- الرأي - بدرية عيسى - جازان : في قلب الجنوب السعودي، وعلى ضفاف البحر الأحمر، تقف جازان شامخةً بتاريخٍ ضاربٍ في الجذور، تختزل في تضاريسها الوعرة وسهولها الخصبة حكايا المجد والصراع والتحوّل. لم تكن جازان يومًا مجرد بقعة جغرافية على خارطة الوطن، بل كانت وما زالت مسرحًا لأحداثٍ تاريخية صنعت ملامحها وأثرت في نسيجها الاجتماعي والثقافي. ومن بين صفحات الزمن، تبرز وقائع مفصلية شهدتها هذه المنطقة، لتروي لنا قصة شعبٍ صامد، وهويةٍ لم تنكسر، وأرضٍ حافظت على خصوصيتها رغم تعاقب الأزمنة. معركة قاع الثور وسببها إنها قامت قبيلة المسارحة عام ١٢٧٠ه بطرد خراص الزكاة التابعين للأمير الحسن بن محمد بن علي بن حيدر الخيراتي، أمير أبي عريش فما كان من الأخير إلا أن قام بتجهيز حملة تأديبية ضد قبيلة المسارحة. فجهز قوته ورجاله واتجه نحو أرض قبائل أحد المسارحة وجرت المعركة وقتل من قتل من الطرفين وكان النصر فيها لقبيلة بني مسروح. وفي عام ١٢٧١ه أراد الأمير الثأر لهزيمته فجمع رجاله وقوته وعلمت قبائل أحد المسارحة بما يريده أمير أبي عريش بهم. فجهزوا رجالهم وقوتهم وتقابل الطرفان في موضع يقال له "قاع الثور" ودارت معركة حامية الوطيس ، أسفرت عن انتصار ساحق لأبناء مسروح. • معجم قبائل المملكة العربية السعودية • حمد الجاسر.