✒كثيرٌ من الناس لا يبالون بما تنطق السنتهم من كلامٍ جارح يطعن دون أن يدمي يسبب ألماً لمن حولهم قد يكون الألم مؤقت وقد يكون ألماً دائم لا يزول ولا ينتهي وتترتب عليه نتائج صادمه تدخل من سمعها في كائبة دائمه وكم من كلام دمر مجتمعات ودمر أسر ونشر السمعه السيئه والحقد والكراهيه. فالكلمه سلاح فتاك إما أن تنفذ منه وإما أن يدمرك تدميراً أبديا أصبح شعار الأغلبية أنا صريح ولكن هناك فرق بين الصراحه الحقيقيه وبين الصراحه المغلفه بالوقاحه التى يكون ظاهرها الصراحه وغلافها كلمات في أشد الوقاحه والله سبحانه وتعالى أمرنا بانتقاء الكلام الطيب قال تعالى : (قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ). هل تعلم أن وقاحة الكلام تضر صاحبها قبل أن تضر من وجه له الكلام ؛ فان الصواعق لاتضرب إلا القمم. ولست مجبورا لسماع دوي صراحة جارحه ولكنك مجبور أن تكون شخصاً قويا يظل شامخا مهما تهاوت عليه السهام تعلم وتيقن بانك عند جرحك لمن حولك ستمر الايام وتنسى ذلك ولكنك لن تلئم جرحا جعلت صاحبه يشعر بمرارته من حديثك. فاي شخص أنت حين لا تملك جمالا بالسان وجمالا بالعقل فجمال اللسان يرقيك وجمال العقل يعليك. كم من كلمة طيبه شفت الكثير وكم من كلمة طيبه الفت القلوب وكم من كلمة طيبه انقذت صاحبها. فالكلمه الطيبه تكسبك الكثير من المحبه والود والمشاعر الطيبه والاحترام ؛ فتعليك ولاتهويك كم من كلمة جارحه تميت وكم من كلمة طيبه تحي. وتذكر دوما انك فيك الكثير من العيوب التي قد لا تراها انت ولكن يراها غيرك كما ترى انت عيوبهم ؛ ولكنك تتوجه غير مباليا موجها لهم الانتقادات الجارحه دع الخلق للخالق راقب افعالك قبل ان تراقب افعال من حولك ؛ ثلاث امور لا تستطيع ردها الكلمه اذا انطلقت والسهم اذا رمي والزمن اذا مضى ، فإن موت القلوب اقوى من موت الاجساد. اللهم اكفنا شر قساوة القلوب فقساوة القلوب تجعل صاحبها ينام قرير العين ولكن تجعل من طعنهم لا يعرفون طعم النوم لاتظلم فتظلم ؛ كن راقيا في حديثك حتى تكن بلسما شافيا تذكر الانبياء وما عانوه من توجيه الكلمات الجارحه لهم رغم ذالك تحملوا وصبروا وارتقوا استخدموا عقولهم ولم يستخدموا السنتهم فنشروا الدين وانقذوا الناس من النار كانت كلماتهم منجا وليست محرقة تهوي بمن حولهم تحدى اصحاب الكلام الجارح بأن تجعل لك عقلا راقي يخجل من يجرحك فتشعره بالذنب بدلا من ان تشعره بالانتصار ولا تقل اهينه كما اهانني تجاهل الاهانه وقتها ؛ فقط انت من رددت السيئة بالحسنه فأخجلت من جرحك ونثرت عليه عطر غفرانك واخلاقك الطيبه ؛ تذكر دوما أن المقارنه بين شخصين جارحه وأن تفضيل الأبناء جارح وأن التعيب في خلق الله جارح والانتقادات المتواصله جارحه. وكذلك الرد بحكم انك قوي الشخصيه جارح ؛ رفقا بمن حولك فانت لاتعلم اي هما يحمله ولا أي جرحا يعانيه ولا أي الما يدميه فهناك صمت قاتل يغلفه الابتسامه المليئه بالدموع التي تملا القلب حسرات وويلات انت تجهلها. وهو في غنى ان يسمعها لانك ستجعله يعاني من الموت البطي. فالحياة أصبحت متعبه والنفوس ضيقه والتعب تفشى النفوس تمر بها عواصف من كل النواحي تجعل من حولك ليس مجبورين ابدا لتحمل السهام الناريه التي تطلقها فتحرقهم وانت تستمتع بلذت الانتصار ورافعا شعار انا صريح . إن من حولك ليسوا مجبورين لإبداء المشاعر الحنونه والفياضه ولكن أنت مجبور لإ انتقاء الكلمات الطيبه اجعل الابتسامه سلاحك التمس لي اخيك المؤمن ألف عذر قبل أن ترميه بسهم من كلامك الجارح وقتها فقط ستجد شخص يكن لك احتراما وحبا تذكر قوله تعالى (ولا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ*ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ*فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ*). وتذكر أنك لن تترك في الدنيا بعد مماتك إلا ذكرى الأخلاق الفاضله أسعد من حولك بالكلمات الطيبه وإن لم يكونوا هم كذالك اخطلهم بطيب اخلاقك كن قدوة لهم ولا تعامل المثل بالمثل فقط قل دوماً اللهم اكفني شر قساوة القلوب.