هناك الكثير من المستجدات التي تفرض نفسها على الواقع الاقتصادي وذلك من خلال الكثير من العوامل المؤثرة وفي مقدمتها الأوضاع السياسية وفرض انعكاساتها المباشرة على منظومات اقتصادية لا تلبث ان تتجاوز كل الاستراتيجيات في خطوط العرض والطول لملفات لم يكن في الحسبان خلط أوراقها. ومن ثم فإنني استغرب ما قاله أحد وزراء مالية دول الخليج العربي وهو يتحدث عن المرحلة القادمة برؤية لا تتفق مع الواقع خاصة فيما يتعلق بالنفط الذي برأه من أي هزات مؤثرة بل يمكنني القول: إن تصريح الوزير فيه شيء من المغالطات. فهو "اما انه تعمد التسطيح أو أنه آخر من يعلم". ثم ان المرحلة القادمة تشكل اكثر خطورة على الدول المنتجة للنفط خاصة داخل منظمة اوبك. فقد اعلنت امريكا ان مخزونها الاحتياطي قد تضاعف.. وان دول المنظمة النفطية سوف تتراجع في الانتاج الى النصف في العام القادم. ولابد هنا من الاشارة الى ان دول التحالف الكبرى المشاركة في الحرب على الارهاب سوف تحصل على تسهيلات نفطية من دول خليجية.. بل من العراق ستحصل عليه بالمجان. وذلك نتيجة لعدم قدرة المالية العراقية على الانفاق المادي لتلك الدول. وبالتالي لن تستطيع دول اوبك ان ترفع الاسعار مقابل خفض الانتاج في محاولة لتعويض حجم الدخل .وذلك لانه في هذه الحالة سوف يتجه سوق المستهلكين الى نفط بحر الشمال الذي وان كان اقل جودة من برنت اوبك الا انه يعد مصدرا مهما للدول المتوسطة الاقتصاد والفقيرة في الاستيراد. وملجأ للدول الغنية التي تتعامل اصلا مع تلك الدول المصدرة في تغذية الصناعات الخفيفة هذا بالاضافة الى ان دول اوبك لا تمتلك الموارد البديلة التي يمكن ان تعمل على تغطية حجم التعويض من النفط .هذا بالاضافة الى ان الامريكيين والاوربيين قادمون على صفقة جديدة مع ايران لرفع العقوبات وتمكينها من العودة الى مستوى انتاجها السابق من النفط. خاصة انها عضو مؤثر في منظمة اوبك. وسوف تستخدم تسهيلات انتاجها في حجم التصدير والاسعار. وذلك في ظل الاوضاع السياسية من ناحية..وانفراط عقد اتفاقات اوبك منذ فترة سابقة. ورغبة طهران في تحسين وضعها الاقتصادي الذي تأثر بالعقوبات لعدة سنوات. على انه لا يمكن اغفال نفقات الحرب على الارهاب الذي لابد ان تتحمل دول منتجة للنفط جزء منها لحماية امنها واستقرارها. كل هذه العوامل كان لابد ان ينظر إليها معالي الوزير في رؤيته الاقتصادية. وذلك ليس عيبا او خللا عمليا بقدر ما هو استشراف التحولات الاقتصادية بعيدا عن العواطف. [email protected] Twitter:@NasserAL_Seheri