وحول قضية "حوار الحضارات" قال معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية إن المملكة العربية السعودية دأبت على المطالبة بالتعاون الدولي الجاد في سبيل إيجاد المناخ الصحي لنشر قيم الحوار والتسامح والاعتدال، وبناء علاقات تعاون وسلام بين الثقافات والشعوب والدول، والتحذير من التطرف والغلو والتعصب والاقصاء، فعلى المستوى الوطني أسست المملكة مركزاً دائماً للحوار الوطني يجمع مختلف أطياف الوطن وتياراته، وعلى الصعيد الدولي بادرت المملكة إلى الدعوة للحوار بين أتباع الديانات والثقافات، ودعت في سبيل بلورة هذا التوجه الجديد، إلى مؤتمر مدريد للحوار، كما دعت إلى الاجتماع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة للغرض ذاته، حيث أسفرت هذه الجهود عن تأسيس "مركز الملك عبد الله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات" في مدينة فيينا". وتناول معاليه قضية المساعدات الاقتصادية والإنمائية والإغاثية وأكد أن المملكة لا تتردد في تقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية لأي مناطق في العالم تتعرض للكوارث طبيعية كانت أو إنسانية، وسجلها في هذا المجال معروف وموثق، ولهذا الغرض فلقد أنشأت المملكة "مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية" الذي اكتسب سمعة دولية مرموقة، وبات واجهة مشرفة للعمل الإنساني والإغاثي الذي تتبناه المملكة على الصعيد الدولي. ثم تحدث معاليه عن المحور الثالث وهو "محور التحديات" وقال إن التهديد الإيراني للأمن والاستقرار في المنطقة يأتي في مقدمة هذه التحديات، مشيراً إلى تدخل إيران السافر في الشؤون الداخلية للدول، وقال: "منذ قيام ما يُسمى بالثورة الإسلامية في إيران في عام 1979م، وحتى الآن وجدت المملكة العربية السعودية نفسها في مواجهة مستمرة مع التحدي الإيراني الذي أخذ عدة أشكال وصور، ابتداءً من إفرازات الحرب العراقيةالإيرانية، ومروراً بعبث ما يسمى بحزب الله المدعوم من إيران في الساحة اللبنانية، وما تمارسه إيران من أنشطة محمومة وتخريبية في الخليج العربي والبحرين، بالإضافة إلى تدخلاتها السافرة والمباشرة في العراق وسوريا، وانتهاءً بالأوضاع الخطيرة التي يجتازها اليمن حالياً". وتطرق معاليه إلى الحديث عن تحدٍ آخر واجهته أو تواجهه المملكة في صور وأنماط مختلفة مثل "القاعدة" و"داعش" و"النصرة"، وغير ذلك من منظمات إرهابية وميليشيات مسلحة تعيث في الأرض فساداً وتبث الرعب والدمار وتثير النزاعات الطائفية والفتن المذهبية وتهدد الأمن الفكري الذي يهدد مستقبل أجيالنا الشابة، وجوهر معتقداتنا، ومرتكزات شخصياتنا الوطنية. وفي نهاية المحاضرة تحدث معاليه عن العلاقات السعودية المصرية ، مؤكداً صلابة وقوة هذه العلاقة الأبدية وقال : " إننا في المملكة العربية السعودية نؤمن أن مصر منا ونحن منها، ديننا واحد، وطنها ووطننا قطعتان من هذا الشرق الأصيل بعاداته وتقاليده وحضارته وثقافته.. وماضيها وماضينا فصلان من كتاب واحد في تاريخ العرب والمسلمين.. تاريخها وتاريخنا مشترك.. جربنا فيه سراء الحياة وضراءها، وتلاقت أهدافنا لنصرة المُثُل العليا التي كنا جميعاً ولا نزال نؤمن بها وندافع عنها." وأكد معالي وزير الدولة للشئون الخارجية محاضرته أنه إذا سلمت مصر سلمنا،وإذا سلمنا فقد سلمت مصر، فنحن لها الدرع الواقية، وهي في موقعها درع لنا، واتحدت مصائرنا على الحالين، وارتبطت أواصرنا، أواصر الأخوة في الحاضر، كما كانت في الماضي، وكما لابد أن تظل أبداً." وفي ختام الأمسية الثقافية قدم معالي السفير أحمد قطان الشكر لمعالي الدكتور نزار مدني على محاضرته القيّمة، مقدماً له هدية تذكارية عبارة عن "درع رياض النيل".