أوصت ندوة الإعلام الشبابي العربي في ختام أعمالها التي احتضنتها العاصمة القطرية الدوحة بمشاركة 40 إعلامياً شاباً، يمثلون 11 دولة عربية، بإشهار قنوات خاصة بالشباب، وصياغة ميثاق عمل بين وسائل الإعلام المختلفة يجعل الإعلام شريكاً في عملية توجيه الشباب. وطالب الإعلاميون الشباب في توصياتهم بعقد ندوة تجمع مديري مسؤولي القنوات الفضائية الحكومية والخاصة، مع ممثلي المؤسسات الشبابية، بحيث تطرح فيها احتياجات الشباب على أن تكون تحت بعنوان: "ماذا يريد الشباب من الإعلام؟". وحثت الندوة على تخصيص مساحة كبيرة من البث الفضائي لمناقشة قضايا الشباب، كما دعت الندوة إلى البحث عن بديل للإعلام السلبي، وإشراك الشباب في المناسبات الإعلامية، وتفعيل الاستراتيجية الشبابية الخليجية، وتبني المواهب الإعلامية الناجحة، ودعم القنوات الحكومية الجادة بما يتناسب مع الرسالة التي تقدمها.
وفي سياق متصل أكد منصور الخضيري مستشار الرئيس العام لشؤون الشباب أن تنظيم الندوة الإعلامية تؤكد حرص مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب على البرامج الشبابية، مشيراً إلى ضرورة الالتفاف نحو الإعلام الحديث من خلال شبكة الإنترنت، التي أصبحت تأخذ مساحة واسعة من أوقات واهتمامات الشباب. وتطرق في حديثه إلى القنوات الفضائية، مؤكداً أنه لا يمكن السيطرة عليها، لافتاً إلى أن شباب اليوم يجب أن يكون لديهم استراتيجية خاصة يشاركون في إعدادها وصياغاتها ويطرحون فيها قضاياهم واحتياجاتهم.
وأوضح خالد يوسف الملا مدير إدارة الأنشطة الشبابية في قطر أهمية تطوير البرامج الموجهة لشريحة الشباب. واعتبر أن الأنشطة العربية لا تخاطب العقل "فنحن لا نواكب التكنولوجيا ونتجاهل القفزات التي حصلت في العالم". وطالب القائمين على العمل الشبابي بالتنبه إلى أن جيل اليوم "مختلف تماماً، والبرامج التي يريدها الآباء للأبناء لا تناسبهم"، مشيراً إلى أن التطورات التي حصلت مؤخراً لا تلبي طموحات الشباب.
وقدمت سمر كلداني مدير جائزة الحسن للشباب بالأردن محاضرة بعنوان "الإعلام الشبابي.. رؤية ثاقبة تسمو بالشباب إلى بر الأمان". فيما رأى سعد بن محمد الرميحي سكرتير أمير دولة قطر أن قضايا ومشكلات الشباب لم تستطع أن تجد حتى الآن حلولاً جذرية على الرغم من انعقاد العديد من الندوات والمؤتمرات التي تخرج بالكثير من التوصيات، مشيراً إلى أن العالم العربي يمثل فيه قطاع الشباب الغالبية العظمى طبقاً لإحصائيات الأممالمتحدة والبنك الدولي، ومع ذلك فهناك العديد من المشاكل المتعلقة بهذا القطاع. وحول الإعلام الشبابي ودوره تجاه هذا القطاع الكبير الذي يشغل أرجاء العالم العربي. وأشار إلى أن جامعة الدول العربية أجرت إحصائية مؤخراً تشير إلى أن العالم العربي يوجد به 550 قناة فضائية؛ ما يدعو الكثيرين للتساؤل من يستطيع أن يفرض شروطه على هذه القنوات الفضائية؟ ومن يستطيع أن يلزمها أن تسير بنهج معين تلتزم به ويستفيد من خلاله الشباب؟
وأضاف: "القنوات الفضائية الآن إما أن تخرج في إطار مؤسسات توجهها أو تكون تابعة لبعض الأشخاص يسعون من خلالها إلى تحقيق مكاسب مادية"، وأوضح أن القنوات الفضائية أصبحت تتجه إلى التقليد الغربي في عدد كبير من الموضوعات. أما المنصف بن منصور أمين عام الشباب بالجمهورية التونسية فتقدم بالشكر إلى دولة قطر لتنظيم ندوة الإعلام الشبابي العربي.. متسائلاً: هل يصب منهج الإعلام في عمق اهتمامات الشباب العربي؟ أم أن قضايا الشباب تستعصي على الإعلام العربي؟ وتطرق إلى الحديث عن قضايا الشباب في العالم العربي وما تتناوله القنوات الفضائية من موضوعات تهم الشباب. واشتملت الندوة على استعراض تجارب إعلامية شبابية وحلقات نقاش حية تبادل فيها الإعلاميون الشباب الرؤى والنقاشات الحية التي تناقش قضاياهم الإعلامية الشبابية.