شدد وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي على أن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي تواصل عطاءها «في ظل تحديات كبيرة لا يتغلب عليها إلا بتوفيق الله ثم الرؤية الحكيمة لقادة دولنا وتآزرها الدائم وأهدافها المشتركة». ودعا في كلمته خلال اجتماع وزراء الثقافة والإعلام الخليجيين في العاصمة القطريةالدوحة أول من أمس (الخميس) - بحسب وكالة الأنباء السعودية - إلى «بناء ثقافة إسلامية أصلية واعية للوقوف الجاد أمام الإرهاب والعنف»، موضحاً أن «خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وجه بالعمل من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في العالم وإرساء مبدأ العدالة والسلام، إلى جانب الالتزام بنهج الحوار وحل الخلافات بالطرق السلمية ورفض استخدام القوة والعنف، وأية ممارسات تهدد الأمن والسلم العالميين». وقال «إنه ومع بروز ظاهرة التطرف والإرهاب، باعتبارها آفة عالمية لا دين لها، اهتمت المملكة بمكافحة التطرف والإرهاب بجميع صوره وأشكاله أياً كانت مصادره، والتعاون مع الدول والهيئات الدولية في مكافحة هذه الآفة البغيضة عبر اجتثاث جذورها ومسبباتها»، مستشهداً بقول خادم الحرمين الشريفين (نحن جزء من هذا العالم، نعيش مشاكله والتحديات التي تواجهه ونشترك جميعاً في هذه المسؤولية، وسنسهم بإذن الله بفاعلية في وضع الحلول للكثير من قضايا العالم الملحة». وأكد وزير الثقافة والإعلام أن «من أعلى مسؤوليات وزراء الثقافة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بناء الثقافة الإسلامية الأصلية الواعية والوقوف الجاد أمام الإرهاب والعنف»، مشيراً إلى أن «الثقافة هي التكوين الرئيس لشعوبنا ولئن كنا في وزارات الثقافة مسؤولين عن تنظيم الأطر الثقافية، وفتح المجالات، وبناء المؤسسات، فإننا مسؤولون بشكل أعمق عن بناء الإنسان، إذ إن هذا هو الهدف الرئيس، وهذا يكتمل بالرؤى الاستراتيجية، والشراكات والتعاون الدائم، وربط أهدافنا الثقافية بالأهداف التنموية الكبرى لدولنا». وأضاف «منذ أكثر من 30 عاماً وفي أيار (مايو) 1981 تأسست الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، هذه المؤسسة العريقة التي قامت لتحقيق أهداف سامية رسمها قادة دول المجلس لخدمة مواطني هذه الدول، إيماناً منهم بأن دول المجلس كيان واحد تجمع مواطنيه روابط كثيرة، أهمها الدين والدم والمصير المشترك، إضافة إلى وحدة العادات والتقاليد، ومازال هذا المجلس يواصل عطاءه في ظل تحديات كبيرة لا يتغلب عليها إلا بتوفيق الله ثم الرؤية الحكيمة لقادة دولنا وتآزرها الدائم وأهدافها المشتركة». وأوضح «ها نحن اليوم في هذا البلد الطيب في صباح جميل من صباحات الدوحة الرائعة، وانطلاقاً من العمق الثقافي لدول المجلس، وبناء على الوعي الثقافي للإنسان في هذه البقعة التاريخية العريقة من العالم، نجتمع بصفتنا وزراء للثقافة في دول المجلس لاستكمال ما بدأه قادتنا، وأمامنا أعمال حافلة، سبقنا قبل هذا الاجتماع الوكلاء وأعضاء اللجنة الثقافية العامة، وقاموا بجهد مشكور بدرس هذه البنود، ليقدموا لنا في الاجتماع الوزاري خلاصة ما تم إنجازه بعد لقاء الكويت في العام الماضي». وأعرب في ختام كلمته عن شكره لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ولقطر وجميع مسؤوليها وشعبها، كما شكر وزير الثقافة والفنون والتراث القطري الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، وجميع معاونيه على حفاوة الاستقبال، مضيفاً «يسرني دعوتكم والترحيب بكم في اجتماعنا المقبل بإذن الله في بلدكم الثاني المملكة العربية السعودية متطلعين إلى أن يكون اجتماعاً حافلاً بالنجاح». ... وتشديد خليجي على دعم المرشح القطري ل«يونسكو» أكد وزراء الثقافة والإعلام في مجلس التعاون لدول الخليج العربية دعمهم وزير الثقافة والفنون والتراث القطري الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، لمنصب الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونسكو» 2017، مشددين في ختام اجتماعهم ال21 في العاصمة القطريةالدوحة أول من أمس (الخميس)، على ضرورة تعزيز الهوية الخليجية من خلال الفعاليات والأنشطة الثقافية، مقررين إقامة حفلة كبرى خاصة لهذا الغرض في 2016 ينضوي تحتها عدد من البرامج والفعاليات الثقافية في كل دولة من دول المجلس، على أن تنظم الكويت هذه المسابقة. ووافق الوزراء - بحسب وكالة الأنباء القطرية - على لوائح العمل الثقافي المشترك التي تمت مراجعتها وتعديلها بعد موافقة قطاع الشؤون التشريعية والقانونية بالأمانة العامة، كما اتفقوا على وضع آلية جديدة لتكريم المبدعين الخليجيين بحيث تكون هناك شروط ومعايير واضحة تلتزم بها الدول الأعضاء في المرشحين، وتقوم بدرس هذه الآلية اللجنة الثقافية العامة في دول المجلس. كما تمت الموافقة على درس مشروع إقامة برنامج ثقافي خليجي داخل دول المجلس تقوم الإمارات بإعداد الدراسة المطلوبة في شأنه وعرضها على اجتماع اللجنة الثقافية العامة في الاجتماع المقبل، مع التشديد على أن يؤخذ موضوع الهوية الخليجية في الاعتبار. وأيد الاجتماع كذلك التعاون المشترك بين دول مجلس التعاون وبين كل من الأردن والمغرب. وأقر وزراء الثقافة قراراً بإقامة ندوات فكرية مهمة في دول المجلس، منها: ندوة في الكويت عن العمل الخليجي المشترك، وأخرى في السعودية عن سبل مواجهة التطرف الفكري، مع إقامة ندوة عن الاستراتيجية الثقافية الخليجية في قطر خلال تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل من خلال محورين أساسيين هما: التعليم والثقافة، والأنشطة ومردودها على المشهد الثقافي، وأن يتم تفعيل الفعاليات الثقافية لتصاحب اجتماعات المجلس الأعلى.