أوضح أستاذ العلوم الزلزالية الدكتور خالد الدامغ، المشرف على معهد بحوث البترول والغاز، رئيس مركز دراسات المخاطر الطبيعية في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، أن المملكة تضم عديداً من البراكين والحرات البركانية لكن معظمها خامدٌ حالياً، إلا أنه من الممكن أن يتجدّد نشاطها البركاني مستقبلاً في بعض المناطق مثل حرة الشاقة الواقعة شمال المدينة المنوّرة على سبيل المثال. وبيّن الدامغ في حديثٍ ل "سبق" أن النشاطات الزلزالية المؤثرة في المملكة معظمها ناتجٌ عن النشاطات البركانية، والمطلعين على تاريخ النشاطات الزلزالية في المملكة يعرفون وقوع عديد منها في بعض المناطق المتاخمة للبحر الأحمر وخليج العقبة، حيث تؤدي الحرارة والضغط العالي على (الصهير) تحت الأرض إلى تحركه نحو المناطق ذات الضغط الأقل عبر مناطق الضعف في القشرة الأرضية؛ ما يسبّب هزات أرضية تراوح بين المؤثرة والمحسوسة وغير المحسوسة. موضحاً أن هذه الزلازل تكون في أغلب الأحيان على شكل سرب زلزالية (مئات الهزات) يمكن تسجيلها بواسطة محطات الرصد الزلزالي. وحول ما تعرضت له القنفذة الساحلية أخيراً من هزات، أفاد الدامغ أن هذه الحادثة تتطلب دراسات الوضع الزلزالي للمنطقة لمعرفة أسبابها الرئيسة ومدى ارتباطها بالفوالق الناتجة عن انفتاح البحر الأحمر (الفالق هو حدٌّ كبيرٌ فوق سطح الأرض يمتد إلى أعماق كبيرة تحت الأرض تصل إلى عشرات الكيلو مترات، وعند هذا الحد تحتك طبقات الأرض مع بعضها أُفقياً أو عمودياً؛ ما يسبّب الهزات). ويشير الدامغ إلى أنه ونتيجة لحركة الصفيحة العربية بشكل مائل (شبه دوراني شرقي شمالي) يكون فالق البحر الميت الممتد حتى جنوب تركيا مرتبطاً بالبحر الأحمر عبر خليج العقبة حيث يعتبر فالق البحر الميت حدّاً متحولاً حدث عليه عديدٌ من الزلازل التاريخية المدمّرة للمناطق الواقعة بالقرب منه كزلزال تبوك عام 1985م، وهزات العيص العام الماضي وغيرها. وبحسب الدامغ، فإن انفتاح البحر الأحمر كوَّن عديداً من الفوالق الصغيرة نسبياً والتي تمتد في بعض المناطق الساحلية المطلة عليه، وهي معرضة ل 90 % لمثل هذه الهزات. موضحاً أن الزلازل تعتبر من أعظم المخاطر الطبيعية المؤثرة في حياة الإنسان وتتسبّب سنوياً في مقتل حوالي 11500 إنسان، وأسباب حدوثها متعددة منها ما هو غير طبيعي كحركة الصهير تحت الأرض، وآخر بسبب النشاطات الإنسانية مثل التعدين وتجميع المياه على السدود..إلخ.