ما بين الواقع الصعب والأمل في غد أفضل، تتقلب أعمدة الرأي، فيرصد كاتب مشاكل بلا حل وكتابات للاستهلاك المحلي ومسؤولين لا يسمعون، فتذهب الدعوات أدراج الرياح. وللمستقبل ترسم كاتبة خارطة طريق لمشاركة المرأة في مجلس الشورى والبلديات، مؤكدة أن القرار الملكي امتحان تثبت فيه المرأة جدارتها، مطالبة بمراعاة الخصوصية السعودية، وعدم الانبهار بالتجارب الغربية.
كاتب: مشاكلنا بلا حل وكتابتنا للاستهلاك ومسؤولونا لا يسمعون
يرصد الكاتب الصحفي يوسف الكويليت في صحيفة "الرياض" عدداً من المشاكل الملحة التي تواجه المجتمع السعودي، ولا تجد حلاً لها، مشيراً إلى أن الكتابة في هذه المواضيع تأتي للاستهلاك المحلي فقط "ويشهد على ذلك كل من جرب وذهبت دعواته صدى بلا صوت"، فيرصد عدم ثقة مستمرة بين التاجر والمواطن، نتيجة جشع غير مبرر من قبل الأول، وصعود الاحتجاج من الثاني، كما يرصد حماية الشركات التي تقف ضد السعودة، والتستر على العمالة الوافدة. وفي مقاله "وقائع ليس لها حلول" يقول الكاتب: "يصعب على الكاتب في الشأن العام، أو الخاص، أن يعود لتكرار ما كتب عن الأحوال الاجتماعية، لكن إلحاح الموضوع يجبره على تكرار هذا الواجب بأمل أن يكون للكلمة صداها عند المواطن والمسؤول معاً.. فعلى سبيل المثال هناك عدم ثقة مستمرة بين التاجر والمواطن، وهذا التفاعل السلبي جاء نتيجة جشع غير مبرر من قبل الأول، مقابل صعود الاحتجاج من الثاني، وبغياب الرقابة الصارمة على صعود وهبوط السلع الأساسية، نجد ما حدث من رفع شركات الألبان أسعارها فجاءت المقاطعة عاصفة بسبب وعي متنام لم يقدره التاجر، وحاولت شركات المياه الأخذ بالنموذج، لكن وسائل التواصل الاجتماعي التي دعت لحشد المواطنين للمقاطعة، أوقفت الإجراء اللاموضوعي". ويمضي الكاتب في رصده قائلاً: "شركات كبرى تتعامل بمئات البلايين، تعلنها صريحة أنها ضد السعودة حتى على وظائف فنية وإدارية يشغلها من هم أقل كفاءة من المواطن، وتحتار بمن يدعم حمايتها ويسقط عنها العقوبات القانونية، وقد تمادت بشراء مستلزماتها واستيراد أغذيتها من السوق الخارجي رغم العقود الملزمة لذلك، أيضاً متسترون على العمالة الخارجية، أصبحوا موظفين عندها عندما يستلمون الآلاف، ويكسب الآخرون العشرات، وقد نشأ في ظل ذلك تحالفات سرية بين الجاليات، ووجدنا من يحتكر أدوات البناء، وقطع الغيار، والسيطرة على المحال التجارية، وأسواق الخضراوات والفاكهة، ومحاربة أي مواطن يريد أخذ حصته من سوق التجارة الصغير، ومع ذلك لم نر قوائم تشهّر أو تفتح التحقيقات بتعريض مدخراتنا للنهب.. يتواجد بيننا، حسب ما يقال من إحصاءات، أن ما بين ثمانية ملايين، أو تسعة ملايين يشغلون معظم الأعمال والوظائف، ويحولون عشرات المليارات لاستنزاف الدخل الوطني، ومع ذلك، لا من يديرون الاستثمار ولا وزارة التجارة، وغيرها من أصحاب المسؤوليات دققوا أمام نتائج هذه القضايا". ويضيف الكاتب: "جدلية التوظيف أخذت مساحة هائلة من الحوارات والكتابات في القطاع الخاص، لكن الأمور لا تسير بالاتجاه المنطقي الذي يحمي مصالح الوطن والمواطن". وفي النهاية يبدو يوسف الكويليت يائساً وهو يقول: "أكرر أن الكتابة بهذه المواضيع تأتي للاستهلاك المحلي فقط، ويشهد على ذلك كل من جرب وذهبت دعواته صدى بلا صوت".
"البتول الهاشمية": القرار الملكي امتحان للمرأة وعليها التمسك بالخصوصية السعودية وترسم الكاتبة الصحفية البتول الهاشمية في صحيفة "المدينة" خارطة طريق لمشاركة المرأة في مجلس الشورى والبلديات، مؤكدة أن القرار الملكي امتحان تثبت فيه المرأة جدارتها، مطالبة بعدم الانبهار بالتجارب الغربية التي لا تراعي الخصوصية السعودية، ففي مقالها "ابتسمي.. أنتِ سعودية" تتساءل الكاتبة: "المرأة في مجلس الشورى.. ومجالس البلدية.. كلمات قليلة لملك عطوف.. تساوي قفزة عملاقة للمرأة السعودية، ولكن ماذا بعد؟". وتجيب الكاتبة راسمة خارطة طريق للمرأة السعودية: "بكل بساطة المطلوب عدم التعامل مع القرار الملكي إلا على أساس أنه امتحان تثبت فيه هذه المرأة جدارتها وعدم الانبهار بالتجارب الغربية، التي نتعلم منها كل يوم، لكنها لا تراعي الخصوصية السعودية.. وليس ذلك من باب التعصب بل من باب مراعاة إمكانية هذه المرأة وقدراتها.. فقد نتفق مع البعض من حيث الهدف ولكن نختلف من حيث الوسيلة، النظر إلى الرجل على أنه شريك وليس خصماً كما حدث في تجارب عربية هي الآن في مهب الفشل والسقوط، الحوار مع النساء الأخريات والاتفاق على خطط موحدة وممنهجة، حتى لا يغني كل على ليلاه، اعتبار وصول أي امرأة إلى منصب هام هو انتصار لبنات جنسها وليس شأناً شخصياً لها". ثم تنهي الكاتبة بتقديم الشكر لخادم الحرمين، قائلة: "نقولها بالفم الملآن: شكراً للإنسان.. الملك عبد الله بن عبد العزيز.. خادم الحرمين الشريفين، وقلنا الإنسان قبل الملك.. لأنه أضاف إلى علم السياسة والمتعارف أنه بُعد نظر ومهارة وركوب الموج الصعب.. أضاف إليه بعداً إنسانياً ونبلاً لا يليق إلا بملك ابن ملك، شكراً بحجم فرحتنا".