في خطوة لافتة على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، التقى الرئيس السوري أحمد الشرع، وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في نيويورك، في أول لقاء بهذا المستوى بين واشنطنودمشق منذ سنوات طويلة. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان إن اللقاء تناول عدداً من القضايا الثنائية والإقليمية، أبرزها الجهود المبذولة لتحديد أماكن أمريكيين مفقودين في سوريا، إلى جانب مناقشة ملف مكافحة الإرهاب. كما أشار البيان إلى أن الطرفين بحثا "أهمية العلاقات الإسرائيلية – السورية في تعزيز الأمن الإقليمي"، في إشارة إلى المفاوضات الجارية بين دمشق وتل أبيب برعاية غير معلنة. زيارة الشرع إلى نيويورك تأتي في وقت تخوض فيه سوريا مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، تهدف – بحسب تصريحات رسمية سورية – إلى التوصل إلى تفاهمات أمنية تنسحب بموجبها القوات الإسرائيلية من الأراضي التي سيطرت عليها منذ ديسمبر 2024. وكان الرئيس السوري، قد أعرب في مقابلة مع شبكة"سي بي إس" الأميركية عن أمله بلقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترمب خلال زيارته الحالية، مشيداً بموقفه الداعم لسوريا فيما يتعلق برفع بعض العقوبات. كما دعا في تصريحات أخرى إلى رفع القيود الاقتصادية عن بلاده قائلاً:"ارفعوا العقوبات وانتظروا النتائج". وتكتسب مشاركة الشرع في أعمال الجمعية العامة هذا العام أهمية رمزية، إذ يعد أول رئيس سوري يلقي كلمة من على منبر الأممالمتحدة منذ حرب يونيو 1967، بعدما اقتصرت مشاركة دمشق طوال العقود الماضية على مستوى وزراء الخارجية أو المندوبين الدائمين. ومن المقرر أن يلقي كلمته أمام الجمعية العامة يوم اليوم. وبحسب وكالة الأنباء السورية "سانا"، يرافق الشرع وزير الخارجية أسعد الشيباني، حيث يخطط الوفد السوري لعقد سلسلة لقاءات ثنائية مع قادة دول ورؤساء وفود مشاركة، إلى جانب حضور فعاليات أممية متعددة. ويُنظر إلى هذه التحركات الدبلوماسية على أنها جزء من استراتيجية انفتاح سوري جديدة تسعى إلى إعادة بناء العلاقات مع الغرب، وتخفيف حدة العقوبات، وربط أي تقدم في هذا الملف بمسار المفاوضات مع إسرائيل وتعزيز الأمن الإقليمي.