كانت بدايته رائعة ومبشرة، فمن المقدمة النصراوية توجه المهاجم محمد الشهراني مباشرة إلى المنتخب الوطني، وتوقع كثيرون له مدا يعيد ذكريات ماجد عبدالله والجمعان، لكن المفاجأة أن شيئا ما حدث لا هو يعرفه ولا أحد غيره، فقد وجد نفسه خارج السرب الأصفر، بل وأكثر من ذلك معارا للاتفاق، وهناك قضى أياما لا يريد أن يسميها أو لا يعرف ما يقوله عنها، لكن أجمل ما فيها كانت العلاقات الإنسانية التي خرج بها مع زملائه بفرقة الكوماندوز، قبل أن يحط رحاله في نادي الرياض ويتذوق طعم تجربة من نوع آخر يتحدث عنها في هذا الحوار، كما يكشف عن أمور أخرى تخص علاقته الغامضة بناديه الأصلي «النصر»... فماذا قال؟ **كيف وجدت الأجواء في نادي الرياض؟ إحقاقا للحق، فقد وجدت أجواء أخوية رائعة متمثلة في التعامل الرائع من إدارة النادي بقيادة الرئيس تركي آل إبراهيم وبقية أعضاء إدارته التي تعمل لمصلحة نادي الرياض وعودته لمكانته الطبيعية، وكذلك التعامل الاحترافي من الجهاز الإداري للفريق، وخاصة فؤاد أنور الذي يجيد التعامل مع اللاعبين؛ نظرا لما يمتلكه من خبرة ميدانية وإدارية جعلته قريبا ومحبوبا من الجميع. ** وكيف ترى صواب إنهاء التعاقد مع المدرب السابق بوندرا والتعاقد مع المدرب الدو؟ دعني أبدأ من الجزئية الثانية، فالمدرب محمد الدو من المدربين الذين حققوا نجاحات مميزة مع الفرق التي أشرف عليها خلال مسيرته ويملك الخبرة والدراية في منافسات الدرجة الأولى، أما بالنسبة إلى إنهاء التعاقد مع بوندرا فهذا أمر لا يعنيني فأنا لاعب أنفذ ما يطلب مني داخل الملعب، والإدارة هي الأعلم ببواطن الأمور وهي الحريصة على مصلحة الفريق. الفرق لمصلحة النصر ** من المعروف أنك قدمت الرياض بعد مرورك بتمثيل فريق النصر ومن بعده فريق الاتفاق، فما الاختلافات التي وجدتها؟ بصراحة ربما الأمور تصب هنا لمصلحة النصر الذي يعد تمثيله أمنية لكل لاعب، فالإعلام والجماهير والطموحات تختلف عن البقية، فالنصر مهما ابتعد عن البطولات لكنه يظل صاحب حضور قوي ومميز، وكذلك الاتفاق فريق كبير برجالاته وجماهيره، كما أن الرياض ناد كبير له صولات وجولات حتى عرف بمدرسة الوسطى. ** وهل تقصد أن فريق الاتفاق بلا إعلام ولا طموحات لتحقيق البطولات؟ لنبتعد عن محاولة الاصطياد في المياه العكرة، فإجابتي السابقة لا تعني أن الاتفاق بلا طموح لتحقيق البطولات، فكما تعلم فالآن الفريق الاتفاقي يقدم مستويات جيدة ويحتل مركزا متقدما. لكن حديثي عن النصر صاحب الشعبية الكبيرة والاهتمام الإعلامي الذي يجده كأحد أضلاع مربع الكبار. دوري الأولى صعب ** وما الاختلافات التي وجدتها بين اللعب ضمن دوري زين ودوري الدرجة الأولى؟ بصراحة اللعب في دوري الدرجة الأولى صعب للغاية، فالفرق فيه لا تعتمد على خطة وطريقة معينة ولكنها تعتمد على التقفيل بالدرجة الأولي ولعب الكرات الطويلة مع تضييق المساحات لدرجة أنك تشعر بأن اللاعبين داخل الملعب أكثر من العدد المطلوب، بعكس اللعب في دوري الكبار الذي يعطي اللاعب المساحات المطلوبة لتقديم ما لديه. سؤال بلا إجابة ** دعني أعود لنادي النصر.. فقد برزت وقدمت مستويات جيدة ثم اختفيت.. فما الأسباب؟ هذا السؤال الذي أبحث عن إجابته حتى الآن دون جدوى، فقد قدمت مستويات جيدة وكنت أنافس على هداف الدوري وتشرفت بالانضمام للمنتخب، ولكن كل ذلك تبدل في يوم وليلة، فهناك أمور حدثت لا أعلم عنها، فجميع المدربين الذين تدربت معهم أشادوا بي وبعطائي والجميع يعلم انتمائي وحبي للنصر وبسببه رفضت عروضا كثيرة حصلت عليها قبل أن أنضم لصفوفه. **أفهم أن إبعادك كان بقرار إداري وليس فنيا؟ لا أعلم حقيقة الأمر، فما حدث كان شيئا غامضا، ولا أريد أن أتهم أو أحمل المسؤولية لشخص بعينه، فأنا الآن معار لنادي الرياض جئت لخدمته والمساهمة مع زملائي في عودته لمكانه الطبيعي في الأضواء بين الكبار، وعموما بقي في عقدي مع النصر عام وسأعود لتمثيله، وعندها ستعلم جماهير النصر أن الذهب لا يصدأ. هذا النجم لن يتكرر ** وهل تعتقد أن البحث الدائم لنجم للفريق يخلف ماجد ويقدم ما قدمه هو أهم سبب في اختفاء وفشل المهاجمين في النصر؟ يا أخي، صدقني من السذاجة أن يبحث جمهور عن نجم يخلف آخر، فكل له طريقته وحضوره، وبصراحة وأقولها بكل ثقة لن يوجد لاعب يخلف ماجد لا في النصر ولا غيره مع احترامي للجميع، فأنا وسعد والسهلاوي وسعود وغيرنا نبحث عما نضيفه للنصر ولأنفسنا بعيدا عن المقارنات الظالمة، فماجد ظاهرة كروية لن تتكرر بسهولة. كلهم إلا الرئيس ** بعد إعارتك للاتفاق.. كيف وجدت التعامل فيه؟ سأكون منصفا، فزملائي اللاعبين كانوا خير معين لي في تجربتي، ولكن التعامل الذي وجدته من الإدارة وتحديدا من الرئيس عبدالعزيز الدوسري أثر في نفسيتي وفي عطائي. ** وما التعامل الذي وجدته من الدوسري وأسهم في قتل حماسك وعطائك؟ سأكون صريحا معك ومع القارئ الكريم في حقيقة لم يطلع عليها أحد من قبل، فكما هو معروف أن اللاعب لا يترك مدينته وأهله وأصدقاءه إلا لأجل الحصول على مبلغ يحقق له تطلعاته المادية ويؤمن به مستقبله، ولكن ما صدمني في الاتفاق أن رئيس النادي عبدالعزيز الدوسري منحني شيكا بوعد وكلمة شرف بيني وبينه أن يتم صرفه بعد شهر، ولكن عندما جاء الموعد وجدت الشيك دون رصيد، وفي كل مرة آخذ الوعود بصرفه ولكنها لم تتحقق مما أحبطني وزاد معاناتي. ** أفهم إذن أنك ظلمت في الاتفاق؟ سمها ما شئت ولكنها الحقيقة التي تجهلها الجماهير، فلا تقدم العذر للاعب وهي معذورة لأن كل همها فريقها، فحتى السكن كنت أدفع حقوقه من جيبي الخاص، ولا أنسى هنا أن أقدم شكري للأمير فيصل بن فهد بن سعود على وقفته التي لا تنسى، وكذلك وقفة زملائي اللاعبين التي لولاها فلا أعلم ما سيكون عليه حالي؟ وكيف سأعيش هناك؟ فالاتفاق لم يتكفل بسكني وهم من ظلموني وأعطوني شيكا دون رصيد. لي ذراع ** إذن أنت لست مقتنعا بتجربتك مع الاتفاق؟ لا، ليس لهذا الحد وبهذا الوصف فتقييم التجربة يجب ألا نبعده عن المؤثرات الأخرى التي قد لا تساعد اللاعب على تقديم ما في جعبته، ولا تنس أنني أصبت ولم آخذ الفرصة كاملة لإثبات الوجود. ** معاناتك ومعاناة بعض اللاعبين المادية تقودني إلى سؤال آخر.. ما رأيك في اشتراط الأندية بتوقيع مخالصة في حال رغبة اللاعب في الانتقال لفريق آخر؟ بصراحة هذا أمر واقع ومشكلة تقابل اللاعبين في كثير من الأندية التي تتبع طريقة لي ذراع اللاعب الذي يخير بين التوقيع بالمخالصة وترك حقوقه أو التجميد وهذه مظلمة، فمن خلال جريدتكم أناشد الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بالتدخل وإيجاد حلول تكفل حقوق اللاعب من الضياع. ** سمعت أن هناك خبرا سارا تنتظره... فما هو؟ الخبر أنني أنتظر قدوم مولودي الأول وهذا ما يشغل بالي وما أنتظره بشوق ولهفة.. هل ارتحت الآن؟ «قالها ضاحكا» .