نالت المجمعات التجارية في السعودية، نصيبها الوافر من موجة الغبار، التي ضربت أجزاءً كبيرة من المملكة والخليج خلال الأيام الماضية، بعد توجه غالبية العائلات والعزاب صوبها، لقضاء أوقات فيها، بعيدًا عن الأجواء المفتوحة التي لم يستثنها الغبار بأمواجه العاتية. وعلى الرغم من عدم وجود إحصائية حديثة توضح عدد المجمعات التجارية في المملكة على وجه الدقة، إلا أنه من المؤكد أنها تشهد ازديادًا كبيرًا، تتركز معظمها وأكبرها في مراكز المدن، باعتبارها استثمارات جيدة، يرى رجال الأعمال أنها تدر عليهم أرباحًا وفيرة على مدار العام، بفعل زيادة السكان المتنامي، ونمو تجارة التجزئة. ويؤكد مهتمون بالشأن الاقتصادي أن عدد زوار المجمعات التجارية في مناطق المملكة، زاد بمعدل 50 ٪ في أيام الغبار، مبينين أن العدد بلغ ذروته في إجازة نهاية الأسبوع.
مجمع المطاعم ولم يجد المواطن عبدالله الراشد، من سكان العاصمة الرياض سوى التوجه إلى المجمع التجاري، لقضاء أوقات ممتعة فيه مع أفراد أسرته، ويقول: "لا مفر من الذهاب إلى المجمعات التجارية، التي كانت الملاذ الوحيد والآمن من موجات الغبار التي ضربت المملكة، وأربكت حسابات الكثير من الأسر في إجازة نهاية الأسبوع".
وأشار إلى أنه فوجئ "بزحام كبير في المجمع الذي قصدته على الرغم من الموجة الغبارية البسيطة". وأضاف: "لم نذهب بغرض التسوق أو متابعة جديد المحال، وتوجهنا مباشرة إلى مجمع المطاعم الذي يوجد في أعلى المجمع، ووجدنا المكان مزدحمًا على غير العادة، واضطررنا إلى أن ننتظر واقفين لمدة تزيد على نصف ساعة، حتى نجد طاولة نجلس عليها، وشاركتنا أسر سعودية وعربية فترات الانتظار، وبعضها لم يرد أن ينتظر، فغادر المكان إلى مجمعات تجارية على ما يبدو".
تخفيضات وهمية ويقول المواطن "عثمان" من مدينة جدة: "الخروج من البيت كان لابد منه في إجازة نهاية الأسبوع تحت أي ظروف، حيث رفض الأبناء أن يمكثوا في المنزل، وتوجهنا إلى مركزين تجاريين، فوجدناهما مزدحمين عن بكرة أبيهما بالزوار، فتوجهنا إلى مجمع ثالث، فوجدناه أقل ازدحامًا، في المقابل لفت نظرنا خلو الأسواق المفتوحة من زائريها، الذين حاولوا أن يتجنبوا موجة الغبار بشتى الطرق، لدرجة أن عديدًا من أصحاب المحال في تلك الأسواق أغلقوا محالهم لندرة الزبائن والمترددين عليها.
ويوضح: "الزحام لم يقتصر على مجمع المطاعم، وإنما شمل أيضًا المحال التجارية، التي استثمرت الزحام، وأعلنت عن تخفيضات تنوعت بين حقيقية ووهمية، للفت أنظار المتسوقين، ويبدو أنها نجحت في مسعاها ورفعت من مبيعاتها".
مزج الرحلات وقدر محمد عبد الرحيم المهتم بالشأن الاقتصادي الزيادة في أرباح المجمعات التجارية أثناء أيام الغبار ب50 ٪على أقل تقدير، وقال: "70 ٪ من تلك الأرباح ذهبت إلى مجمعات المطاعم، وال30 ٪ ذهبت إلى بقية المحال".
وتابع: "المجمعات التجارية في المملكة متفاوتة في المساحة ودرجة الإقبال عليها، قياسًا بنوعية الخدمات التي تقدمها لعملائها، وتتركز هذه الخدمات في عدد المطاعم المشهورة وعدد الطاولات، وسعة المكان ونظافته وما يشيعه من أجواء مرح وسعادة، ووجود ملاهٍ للأطفال، ودورات المياه الكافية ودرجة النظافة فيها، إلى جانب وجود (هايبر) كبير لبيع المواد الغذائية، ما يجعل يساعد على مزج رحلات الترفيه الأسرية، برحلات التسوق لتلبية احتياجات الأسرة في مكان واحد.
وأضاف "عبد الرحيم"، أن عدد المجمعات التجارية في السعودية يشهد ازديادًا كبيرًا في السنوات الماضية، وقال: "ثبت أن المجمعات التجارية استثمار جيد وذو مردود ربحي جيد على أصحابه، ومن هنا مازالت المناطق الكبرى مثل الرياضوجدة والدمام تشهد المزيد من افتتاح المراكز التجارية، وكل مركز جديد يحاول أن يتجنب الأخطاء التي وقع فيها المجمع الذي سبقه، سواء في التصميم، أو نوعية المتاجر العالمية التي تؤجر محالاً لها، أو نوعية الخدمات المقدمة للعملاء.
وقال: "الاتجاه حاليًا يتركز على الهايبر، الذي يوفر كل ما تحتاج إليه الأسرة تحت سقف واحد، ما يجمع بين جانب الترفيه والتسوق في رحلة واحدة".