أكد وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي إن الثقافة هي التكوين الرئيسي لشعوبنا ولئن كنا في وزارات الثقافة مسؤولين عن تنظيم الأطر الثقافية، وفتح المجالات، وبناء المؤسسات، فإننا مسؤولون بشكل أعمق عن بناء الإنسان حيث إن هذا هو الهدف الرئيسي، وهذا يكتمل بالرؤى الاستراتيجية، والشراكات والتعاون الدائم، وربط أهدافنا الثقافية بالأهداف التنموية الكبرى لدولنا». جاءت كلمته خلال الإجتماع ال21 الذي عقد مساء أمس لوزراء الثقافة بدول مجلس التعاون الخليجي في العاصمة القطريةالدوحة، وأضاف منذ أكثر من ثلاثين عامًا وفي رجب 1401 ه الموافق مايو 1981 م، تأسست الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، هذه المؤسسة العريقة التي قامت لتحقيق أهداف سامية رسمها قادة دول المجلس لخدمة مواطني هذه الدول، إيمانًا منهم بأن دول المجلس كيان واحد تجمع مواطنيه روابط كثيرة، أهمها الدين والدم والمصير المشترك، إضافة إلى وحدة العادات والتقاليد، ومازال هذا المجلس الكريم يواصل عطاءه في ظل تحديات كبيرة لا يتغلب عليها إلا بتوفيق الله ثم الرؤية الحكيمة لقادة دولنا وتأزرها الدائم وأهدافها المشتركة. وانطلاقاً من العمق الثقافي لدول المجلس ، وبناءً على الوعي الثقافي للإنسان في هذه البقعة التاريخية العريقة من العالم، نجتمع اليوم كوزراء للثقافة في دول المجلس لاستكمال ما بدأه قادتنا، وأمامنا اليوم في هذا الاجتماع أعمال حافلة، سبقنا قبل هذا الاجتماع الإخوة أصحاب السعادة الوكلاء والإخوة أعضاء اللجنة الثقافية العامة، وقاموا بجهد مشكور بدراسة هذه البنود، ليقدموا لنا في الاجتماع الوزاري خلاصة ما تم إنجازه بعد لقاء الكويت في العام الماضي. وتابع معالي وزير الثقافة والإعلام يقول: «ومن أعلى مسؤوليتنا الثقافية بناء الثقافة الإسلامية الأصلية الواعية والوقوف الجاد أمام الإرهاب والعنف، وكما وجه سيدي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بالعمل من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في العالم وإرساء مبدأ العدالة والسلام ، إلى جانب الالتزام بنهج الحوار وحل الخلافات بالطرق السلمية ورفض استخدام القوة والعنف، وأي ممارسات تهدد الأمن والسلم العالميين، ومع بروز ظاهرة التطرف والإرهاب باعتبارها آفة عالمية لا دين لها اهتمت المملكة بمكافحة التطرف والإرهاب بجميع صوره وأشكاله أيًّ كانت مصادره، والتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة والهيئات الدولية في مكافحة هذه الآفة البغيضة عبر اجتثاث جذورها ومسبباتها. وأضاف: «يسرني دعوتكم والترحيب بكم في اجتماعنا القادم بإذن الله في بلدكم الثاني المملكة العربية السعودية متطلعين إلى أن يكون اجتماعًا حافلاً بالنجاح». وفي مستهل الاجتماع ألقى وزير الثقافة والفنون والتراث القطري الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري كلمة رحب فيها بأصحاب السمو والمعالي وزراء الثقافة بدول مجلس التعاون، متمنيًا لهم طيب الإقامة في بلدهم الثاني قطر. بعد ذلك ألقى الأمين العام المساعد للشؤون الثقافية والإعلامية في الأمانة العامة خالد بن سالم الغساني كلمة أوضح فيها أن من أهم ثمار العمل المشترك في المجال الثقافي هو أنه يقود إلى المزيد من العمل، مبينًا بأنه يفتح أفاقًا واسعة لمزيد من الترابط والتكامل. عقب ذلك ناقش أصحاب السمو والمعالي وزراء الثقافة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية العديد من المواضيع المتعلقة بمسيرة العمل الثقافي المشترك مثل لوائح العمل المشترك، ودراسة مشروع إقامة برنامج ثقافي داخل دول المجلس وإنشاء معرض دائم للفنون التشكيلية، وتعزيز الهوية الخليجية. وتدارس الوزراء الأفكار والمقترحات في مواجهة الأفكار المتطرفة وأعمال العنف والإرهاب من خلال البرامج الثقافية، كما تم إقرار تنفيذ ندوة تقييميه للإستراتيجية الثقافية بدول مجلس التعاون، إضافة إلى التعاون الثقافي المشترك مع الدول الشقيقة والصديقة والمجموعات الاقتصادية وإحصاءات الثقافة وإنشاء متحف لموقع أثري أو معلم تاريخي ومركز الترجمة والتعريب والاهتمام باللغة العربية.