وأضاف "اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا" في بيانه أنّ حرية التعبير والحقّ في النقاش وإبداء الآراء النقدية، هي من المكتسبات الإنسانية الجديرة بالاحترام والصوْن. ولا يصحّ استعمال هذه المكتسبات بأشكال غير مسؤولة، عبر اتخاذها ذرائع واهية لازدراء الأديان أو تدنيس المقدّسات، أو تشويه الثقافات وممارسة التحريض بحقّ أخوة الإنسانية أو شركاء المجتمع، فضلاً عن بثّ خطاب الكراهية وإشاعة الأحقاد، والإساءة إلى مشاعر أتباع الأديان. ولفت إلى أن التحوّلات التي شهدتها بيئات الاتصال، على مستوى العالم، تفرض تعميق الالتزامات المبدئية والمسؤوليات الأخلاقية بالنسبة للأطراف الفاعلة في القطاعات الإعلامية والثقافية. ومن مسؤوليّات كافّة الأطراف في هذا العالم، تمكين شعوب هذا الكوكب ومجتمعاته، من التعارف القائم على الاحترام المتبادل والاستفادة من ثمار التنوّع الإنساني، ونبذ التعبيرات العنصرية والأحكام المسبقة والقوالب النمطية؛ لصالح روح الانفتاح والتبادل والتفاهم. كما جدد "اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا" إدانته لأي اعتداء يستهدف الأبرياء، بما في ذلك الهيئات الدبلوماسية، ففي ذلك انتهاك للشرائع الدينية والمبادئ الأخلاقية والأعراف الدبلوماسية. وينبه الإتحاد إلى إنّ اقتراف إساءات مشينة بحقِّ المقدّسات الإسلامية من أيِّ جهة كانت، لا يمكن أن يبرِّر ارتكاب اعتداءات على السفارات وسفك دماء الدبلوماسيين والتسبّب بوقوع ضحايا أبرياء، ففي ذلك تجاوز لتعاليم الإسلام التي تقرِّر حماية هؤلاء الرسل حتى في أوقات الحرب وحقن دماء الآمنين، مؤكدا أنّ الاعتداءات وأعمال العنف تمثِّل الاستجابة الخاطئة لتلك الإساءات، وتتنافى مع تعاليم الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، كما أنها تُذكي الأحقاد وتغذِّي الصور النمطية السلبية. وبين أن المُنتظر من مجتمعاتنا البشرية أن تواجه بشجاعة، عبر المواقف المدنية الفاعلة وأدوات دولة القانون وجهود التوعية والتنوير؛ محاولات بثّ الأحقاد والإساءة إلى المقدّسات والأديان والخصوصيّات الثقافية. فمن صالح الجميع قطع الطريق على الساعين إلى إشعال الحرائق بين أتباع الأديان والثقافات لأهداف رخيصة. وخلص البيان إلى القول " إن اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا " يحذِّر من اتجاهات العداء للإسلام وظواهر الكراهية والتحريض والتشويه؛ كما يدعو إلى الردّ على ذلك بتعزيز التضامن والانفتاح، وصيانة القيم الإنسانية والمبادئ الدستورية، ودعم الوفاق وتعزيز الاحترام المتبادل، وإشاعة التضامن والتماسك في الأسرة الإنسانية. // انتهى //