إن المشروعات أو الصناعات الصغيرة هي الحل الوحيد والحتمي لتوفير فرص العمل، وحيث أن صندوق تنمية الموارد البشرية سيتعامل مع هذه المشروعات مستقبلاً كتوجه اقتصادي جديد، فإن القضية تحتاج إلى مناقشة مستفيضة من قبل الجهات المعنية لمساعدة ومساندة "صندوق تنمية الموارد البشرية في شرح هذه الفرصة الاقتصادية الجديدة للشباب الذين سيعملون في هذه المشروعات. اذن لماذا الصناعات الصغيرة .. الآن؟ إن المشروعات الصغيرة والمتوسطة ضرورة تنموية لانها الهدف الاولى بالرعاية الآن من اجل احداث التنمية الشاملة والمستدامة لكي ترتفع معدلاتها إلى حدود ثلاثة أمثال معدل النمو السكاني للشباب وتنهض باعبائها كل قوى المجتمع السعودي، ليستفيد من عائدها كل فئات الشعب وخاصة الشباب. لذلك فإنه من الطبيعي أن يحين الوقت لكي تتأهل جميع مؤسسات الدولة واجهزتها والقطاع الخاص للنهوض بهذا الهدف الطموح في اطار مشروع قومي يركز على مختلف الابعاد الاقتصادية والاجتماعية.إن التحول الكبير في المفهوم الاقتصادي في بلادنا يضعنا أمام نظرة جديدة لما يسمى بالمشروعات او الصناعات الصغيرة .. وهذه النظرة تفرض على صندوق تنمية الموارد البشرية التوضيح من كل الجوانب، سواء من حيث الفلسفة التي ستحكم هذه الصناعات أو المشروعات والهدف منها والمجالات التي ستعمل من خلالها والحافز الذي تتمع به. وانطلاقاً من هذه الضيقة تبرز اولوية الاهتمام بالمشروعات الصغيرة أو كما يطلقون عليها بالصناعات الصغيرة لانها وبدون مبالغة الطريق السريع والآمن للمملكة لتحقيق التنمية الشاملة. بمختلف أبعادها خاصة بعد ما أصبح الاقتصاد السعودي مناسباً لنموها وازدهارها . فهيكل الاستثمار الخاص في المملكة اكثر من ملائم في الوقت الحاضر والمستقبل المنظور للانشطة الاقتصادية الصغيرة وذلك لعدة عوامل اهمها الميزة النسبية في حوافز عنصر الشباب للعمل في مثل هذه الصناعات الصغيرة. وتُعد الصناعات الصغيرة من الظواهر المنتشرة في انحاء العالم النامي باعتبارها وسيلة من وسائل مواجهة المشكلات الاقتصادية والاجتماعية، بل وصاحبة الفضل الاولي في قيادة قاطرة النمو السريع في دول جنوب شرق آسيا وفي تحقيق الصناعية في اوروبا . من قبل حيث تمتلكتلك الصناعات الصغيرة قدرة كبيرة على زيادة الانتاج والانتاجية للاقتصاد القومي عن طريق ارتباطاتها الديناميكية بالقطاعات المختلفة فضلاً عن دورها الكبير في مواجهة العديد من المشكلات الاجتماعية وأهمها البطالة حيث سوف تستوعب ما يقرب من "90%" من العمالة الشبابية ان شاء الله تعالى إلى جانب توليد الدخول للشباب وعوائلهم. من هذا المنطلق أرى أن المشروعات الصغيرة والمتوسطة - صناعية أو تجارية - هي عماد الاقتصاد حتى في أكثر الدول تقدماً.. بل إنها تعتبر العمود الفقري للهيكل الصناعي والاقتصادي من خلال اسهامها الفعال في استيعاب العمالة الشبابية الكثيفة بتكاليف قليلة نسبياً اضافة إلى دورها في معالجة القصور في تكوين هيكل الانتاج الصناعي في الاقتصادات الناشئة والأسواق الصاعدة كما تسهم في ترسيخ مناخ المنافسة، وكذلك توفير فرص كبيرة امام الصناعات التصديرية وايجاد شبكات تسويق قوية لترويج وتوزيع منتجات هذه الصناعات ويؤكد دورها البارز في التقدم الصناعي لليابان ودول شرق آسيا. لذلك فإن تشجيع اقامات الصناعات الصغيرة والمتوسطة للشباب والعائلات تؤكد حقيقة مهمة هي ان التطورات الاقتصادية باعتبارها خلايا رئيسية في الجسم الاقتصادي يقع عليها عبء امتصاص طاقات الشباب والعائلات وتحويلها إلى عناصر منتجة ومعتدة تسهم في مسيرة التنمية الشامل في بلادنا. خلاصة القول: اقول وبكل صراحة وتمام الصدق انها مهمة ليست بالسهلة ولكنها ستكون تعبيراً عن التصميم على المضي قدماً في عملية التقدم الاقتصادي الواعد.