تناول كبار العلماء فضل ليلة القدر في كثير من خطبهم وفي ردودهم على أسئلة السائلين من المسلمين حول فضل هذه الليلة المباركة، التي وصفها الله بأنها خير من ألف شهر في قوله تعالى: (إنَّا أَنْزَلْنَاه فِيْ لَيْلَةِ القَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ القَدْرِ لَيْلَةُ القَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الملاَئِكَةُ وَالرُّوْحُ فِيْهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلّ أَمْرٍ سَلاَمٌ هِيَ حَتّى مَطْلَعِ الفَجْ). فضيلة الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز – رحمه الله – أجاب عن سؤال طرح عليه بصيغة كيف يعرف المرء أنه أصاب ليلة القدر؛ بقوله: أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها تطلع الشمس في صباحها لا شعاع لها. وقال أبي بن كعب رضي الله عنه: هذا دليل على أنها ليلة 27، وقد رأيتها قبل ذلك في مرات كثيرة تطلع صباح 27 ليس لها شعاع، وكان يحلف على أنها ليلة27 بسبب هذه العلامة. ولكن الصواب أنها قد تكون في غيرها، قد تكون عدة سنوات في ليلة 27 وقد تكون في سنوات أخرى في 21 أو 23 أو 25 أو غيرها والاحتياط والحزم الاجتهاد في الليالي كلها. وعن علامات وفضائل ليلة القدر ذكر الشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين -رحمه الله – أن لليلة القدر علامات مقارنة وعلامات لاحقة، وأوضح أن العلامات المقارنة تتمثل في قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة، وهذه العلامة في الوقت الحاضر لا يحس بها إلا من كان في البر بعيداً عن الأنوار، وأيضا الإحساس بالطمأنينة، أي طمأنينة القلب، وانشراح الصدر من المؤمن، فإنه يجد راحة وطمأنينة، وانشراح صدر في تلك الليلة أكثر من مما يجده في بقية الليالي، وكذلك أن الرياح تكون فيها ساكنة أي لا تأتي فيها عواصف أو قواصف، بل يكون الجو مناسبا، وأنه قد يُري الله الإنسان الليلة في المنام، كما حصل ذلك لبعض الصحابة رضي الله عنهم، إضافة إلى أن الإنسان يجد في القيام لذة أكثر مما في غيرها من الليالي. أما العلامات اللاحقة فقال عنها الشيخ ابن عثيمين، إن الشمس تطلع في صبيحتها ليس لها شعاع، صافية ليست كعادتها في بقية الأيام، ويدل لذلك حديث أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال: أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنها تطلع يومئذ ٍ لا شعاع لها) -رواه مسلم. وعن فضائل ليلة القدر قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله إنها ليلة أنزل الله فيها القرآن، قال تعالى (إنا أنزلناه في ليلة القدر)، وأنها ليلة مباركة، قال تعالى (إنا أنزلناه في ليلة مباركة)، وفيها يكتب الله تعالى الآجال والأرزاق خلال العام، قال تعالى (فيها يفرق كل أمر حكيم). وعن فضل العبادة فيها عن غيرها من الليالي، قال تعالى (ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة فيها إلى الأرض بالخير والبركة والرحمة والمغفرة)، وقال تعالى (تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر). من جانبه تحدث عضو هيئة كبار العلماء؛ الشيخ سعد الخثلان، عن ليلة القدر شارحا بالقول: إن الأقرب في ليلة القدر أنها ثابتة في ليلة معينة في جميع الأعوام، مشيراً إلى أن أرجاها هي ليلة السابع والعشرين. ودلل على رأيه بأن ليلة القدر إنما اكتسبت شرفها بنزول القرآن فيها، والقول بالتنقل ينافي هذا المعنى، كما أنها لو كانت تتنقل لكان النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يخبر أمته بها فأنسيها بعدما تلاحى رجلان أخبر بها في الأعوام التي بعد تلك السنة. وذكر الخثلان حديث أبي سعيد أنه رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- وعليه أثر الماء والطين صبيحة ال (21) يعارضه حديث عبدالله بن أنيس، أنه رآه صبيحة ال (23)، والحديثان في صحيح مسلم، وليسا بصريحين في تحديد ليلة القدر، كون المطر إذا نزل تتابع نزوله غالباً. وأشار عبر حسابه الرسمي بموقع تويتر إلى أن القول إنها ثابتة هو ظاهر المنقول عن الصحابة كعمر وابن مسعود وأبي وابن عباس وأنه لم يثبت عن أحد منهم القول بأنها تتنقل، مضيفا: "القول بتنقلها هو الأشهر عند المعاصرين بينما القول بأنها ثابتة في ليلة معينة من السنة هو الأشهر عند المتقدمين من أهل العلم وهو الأرجح". وفي ما يخص تحديد هذه الليلة أوضح: "أكثر الأحاديث تدل على أن أرجاها ليلة سبع وعشرين، حيث فعل النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الليلة ما لم يفعله في بقية الليالي".