أثارت قصة "عائدة من دنيا الحب الكاذب"، التي نشرتها "سبق" ، اهتمام قُرّاء الصحيفة، وثار حولها الكثير من الجدل، حتى بلغت التعليقات على القصة نحو 186 تعليقا حتى كتابة هذه السطور. وقد أشار الكثير من القراء إلى العظة والعبرة من القصة؛ فأكدوا دور الأسرة في رعاية الأبناء، وإشباعهم بالحب والحنان، وأن الشاب السعودي لا يتزوج على سابق علاقة. ويقول ملخص القصة، التي أعدها للنشر الزميل أحمد البراهيم: "توهمتْ.. صدقتْ.. جرفها التيار فداست على كل شيء، وسلمت نفسها طواعية لذئب استدرجها إلى طريق الرذيلة؛ حيث أخذ منها ما أراد؛ فحملت منه سفاحاً، وحين طالبته بتنفيذ وعوده وإنقاذها من الفضيحة أظهر لها وجهه الحقيقي، وطالبها بأن ترمي نفسها في أحضان أصدقائه الذين ساعدوه على إجهاضها، ثم ألقوها بأحد الأسواق ذبيحة بلا صاحب". وتنتهي القصة بعودة الفتاة إلى الله وإلى رشدها؛ حيث تقول: "الآن أعيش في مرحلتي الجديدة تائبة عائدة مستغفرة من خطيئتي التي أتمنى من الله أولاً ثم كل من تسببت في آلامه وتحطيمه بأفعالي أن يسامحني". وقد تنوعت أوجه الاهتمام بالقصة ما بين استخلاص العبرة منها، ومحاولة تحديد الطرف الملوم، إلى جدل ثار بين القُرّاء، هل القصة حقيقية، أم تم تأليفها؟.. وبداية تؤكد "سبق" أنه ليس من أخلاقها ولا ضوابطها المهنية تأليف القصص، وهي في غنى عن التأليف، في ظل واقع فاقت بعض أخباره القصص الخيالية، ولكن يبقى جزء من مهنية الكتابة الصحفية يحتم تدخل قلم المحرر، في صياغة بعض الجُمَل والعبارات بما تتطلبه اللغة الصحفية. كان أول رد فعل على القصة طبيعيا يساير حال الفتاة التي أخطأت وأعلنت توبتها؛ حيث قال القارئ أبو لميس: "الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله. الحمد لله أنكِ عُدْتِ إلى ربك". ويقول القارئ السحيمي أبو عبدالله داعيا الفتاة إلى التمسك بدينها: "الحمد لله أن هداكِ إلى طريق الصواب، وجزاكِ الله خيرا على تنبيهك، لكنّ الله أمر بالستر؛ فاستري نفسك بدينك، ودعي الماضي خلف ظهرك؛ فقد احتيل عليك، وهناك الكثير من قبلك ومن سيأتي بعدك إلا مَنْ حفظه الله". وبعد ذلك انطلق القُرّاء إلى استخلاص العبر والعظات، وهو الهدف من هذه القصص؛ حيث يرى القارئ أبو دانة أن الخطر يكمن في حب التجربة؛ حيث يقول أبو دانة: ".. والمشكلة أن البنات والشباب أيضا ممن وقعوا في زيف هذا الحب يعرفون أنهم على خطأ, ويسمعون قصصا مثل هذه القصة، ولكن حب التجربة أعماهم عن خطرها". وتنبه القارئة سوسو الأنصاري إلى أن الشاب السعودي لا يتزوج على سابق علاقة، وتمنح الفتيات مجموعة من النصائح والعِبَر التي خرجت بها، وتقول: "من البداية الفتاة لا تفتح على نفسها باب الجحيم والعار.. يا بنات، المكالمة بعدها وعد، وبعدها حب، وبعدها لقاء، وبعدها دمار لك ولأهلك.. مهما تفتَّح المجتمع يظل الشاب السعودي كما هو: لا يتزوج عن علاقة سابقة، مستحيل، وإن صار فهي نسبة ضئيلة، وبعد الزواج مشاكل وعدم الثقة.. لماذا تجازفين بنفسك وترخصينها؟.. تراك غالية وخليك غالية وعزيزة، وقبل كل شيء خافي من الله، اجعليه بين عيونك، وإن حصل ودخلتِ في علاقة قولي له: تبغاني؟ تعال بيت أهلي.. وسكري جوالك وانهي كل شيء بينك وبينه، وخبري أمك، خليها صديقتك، تراها ما هي عدوتك، بتوقف معاك وبتنصحك، تبي مصلحتك، اللي جاي من الشارع ما راح يحبك أكثر من أهلك، والله ما راح يعزك زي ما أهلك يعزوك، وإن كان في عنف أسري ومشاكل أسرية عزي نفسك لا تذليها ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه كان لكم عدوا مبينا. الله يهدي عباده ويسترهم". ويلقي القارئ صالح الحربي من الرياض اللوم على الأسرة؛ حيث يقول: "كثيرا ما نسمع مثل ها القصة، لكن البنت ما لها ذنب، تبي تحقق حلمها المسكينة، لكن أين دور الأب والأم هنا من أبنائهما، يجب على الأب والأم إشباع أبنائهما من الحب والحنان". ويتحدث القارئ "الخطأ مشترك" عن ضرورة توفير الحب والحنان بالمنزل، ويقول: "هذا ما تحلم به كل فتاة وامرأة وأنثى، وهذا مبتغاها من الرجل، وهذا ما يجب أن يوفره الأب والأخ والزوج.. هل تتوقعون أنها لو وجدت هذا في بيتها خرجت تبحث عنه في الأسواق والمتنزهات؟". وينبه القارئ السحيمي أبو عبدالله إلى أن الزواج هو أقصر الطرق إلى العفة.. ويقول: "أطلع على قصتك وآخذ منها العبرة؛ فالبيوت تؤتى من أبوابها لا بمواعيد خارج تلك الأبواب". أيضا تطرق بعض القراء إلى دور هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر؛ حيث زعم البعض أن القصة "دعاية مجانية للهيئة"، ورد آخرون بأن الهيئة بدورها ليست في حاجة إلى الدعاية.