فات الميعاد،وكل مواعيد الأعياد السابقة ولقاءاتها الباسمة، وأصبحت الصدفة هي الموعد الممكن وبالكاد لأسباب يصعب شرح بعضها لأنها أسإس إضمحلال جنون الشغف القديم لأجل حضور ليلة العيد بالديرة كآخر موعد قبل الفجر وبزوغ أفراح الصباح ولقاء جيران الحي والبادية القريبين الذين يأتون بلا هموم لحضور صلاة العيد.. العيد وأفراحه لا تزال هي أجمل ما يجمع الناس ولو عن بعد في زمن الإتصالات العجيبة!، لكن الإحساس القديم بالعيد حتى لدى أطفال اليوم وصبيانه لم يعد بنفس الحجم الفرائحي الخاطف والتأثير النفسي الإيجابي المؤقت لدى طفولة أباءهم الذين أصبحو اليوم كباراً متجهمين يقتربون من شعور اللامبالاة بالأفراح!.. كل عام وأنتم بخير ومن العايدين بأي مكان بالعالم، وطريب جاء بالعنوان كرفع لعتب التقصير الذي لم يعد ممكناً تصحيحه.. كل شيء ينمو، كل شيء يتغير، وكل شيء يأتي أو سيعود إلاّ الذين غادرونا نهائياً وتركوا في نفوسنا أثاراً أو مواقف وذكريات مختلفة حتى الجميل منها مؤلم جدا لمفارقتها والبعد عنها زماناً ومكاناً وشعوراً بلا رجعة.!. عيدكم مبارك جميعاً، وتهنئة خاصة لطريب وجباله الأطول، ولمكان شجرة التين وشبة الضو تحتها، ولظل النخلة التي لا تزال واقفة تصارع لأجل البقاء.. والقادم أجمل لأبناءنا وابناءهم بإذن الله وليس شرطاً لنا فنحن لن نأخذ بأنانيتنا أفراح غيرنا وأعمارهم......