رغم أن خميس العويران المحور الأشهر في تاريخ الكرة السعودية لعب لقطبي الكلاسيكو الهلال والاتحاد إلا أنه غادر الملاعب من الباب الخلفي.. فنجم الوسط الديناميكي الذي قدم للعميد وسط زفة صفراء وضجة زرقاء لاتزال تلاحقه حتى الآن لدغ من جحر الوعود مرتين فقرر الخروج من مولد الكرة بلا حمص. العويران حكى مسيرة حافلة بالمعاناة وإدارات أخذته لحما ورمته عظما حتى قال بالحرف الواحد إنه عاد موظفا في الحرس الملكي ولا يرغب في العودة للوسط الرياضي لاعبا كان أو إداريا أو ربما حتى متفرجا.. فما الذي دفع العويران «خميس» لهذا الموقف.. ولهذا القرار الغريب؟.. إليكم ما دار في الحوار.. توقفت فجأة عن ممارسة الكرة رغم إمكان استمرارك في العطاء فما السبب؟ من الطبيعي أن يمر أي لاعب بفترة يهبط فيها مستواه، وهذا حال كرة القدم، وفي السنوات الأخيرة أعترف بتراجع مستواي. هل عانيت من إشكاليات أدت إلى تراجع مستواك؟ أي لاعب يهبط مستواه لا بد أن تكون لديه إشكاليات؛ فقد مررت ببعض المشكلات مع بعض الإداريين في نادي الاتحاد وأمور من هذا القبيل. مع من تحديدا رئيس النادي أم أعضاء مجلس الإدارة أم إدارة الكرة أم مع من؟ نشأ خلاف بيني وبين حامد البلوي مدير الفريق، ومن الطبيعي أي لاعب يفكر في المشكلات أكثر من اللعب سيهبط أداؤه، ويمكن القول إن ما حدث كان نتيجة تراكمات بسبب وعود لم يوفِ بها الاتحاديون بدأت معها المشكلات. وعود حول ماذا؟ كثيرة، حيث وعدوني بأمور مقابل تجديد عقدي، وأنا شخصيا وقعت من أجل النادي وحبا فيه، ومع الأسف لم يوفوا بما وعدوني به. من الذي وعدك؟ هل هو حامد البلوي؟ لا.. ارتباطي بالوعود كان مع منصور البلوي رئيس النادي ولم يوفِ بأي شيء مما وعدني به، وبعد ذلك حدثت مشكلات بيني وبين الإداري على هذا الموضوع، ومن ثم انقطعت عن الاتحاد. ألم تكن هناك تدخلات شرفية أو إدارية لإقناعك بالاستمرار؟ تركت اللعب بقرار شخصي اتخذته بنفسي «مرة واحدة» كما غيّرت جميع أرقام التواصل الخاصة بي. لو كنت في الهلال هل تعتقد أن مشوارك سينتهي بهذه الطريقة؟ حتى لو كنت في الهلال فلن يتغير شيء؛ لأنني لا أريد الاستمرار ولا يمكن أن أعطي طالما أني أرغب في التوقف، ولا تنس أنني ألعب منذ سنوات قضيتها بين معسكرات وسفريات وتنقلات، ولدي أسرة لها حق علي خاصة أنهم كبروا وهذه مشكلة بحد ذاتها ويجب أن أكون قريبا منهم أكثر، وعندما يكون البكر لديك بنتا فهذا يضاعف مسؤوليتك، وكلما كبرت احتاجت إلى قربك منها أكثر. انتقالك إلى الاتحاد كان في نظر البعض انتصارا له وصدمة لجماهير الهلال في ظل تنافس الطرفين فكيف حدث ذلك؟ لا.. ليس كما تقول انتصارا أو صدمة... هذه هي مفاهيم الاحتراف، وأي لاعب ينتقل من ناد إلى آخر لا يعني أن يكون هذا النادي كسب أو ذاك خسر.. طالما أنك في النهاية ستفيد المنتخب. من الشخص الذي أقنعك بالانتقال، وكيف سارت المفاوضات؟ لا يوجد شخص معين.. ولكن عرض الاتحاد كان أقوى من نظيره الهلالي.. وبالنسبة إلى المفاوضات اتصل بي منصور البلوي رئيس الاتحاد السابق مباشرة بعد معرفته بانتهاء عقدي وعرض علي الانتقال وقلت له إنني سأعود إلى نادي الهلال لأنه الأولى وبعدها سأبحث الوضع معه، وتكلمت مع النادي ولم يحدث أي شيء في عهد رئاسة الأمير سعود بن تركي. هل تحدثت للأمير سعود بن تركي مباشرة؟ تحدثت معه ومع فواز المسعد عضو مجلس الإدارة وقال لي الأخير «خزانة النادي ما فيها فلوس واصبر علينا».. فقلت له إن هذا احتراف حيث سبق أن طلبوا مني التوقيع قبل سنتين من عرض الاتحاد، ووقعت وفي النهاية تناقلت الصحف أن خميس العويران وقع ب(حبة راس). وأنا وقعت للهلال ولم يقدر أحد ما قدمت حيث وعدوني ولم يحصل شيء، وفي المرة الثانية قالوا لي إن خزانة النادي ليس فيها شيء وجاءني رزق من الصعب أن أتركه. إذن وقعت عقدين مع الهلال؟ نعم وقعت عقدي الأول لمدة سنتين في بداية الاحتراف، ثم وقعت عقدا آخر بعد نهاية العقد الأول، وفي المرتين وقعت «عشان الهلال».. وفي المرة الثالثة قلت مادمت وقعت من أجل النادي مرتين ولم يقفوا معي فيهما فإنني سأوقع المرة الثالثة «عشان عيالي» فمن حقي أن أبحث عن مستقبل أبنائي. ألم يحاول أعضاء الشرف التدخل للحفاظ على بقائك هلاليا؟ تدخلوا بعد أن وقّعت للاتحاد؛ حيث تكلموا مع منصور البلوي وقالوا له نريد اللاعب نفسه ورد عليهم بأن خميس كان لديكم ولم توقعوا معه، وهو محترف يبحث عن مصلحته. لم أندم قضيت فترتين بين الهلال والاتحاد، فأيهما أفضل؟ كلتا الفترتين جميلة، ولن أظلم ناديا على حساب الآخر؛ حيث إن الهلال أول فريق أظهرني للساحة الكروية، وفي الاتحاد واصلت مسيرتي الكروية بعد أن وقفوا معي. هل شعرت بالندم بعد انتقالك؟ لا أبدا، لم أشعر بالندم إطلاقا، وهذه كرة قدم، والحمد لله حققت في الناديين بطولات، ولا أنكر أيا منهما، وكلا الفريقين عينان في رأس واحد. ألم يحدث أي حساسيات بينك وبين الهلاليين؟ لا أبدا.. حيث أقابل أعضاء شرف الهلال واللاعبين سواء في المنتخب أو عندما نواجههم في المباريات، والأمر طبيعي جدا. وانتقالي من ناد إلى آخر لا يعني أن المسألة انقلبت إلى «عداوة» وبيني وبين الهلاليين «عيش وملح» وقضينا سنوات طويلة معا.. وربما الجمهور ضخم المسائل، أما نحن اللاعبين فلا يوجد بيننا إلا كل خير. تلقيت وعودا لم توف ثلاث مرات، أتشعر بأنك مظلوم بذلك؟ لا أدري.. ولكن عندما يعدونك عدة مرات تشعر بأن هناك ظلما، ولكن بالنسبة إلي أصبح كل شيء ماضيا ونسيت كل شيء. انشغال وليس قطيعة لماذا لم تطالب بحقوقك طالما كنت صاحب حق؟ خلاص.. ابتعدت عن الكرة وعن كل شيء يخصها، وأنا إنسان خرجت من المجال، ولو كنت سأفيد أحدا لطالبت ولكن لن أفيدهم بشيء، والمسألة انتهت وعلاقتي بالطرفين جيدة؛ حيث إنني إن كنت في الرياض أقابل الهلاليين وفي جدة أواجه الاتحاديين رغم أنني منقطع عن إدارة الاتحاد بعد ابتعادي، وهذا لا يعني وجود قطيعة بقدر ما هو انشغال جميع الأطراف. شوط وشوط لو عرض عليك اللعب في مباراة استعراضية بين الهلال والاتحاد فأيهما ستختار لتمثيله؟ ربما ألعب شوطا مع الهلال وآخر مع الاتحاد لأنني مثلت الفريقين ولا يمكن أن أرجح كفة واحد على الآخر. خدمت الكرة السعودية ومثلت ناديي الهلال والاتحاد فهل توقفك دون تكريم أمر يليق بك؟ دخلت كرة القدم وخرجت منها بقناعة ولم أكن أنتظر تكريما على تواجدي في الملاعب، وبدأت في هذه اللعبة وأنا مقتنع بها وعندما خرجت منها كنت مقتنعا بأن هذا هو نهاية المطاف. ألا تريد أن تكون مثل زملائك الذين كرموا من خلال احتفالات اعتزال أو حتى وجود في الأندية التي مثلوها؟ أنا توقفت وكرة القدم «طلعت من نفسي» وطلقتها بالثلاثة ولا أريد أن أدخل مجال كرة القدم أو أفكر في حفل اعتزال. هل تعتقد أن من حقك أن تحرم اللاعبين الصغار الذين يعتبرونك أحد أفضل لاعبي المحور السعوديين من الاستفادة منك؟ يوجد لاعبون قدامى قبلي وأفضل مني تركوا كرة القدم مثل عبادي الهذلول لاعب الهلال المعتزل ولم يتوجه للعمل كإداري أو مدرب. ماذا عن بعدك عن الظهور الإعلامي.. من يتحمل مسؤولية القصور فيه؟ الإعلام لم يقصر إطلاقا.. ودائما يحاول التواصل معي، ولكنني أنا الذي أفضل الابتعاد، وعدم ظهوري مسؤوليتي. غالبا ما تتفشى «الشللية» بين لاعبي النادي الواحد. هل تأثرت بها سواء في الهلال أو الاتحاد؟ في جميع أنحاء العالم كل إنسان له (شلته) الخاصة في أي مجال وليس كرة القدم فقط، ولا يوجد لاعب يرتاح مع جميع اللاعبين. ولكنها تتحول إلى حروب داخلية في بعض الأحيان؟ ربما في الوقت الحاضر ولكن سابقا لم أكن أرى شيئا؛ حيث كان جميع اللاعبين (جروب واحد) ولا يوجد (جروبات متناحرة).. وأنا مبتعد لا أدري إذا ما كانت النزاعات والحروب موجودة أم لا. أصدقاء المستديرة من اللاعبون المقربون منك سواء في الهلال أو الاتحاد؟ في الهلال يوسف الثنيان ومنصور الموينع ومحمد الدعيع وسامي الجابر وأحمد الدوخي وأكثرهم قربا مني الموينع، ودائما ألعب معه «بلوت» في فريق واحد، وبالنسبة إلى الاتحاد يوجد محمد الخليوي وصالح الصقري ومناف أبو شقير ومحمد نور وأسامة المولد ولاعبون كثيرون، والحمدلله معروف أن علاقتي مع جميع اللاعبين جيدة. هل استمرت العلاقة بينكم بعد توقفك عن الكرة؟ استمرت مع عدد منهم، ولا تنس أنهم مشغولون من واقع تجربة شخصية؛ حيث تجد اللاعبين في سفريات ومعسكرات ومباريات وليس كما لو كنت معهم يوميا ونتواصل من فترة إلى أخرى. هل والدك متابع لكرة القدم؟ لا أبدا والدي ليس له علاقة بمجال كرة القدم إطلاقا لا من قريب ولا من بعيد. وماذا عن والدتك؟ كانت تتابعني عندما كنت في الهلال إلا أنها توقفت عن ذلك بعد أن شاهدتني أخرج من الملعب في إحدى المباريات محمولا على «النقالة» بعد إصابتي، وأصبحت تأخذ أخبار الفوز والخسارة من إخواني، وفي الحقيقة أنها تحب الكرة. هل لها ميول لناد معين؟ الأم مع ولدها.. ووالدتي عندما كنت مع الهلال كانت هلالية وبعد انتقالي للاتحاد أصبحت اتحادية، ودائما تسأل عن أخباري وأخبار فريقي هل فاز أم لا. ميول وتحديات ماذا عن إخوانك؟ لدي إخوان رياضيون؛ حيث إن أخي ثامر لعب في نادي النصر فترة لم تتجاوز ثلاثة أسابيع ولم يكمل معه، إضافة إلى أخي علي الذي لعب في الشباب وخرج منه وأخي الأكبر متابع جدا لكرة القدم ويشجع الهلال، وأخي الآخر يشجع النصر. هل تجمعكم تحديات خلال متابعة المباريات؟ نحن نتابع كرة القدم «الحلوة» وليس لدينا تعصب فإذا فاز الهلال باركنا للهلاليين وإذا فاز النصر نهنئ النصراويين. كيف تقضي حياتك بعد ابتعادك عن ممارسة الكرة؟ وما برنامجك؟ عدت إلى عملي السابق في الشؤون الرياضية بالحرس الملكي وأقضي وقتي بين الدوام والعائلة والاستراحة خاصة أنني أريد أن أريح رأسي بعيدا عن الكرة. أبنائي واللعبة بالنسبة إلى أبنائك.. ما دورك في توجههم الرياضي؟ لدي أربعة من بينهم ولدان (حمد 13 عاما وسعد عشرة أعوام) قلت لهما الذي يريد أن يلعب أي اللعبة رياضية فليلعب سواء كرة قدم أو غيرها لأن والدي لم يجبرني على شيء. ويمارسان كرة القدم مع زملائهما في الحارة، وأنا لا أتدخل في أمورهما بالنسبة إلي لعبة التي يحبانها. ألم يطالباك بالانضمام إلى أي ناد؟ لم يطلبا مني، ولو طلبا فسأمنحهما حرية الاختيار للعب في أي ناد يعجبهما ولن أعارض انضمامهما إلى أي ناد كان. وهل تفرض عليهما ميولا معينة؟ لا أبدا.. فحمد كان يشجع الاتحاد عندما كنت في جدة وبعد عودته إلى الرياض أصبح يشجع الهلال بحكم أن أغلب أعمامه وأبنائهم هلاليون، وبالنسبة إلى سعد فلم يخبرني حتى الآن عن ناديه المفضل. من أفضل رئيس ناد في نظرك؟ أفضل رئيس مر علي وعلى كرة القدم السعودية الأمير عبدالله بن سعد، يرحمه الله، وليس على نادي الهلال فقط. وماذا عن المدربين؟ كثيرون، ولكن هناك مدرب أفادني وأفاد الهلال وهو البرازيلي باتستا ولكنه لم يطول معه حيث غادر بعد موسم قدمنا فيه أفضل المستويات. من لاعب المحور الذي يحتاج إليه المنتخب السعودي؟ يوجد أحمد عطيف وخالد عزيز وسعود كريري، ويعتبرون الأفضل حاليا. هؤلاء الأفضل ومن أفضل اللاعبين السعوديين على وجه العموم؟ كثيرون وليس واحدا أو اثنين، وأخشى أن أذكر اسم لاعب ويغضب الآخرون، ولكن الواضح في الصورة الآن عبده عطيف وياسر القحطاني ومحمد نور وأسامة هوساوي وأسامة المولد وهم من اللاعبين ذوي المستوى الثابت، وإذا كان هناك من عائق فسيكون الإصابات. كيف ترى الفترة التي قضيتها في صفوف المنتخب السعودي؟ معظم الإنجازات التي حققها المنتخب السعودي عندما كنت فيه كانت في عز مستوى كرة القدم السعودية، ومستويات اللاعبين كانت متقاربة، وأي لاعب كان يبحث عن الفرصة لكي يلعب
