم شخصية فاسدة وانتهازية وعاشقة للنساء، لكنني أظهرت الجانب الإنساني منها، حتى يتعاطف معها المتفرج على رغم كل عيوبها وسلبياتها. وهذه الشخصية لم تكن مكتوبة بهذا الشكل في السيناريو بل قمنا بتعديلها بعد حادثة المؤلفة نادين شمس إثر وفاتها نتيجة خطأ طبي في أحد المستشفيات. أضفت هذه التفصيلة لأنني وجدت أنها تثري العمل وتناقش قضية مهمة يعاني منها المجتمع وهي الفساد داخل المستشفيات الخاصة. كذلك هي الحال مع كل شخصيات الفيلم، حيث جرى إبراز الإيجابيات والسلبيات لكل شخصية باستخدام الألوان الرمادية وعدم الحكم على تصرفاتهم أو سلوكاتهم في شكل أخلاقي، وربما يثير ذلك نوعاً من الجدل حول العمل لكنني أعتبر ذلك في مصلحة الفيلم وليس ضده». وأوضح خان أنه تعمد عدم الإجابة عن الأسئلة التي يطرحها العمل لإعطاء الفرصة للمتفرج للتفاعل مع الشخصيات والتفكير في أوضاعها ومصيرها بعد ذلك، مشيراً إلى أنه لا يمكن تصنيف الفيلم على أنه عمل نسائي أو يناقش قضايا المرأة كما هي الحال في فيلمه «فتاة المصنع» الذي سبق هذا العمل، «هناك أكثر من شخصية محورية داخل أحداث الفيلم بخلاف شخصية «هالة» التي جسّدتها هنا شيحة، بل إن شخصية جمعة وجسدها (أحمد داود) تعتبر من الشخصيات الرئيسة وتستعرض عن طريقها بقية الشخصيات». وعن اختيارات الممثلين، أكد خان أن كل تصوّراته للأبطال جاءت كما يتمنى، بل إن هنا شيحة كانت أول الترشيحات له «على رغم أن الجهة الإنتاجية رشّحت فنانات أخريات لاعتبارات تسويقية، لكن ترشيحاتهم لم توفق وتم الاتفاق مع هنا». وأوضح المخرج أسباب اختياره «بأنها تتقارب كثيراً مع الشخصية من حيث المواصفات الشكلية». مؤكداً أن اختياراته كانت دقيقة لكل فريق العمل، بالتحديد للموسيقى التصويرية ل «ليال وطفة» والتي جاء اختياره لها بعدما أعجب بالموسيقى التصويرية لها في مسلسل «موجة حارة»، وكذلك مدير التصوير فيكتور كريدي، حيث وجد أنه الأنسب لتصوير غالبية مشاهد الفيلم والمعتمدة على المشاهد الخارجية على شاطئ البحر وإظهارها بصورة مميزة وهادئة ومبهجة. ويؤكد خان أنه يحرص دائماً على البحث بتركيز على فريق عمله، أما الوحيد غير القابل للتغيير بين هذا الفريق هو المونتير، حيث يؤكد أن معظم أفلامه كانت مع المونتيرة نادية شكري، ولكن بعدما توفاها الله أصبح يستعين بدينا فاروق، مؤكداً أن علاقة المخرج بالمونتير مهمة للغاية لتوصيل كل ما يتصوره المخرج على الشاشة. وعن أصعب المشاهد، يقول خان: «تصوير الفيلم في شكل عام كان في توقيت صعب لأننا كنا نصور غالبية المشاهد على البحر في فصل الشتاء حتى نظهر المنطقة خالية تماماً من المصيفين. لكن يوجد مشهد تم إعادته أكثر من مرة وهو مشهد هطول الأمطار على بطلة الفيلم (هالة)، لأن الأمطار الاصطناعية لم يتم ضبطها في شكل مثالي حتى تبدو وكأنها طبيعية على الشاشة، وكان تكرار المشهد مرهقاً للغاية لأننا كنا ننتظر في كل مرة أن تتجفّف ملابسها من البلل، لكنني فوجئت بعدها بهطول الأمطار وقمنا بتصوير المشهد تحت الأمطار الطبيعية.