أنشغل العالم العربي والأسلامي بالأحداث الأخيرة التي تحصل في ليبيا وسوريا , لينسى المجاعة التي تلقي بظلالها البشعة على القرن الأفريقي ، لاسيما دولة الصومال (العضو في جامعة الدول العربية) .. ليس لدينا الكثير من الوقت لكي نتحدث عن تلكؤ المجتمع الدولي عن إغاثة الشعب الصومالي , فالذي يهمني اليوم هو ذلك الجوع والجفاف الذي يُنشب أنيابه في أرواح أطفال الصومال وشيوخهم ونسائهم أمام مرأى ومسمع مليار ونصف المليار من المسلمين، لاسيما أننا في شهر رمضان الكريم، شهر الخير والصدقة. أيها الأثرياء العرب في أرجاء المعمورة حان دوركم , لا أعلم بأية لغة أتحدث ، فالمشهد موغل في البؤس، ونحن جميعا مسؤولون أمام الله عز وجل إن لم نقم بما ينبغي علينا وبما نستطيع من أجل سد رمق أولئك الجياع ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَيُّمَا أَهْلِ عِرْصَةٍ بَاتَ فِيهُمُ امْرُؤٌ جَائِعٌ ، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُمْ ذِمَّةُ اللَّهِ " .. فأين إذن أصحاب المليارات التي تدفع من أجل التعاقد مع لاعب كرة قدم ؟, وأين من يشترون أحدث اليخوت والطائرات ؟، فضلا عن القصور في دول الشرق والغرب؟! لماذا السكوت عن هذه المأساة؟! إنها مأساة تتفاقم أمام أعيننا يوماً تلو الأخر ، لست يائساً ، ففي أمتنا الكثير من أهل الخير، وفيها من الأغنياء من نعتز بعطائهم وأدوارهم الرائعة في كل ميدان هم اليوم مدعون للتبرع لجياع الصومال . وعلى خيراً نلتقي .. فاضل الغيثي