هناك نوعان من المدراء .. مدراء أغنياء .. ينظرون الي كل شيء حولهم على أنه غني .. فيسبغ أسلوب إدارتهم بالغنى .. من ناحية سلوك ومفهوم العطاء الإداري، ومن حيث الرواتب، والمميزات، والحوافز، والرعاية الطبية والاسرية والتعليم ..ورفاهية الموظف وعائلته ..الخ !! ونوع آخر من المدراء يديرون شركاتهم من منطلق الفقر .. وينظرون على أن كل شيء في المنظمة يشكل عبئا عليها، ويؤدي إلى إفتقارها. ابتداءً من الموظفين – وهم مصدر استمرارها وتطورها – يعتبرون كلفة وعبئا ثقيلا جاثما على صدرها، ومن حيث رواتبهم ومميزاتهم. واستحقاقاتهم في التطور الوظيفي والترقية، والبدلات، وينسرد ذلك على بيئة العمل الفقيرة وغير المناسبة .. الخ . ولوكان بيد بعض المدراء تجده يعمل على استقطاع الميزات والغائها، ويجعل الموظف في حالة عوز واستجداء .. كل ذلك يتم تحت ادعاء المدراء ببرامج خفض النفقات. وأنا اكتب أسطر هذين النوعين من المدراء .. تذكرت TWA وهي شركة الطيران الامريكية الرائدة في ذلك الزمن .. والتي تعاقد معها العملاق الشيخ كامل سندي .. مدير عام الخطوط السعودية .. لادارة وتشغيل الخطوط واعادة تنظيمها .. وكان ذلك خلال العقد السادس من القرن الماضي .. تخيلوا .. كان راتبي في تلك الفترة لا يتجاوز ال 650 ريالا تقريبا .. وبعد بدء الشركة في ادارة الخطوط السعودية بسنة واحدة، وفي ليلة مشرقة كالنهار .. أعلنت زيادة رواتب موظفي المؤسسة جميعهم وفق برنامج رواتب جديد، وقفز مرتبي من 650 ريالا الى 1500 ريال مرة واحدة .. دون أن نستجدي أو نطالب بذلك، ومنحنا تذاكر مجانية للموظف وعائلته وزوجاته ووالديه – بعد أن كنا نستجدي التذاكر المجانية الموعودين بها تحت ادعاء اننا سنرافق والدينا للعلاج، ويتوسط من له نفوذ في الخطوط لحصولنا علي التذاكر – ومنحنا العلاج الطبي المجاني للعائلة والوالدين ..واتخذ قرار بإصلاح بيئة العمل بإنشاء وبناء مقر للخطوط السعودية؛ وفق المعايير الهندسية والادارية الحديثة في ذلك الزمن، وأصبح المبني معلما لمدينة جدة .. ومنحنا الهبات والحوافز والبعثات التعليمية إلى خارج المملكة.. وتوج هذا العطاء بخدمات غنية وراقية للركاب والمتعاملين مع الخطوط، وغيرها من المميزات الكثيرة. كل ذلك تم استشعارا من ادارة الشركة لأهمية العطاء في الادارة .. وبعد هذه القرارت قفزت الخطوط السعودية لتنافس أعتى الشركات العالمية وليس المحلية أوالاقليمية. بل كنا في مصاف العشر شركات الأول في العالم .. لا يساورني شك في أن مؤسستنا الفتية بقيادة مدرائها الشباب سوف يدركون أهمية العطاء لموظفيهم، واسترجاع حقوقهم وحقوق المتقاعدين التي فقدوها وحرموا منها .. أخي المدير.. فلتكن ادارتك غنية .. ورؤيتك غنية . واستراتيجيتك غنية .. وفكرك غني.. وحياتك وحياة موظفيك وعائلاتهم غنية .. .وخدماتك لعملائك غنية وراقية . الادارة من منطلق الغنى، هي النجاح والسعادة.. مرتبط