من صور البطولة والأبطال السعوديين، تستمد أعمدة الرأي اليوم كتاباتها، فتتساءل كاتبة عمن يتبنى بطل العالم في السباحة بالصين لذوي الاحتياجات الخاصة، الطفل عبد الرحمن الحمدان، المهدد بعدم المشاركة في أثينا، فيما يكشف كاتب آخر أن الكتاب يمارسون النقد الاجتماعي والثقافي، لكنهم ليسوا مثاليين. كاتبة سعودية: من يتبنى بطل العالم في السباحة.. عبد الرحمن الحمدان؟ تقدم الكاتبة الصحفية سمر المقرن في صحيفة "الجزيرة" صورة بطل العالم في السباحة بالصين، لذوي الاحتياجات الخاصة، الطفل عبد الرحمن حسن الحمدان، المعاق بشلل نصفي ويعاني صعوبات في التعلم، شفاه الله. مشيرة إلى أن هذا الطفل البطل لم يشارك في بطولة دولية منذ عامين ولن يشارك في بطولة العالم الجديدة في أثينا، لأن أسرته لا تجد من يتبناه ويساهم في علاجه بأحد المراكز العالمية. تقول الكاتبة: "اسمه عبد الرحمن حسن الحمدان، وأعتقد أن الكثير من قراء هذه السطور سمعوا عنه، ولمن لم يسمع عنه، فهو طفل قادته الصدفة لأن يكون بطل العالم في السباحة حين ذهب بصحبة والده لأحد المسابح فبدأ قصة عشق مع هواية، قال عنها والده: إنها أصبحت ملاذاً في عالم يشعر بالعزلة فيه وأكسبته ثقة لا متناهية بالنفس، حتى حقق لبلاده ما لم يحققه الأصحاء ذوو الملايين من اللاعبين". وتضيف الكاتبة: "بجهود مسئولة من والده وبعض المدربين تمكن عبد الرحمن من أن يتعلم السباحة وأن يصعد اسمه عالمياً، بعد أن حقق عشرات الميداليات الذهبية محلياً ويصل لبطولة العالم في الصين ويحقق ذهبية العالم دون منافس، كونه الوحيد من بين أقرانه في العالم، وعرفت من أسرته أن أي بطولة عالمية يدخلها سيحققها لأنه بطل لا مثيل له. حتى أن عبد الرحمن شارك حسب ما عرفت في مسابقة بحرية لمدة ثلاثة كيلومترات في عرض البحر كأول معاق يشارك الأسوياء هذه التجربة ونجح في اجتيازها. ويؤكد والده.. أن بمقدور أي أسرة أو منظمة تؤمن بقدرات ذوي الاحتياجات الخاصة أن تفجر إمكانات هائلة ولكن يحتاجون للعناية والتوجيه". ثم تتوقف الكاتبة عند مشكلة البطل عبد الرحمن الحمدان وتقول: "لم يشارك عبد الرحمن في بطولة دولية منذ عامين ولن يشارك في بطولة العالم الجديدة في أثينا.. تحلم أسرة عبد الرحمن بمن يتبنى صغيرها ويساهم في علاجه بأحد المراكز العالمية". ثم تطالب الكاتبة الشركات بتبني هذا البطل وتقول: "أرمي الكرة هنا في ملعب الشركات التجارية التي ترمي الملايين على كرة القدم، أين حق هذا البطل الصغير وأقرانه من برامجكم؟ ألا تحرك مثل هذه القصص البطولية بما تحمله من إنجازات وطنية مشاعركم لرعايتها؟ وتذكرت هنا منتخب ذوي الاحتياجات الخاصة الذي حقق كأس العالم لمرتين متتاليتين وقرأت تقارير عن أوضاع مأساوية يعيشها هؤلاء المساكين رغم أنهم حققوا ما لم ولن يحققه الأسوياء من ذوي العقود التي تصل إلى الملايين". وتؤكد الكاتبة: "عبد الرحمن وأقرانه بحاجة لوقفة وطنية صادقة للنظر في أحوالهم ودعمهم وعلاجهم ورعايتهم اجتماعياً واقتصادياً"، ثم تتوجه الكاتبة إلى البطل عبد الرحمن وتقول: "وأنا بمشاعر الأم أقول لك يا عبد الرحمن: أنا فخورة بك وبأسرتك، ولدي ثقة أن مستقبلك سيكون أجمل بإذن الله، ولكن نحتاج لمن يقول: أنا لها".
"الموسى": الكتاب ليسوا مثاليين بدليل هدف سعيد العويران يكشف الكاتب الصحفي علي سعد الموسى في صحيفة "الوطن" أن الكتاب يمارسون مهمة النقد الاجتماعي والثقافي ولكن منهم من يعترف أنه يكتب عن المثاليات الأخلاقية التي يصعب عليه تطبيقها في حياته العامة، ففي مقاله "كُتاب: هدف سعيد العويران أنموذجاً"، يقول الكاتب: "لا يعني، في المطلق، أن تكتب، مثلاً، عن الهدف التاريخي لسعيد العويران في مرمى بلجيكا بالنقد أو الإيجاب، ثم يظن أحد أنك بنقدك تستطيع أن تسجل هدفاً أفضل منه، لا يعني أن تكتب نقداً عن أداء مسؤول التعليم ثم يعتقد أحد أنك ستكون أفضل من ذات المسؤول لو أنك جلست على كرسيه، لا يعني أن تنتقد أداء الخطوط السعودية، مثلاً، أنك ستكون الأكفأ لو أنك جلست على رأس الهرم". ويفسر الكاتب قائلاً: "نحن الكتاب نمارس مهمة النقد الاجتماعي والثقافي ولكننا في داخل أنفسنا، أو قليل منا، يعترف أنه يكتب عن المثاليات الأخلاقية التي يصعب عليه تطبيقها في حياته العامة.. لا تظنوا أننا، طابور الكتاب، حين نكتب عن الفقراء أننا نعيش ذات مآسيهم اليومية. نحن بكل صراحة مطلقة ننتهز أوضاعهم الإنسانية الموجعة من أجل مزيد من الانتشار والشعبوية. نحن نكتب عن مؤسسة الفساد ولا ندري أننا قد نكون جزءاً لا يتجزأ من هذه المنظومة، نحن نكتب المثاليات البراقة ويظن الساذج البريء أننا ملائكة في أثواب البشر. نكتب عن حقوق النساء، مثلاً، ونحن نمارس الذكورية البطركية. نكتب عن سيرجي بوبكا، قافز الزانة الأشهر في التاريخ الرياضي ونحن لا نستطيع أن نقفز نصف متر عن سطح الأرض. نكتب عن هدف سعيد العويران التاريخي ونحن نعرف تماماً أنه كان صدفة نادرة لا يستطيع حتى هو بشحمه ولحمه أن يكرر ذات المراوغة حتى في مرمى نادي الفرسان في مسقط رأسي بسراة عبيدة". وينهي الكاتب بالتأكيد: "لا تأخذوا على الدوام أن كل ما نكتبه من مثاليات هو ما نمارسه في حياتنا اليومية".