الترجي يحمل أثقال «نصف الأرض»

حقق فريق نادي الترجي لرفع الأثقال من محافظة القطيف إنجازا غير مسبوق للرياضة السعودية من خلال فوزه ببطولة آسيا لرفع الأثقال ال11، التي اختتمت منافساتها في العاصمة الأردنية عمان، للمرة الأولى في تاريخه، والذي يأتي امتدادا للإنجازات الكبيرة التي تحققت للرياضة السعودية في جميع المحافل القارية والعالمية.
وحصد الفريق خلال مشوار البطولة 19 ميدالية ذهبية وفضية وبرونزية، منحته أفضلية مطلقة وسط مشاركة 14 ناديا يمثلون أقوى وأشرس الفرق في اللعبة على مستوى القارة الآسيوية.
وجاء هذا الإنجاز ليؤكد من جديد علو كعب الرياضة السعودية بفضل الجهود الكبيرة المبذولة من قبل المسؤولين والقائمين على الرياضة السعودية تحت قيادة الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل وحرصهما اللامحدود على تحقيق البطولات والإنجازات سواء على مستوى المنتخبات أو الفرق.
وكان مدير مكتب رعاية الشباب بالمنطقة الشرقية خالد العقيل وعدد من جماهير محافظة القطيف حرصوا على انتظار أبطال الذهب الآسيوي في صالة كبار الشخصيات بمطار الملك فهد الدولي بالدمام لدى وصولهم من العاصمة الأردنية عمان، مساء أمس الأول، حيث استقبلوهم بالورود وقدموا لهم التهاني القلبية بهذا الإنجاز قبل أن يزفوا الأبطال بالحافلة إلى مقر النادي، حيث كان في انتظارهم عدد من مسؤولي إدارة النادي وأعضاء الشرف ورؤساء أندية القطيف ومئات الجماهير الذين حرصوا على المجيء لتقديم التهنئة لأبناء المحافظة بهذا الإنجاز الأول للأندية السعودية، وشارك الجميع في أداء العرضة الشعبية قبل أن يتم تكريم اللاعبين بمبالغ مالية.
من جهة ثانية، بدأت إدارة نادي الترجي ترتيباتها لإقامة حفل تكريمي ضخم سيتم تحديده في وقت لاحق، يدعى فيه عدد من رؤساء الأندية بالمنطقة الشرقية وأعيان ووجهاء محافظة القطيف والجماهير للمشاركة في الاحتفال بهذا الإنجاز، حيث وجه رئيس النادي المهندس شفيق آل سيف رسالة صريحة وواضحة لرجال الأعمال في المنطقة الشرقية عامة ومحافظة القطيف خاصة بضرورة تقديم الدعمين المادي والمعنوي للنادي.
العقيل: لاعبو الترجي أوفوا بالوعد
في البداية بارك مدير مكتب رعاية الشباب بالمنطقة الشرقية خالد العقيل هذا الإنجاز: «نبارك للإخوة في نادي الترجي ونبارك لأنفسنا وللرياضة السعودية عامة تحت قيادة الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل، هذا الإنجاز الذي يعتبر عظيما، وكنا سعداء به، ونتمنى أن يواصل أبطال الترجي مسيرة حصد البطولات على مستوى العالم وهم أكفاء وقادرون على ذلك».
وأكد أن الإنجاز لم يأت من فراغ: «كنا متوقعين نتائج جيدة لممثلي المملكة فريق الترجي خصوصا أنهم حصدوا مركز الوصافة في البطولة العربية في فترة سابقة وتوجوا جهودهم باللقب الآسيوي، والحال ينطبق على لاعبي نادي الهدى الذين حصدوا المركز الثالث، وقد أتوا بما وعدونا فيه».
آل سيف: انضباطية اللاعبين قادتهم للبطولة
من جهة أخرى، أهدى رئيس نادي الترجي المهندس شفيق آل سيف، القيادة الرياضية في المملكة وعلى رأسهم الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل، هذا الإنجاز: «لولا الدعم والاهتمام الكبير الذي وجدناه من هذين الرجلين لما وصلنا لهذه المرحلة، وأشكرهما على جهدهما واهتمامهما بمشاركة الفريق في المحافل القارية، كما أشكر الاتحاد السعودي لرفع الأثقال على منح الفريق فرصة المشاركة بالبطولة، ولله الحمد لم يخيب أبناؤنا اللاعبون ظن الجميع، وتوجوا عطاءهم بالحصول على المركز الأول وكأس البطولة».
وطمأن جماهير النادي بأن الفريق سيواصل مسيرته في جميع المحافل القارية والدولية بعد نتائجه الإيجابية في البطولتين العربية والآسيوية: «طموحنا أكبر من هذه البطولة، لدينا مجموعة متجانسة من اللاعبين الشباب الذين لا يقلون مستوى عن ذوي الخبرة، ونسعى لتأهيلهم للمشاركة في أولمبياد لندن 2010».
ولم يخف المجهودات والتضحيات الكبيرة التي قام بها الأب الروحي للعبة في النادي، المدرب كاظم البحراني، ووقوفه الدائم مع الفريق: «ما يميز فريقنا روح الأسرة
الواحدة والغيرة على تحقيق الإنجازات باسم النادي، لدينا لاعبون ملتزمون ومنضبطون وأخلاقهم عالية وحريصون على رفع اسم النادي عاليا ونتعشم فيهم خيرا».
آل باقر: لم نأت للمشاركة فقط
أما اللاعب جعفر آل باقر الحاصل على ثلاث ميداليات في البطولة، فأكد أن الإنجاز لم يكن سهلا بحكم المنافسة القوية التي واجهوها أمام فرق صينية وأوزبكية وكذلك أشقاؤهم بنادي الهدى: «حقيقة لم نذهب إلى البطولة من أجل المشاركة فقط، بل من أجل المنافسة على حصد اللقب وترك بصمة إيجابية أمام أبطال اللعبة في القارة الآسيوية، ولا أخفيك أن بعض الأوزان لم نتوقع أن نحصد فيها ميداليات، ولكن بالعزيمة والإصرار حصلنا عليها، بخلاف أوزان أخرى كنا واثقين من الفوز فيها».
وأشار إلى أن أصعب مرحلة واجهت الفريق في البطولة كانت في مشاركة زميليه قاسم السادة ومحمد صويلح أمام لاعب أردني، وهي التي كانت الفاصل بينهم وبين البطولة، حتى تمكنا من كسر الحاجز النفسي ونيل الميدالية.
وأبدى ثقته الكبيرة بزملائه اللاعبين وقدرتهم على تحقيق إنجاز آخر للرياضة السعودية من خلال مشاركتهم في بطولة العالم التي سيستعدون لها بعد إجازة عيد الفطر والتي تخولهم للتأهل إلي أولمبياد لندن 2010».
السادة: هزمنا اليأس وأسقطنا أبطال اللعبة في آسيا
وأكد قاسم السادة الذي حصد أيضا ثلاث ميداليات في البطولة، أن منافسات البطولة كانت حامية وساخنة بين الفرق ال14 المشاركة: «دخلنا أجواء البطولة بحماس وثقة رغم وجود أبطال اللعبة من الصين وأوزبكستان وتركمانستان، ولم يسرب هذا شيئا من اليأس في داخلنا، بل منحنا دفعة معنوية لإظهار إمكانياتنا، وتحقق لنا ما كنا نصبو إليه بالتكاتف والرغبة الواضحة من الجميع في خطف مركز متقدم في البطولة».
وبين أنهم تخطوا جميع العقبات التي واجهتهم قبل البطولة من خلال الجهود الكبيرة من الجهازين الإداري والفني، ومن قبلهم إدارة النادي وأعضاء الشرف، معتبرا الخطوة المقبلة للفريق هي الأصعب وتحتاج إلى تكاتف الجميع .