"ابتسم للحياة تبتسم لك".. ما أحلمك يا والدي وأنت تلقنني هذه العبارة وتصبها في أذني صباح مساء.. كان همك أن أبقى مبتهجا مبتسما طوال الوقت، لكنك لم تكن تعلم ما ينتظرني وإلا لصرفت النظر عن ذلك وفتشت عن عبارات أخرى علّها تفيدني أكثر من تلك الابتسامة.. فتخيل أن تقوم من نومك وكلك نشاط وحيوية.. تذهب إلى صنبور الماء لتغسل وجهك وتكتشف أن لا ماء.. فالأزمة مستمرة.. تفتح باب شقتك فتسبقك روائح كريهة مصدرها قمامة جارك التي رمى بها أمام بابك غير آبه بحق الجيرة.. تهم بعدها بركوب سيارتك وتفاجأ بأن جارا آخر حضر متأخرا وركن خلفك مباشرة، ليشل حركتك.. تسير إلى الشارع الرئيسي توقف سيارة أجرة لتنطلق إلى عملك، تجد نفسك محاصرا بمئات السيارات وتسير كسلحفاة.. بعد ساعتين تصل.. تبحث عن دفتر التوقيع لا تجده فقد أصبح في مكتب المدير.. تدخل إلى مكتبه وتخرج مصحوبا بخطاب إنذار أخير.. تهم بالجلوس، يبادرك زميل فضولي: "ياخي ليش هالتكشيره؟".. تتمتم في نفسك: "هو فيه شيء أصلا يستحق الابتسام.. رحمك الله يا والدي"..