كلنا تابعنا وشاهدنا حينما تربع الأهلي على صدارة الدوري ووسع الفارق بينه والهلال إلى ثلاث نقاط، وكيف تحولت قصص العشق والهيام إلى أفراح عارمة أبانت قصة الحب السرمدي الموسوم في غرام مجانين الملكي، وصادق هذا العشق على العنوان الكبير والحب المرعب الذي لا تجده إلا لدى جماهير القلعة. ورغم أن لغتنا العربية الثرية بمفرداتها وحلاوة حروفها إلا أنني أقف عاجزا عن وصف الحب الجارف الذي عاشته هذه الجماهير الهادرة ووصفها بأجمل المعاني وأروع المفردات وأحلى الجمل وليعذرني المدرج الأخضر، فقد تفوق حبهم ورسبت كل الأقلام في وصفهم بغير ذلك. صحيح أن الملكي يتصدر المشهد الرياضي والإعلامي ويتحدث عنه القاصي والداني بنزاهة لعبه وقدرة لاعبيه وحرصهم على استمرار العمل داخل الملعب بتركيز عال للحصول على لقب دوري بلا شبهات، إلا أنهم يجب ألا يفرطوا في التفاؤل كثيرا، فالمباريات الأربع الحاسمة تحتاج التحضير النفسي والتجهيز البدني والتهيئة المعنوية والتحفيز الإيجابي واعتبار كل مباراة على أنها نهائي ومباراة كؤوس واحترام المنافس أيا كان وليكن الهدف أمامهم منصات التتويج التي تحتاج لعزل اللاعبين عن كل المؤثرات وإبعادهم عن المنغصات التي قد تشتت أفكارهم، وإن كنت أثق أن الخبير طارق كيال يعي تماما متطلبات هذه المرحلة الحرجة التي تتطلب التكاتف والتعاضد من كل الأهلاويين من إدارة وجهاز فني وإداري وإعلام وجماهير لتكتمل المنظومة، ويعمل الجميع على كل ما من شأنه إعداد الفريق لتجاوز المباريات المتبقية بشعار الفوز ليتحقق للأمة الأهلاوية الحلم الذي طال أمده كثيرا. ما نشاهده من بعض وسائل الإعلام هو امتداد للتراكمات القديمة والجعجعة البلهاء التي ينفسون بها عن سقوطهم المرير بعد أن تعرت وجوه «الشرذمة» المغلوب على أمرها، وعرف الرفاق الحائرون الذين يتهامسون في جنون أن الأجندة البالية «اهترأت» ولم تعد صالحة في زمن الاحتراف، خصوصا من يريد أن «يتجمل» بمحاباة هذا الفريق وتتطيب الخواطر أو ذاك الذي «يعدل» عما اقترفه لسانه في حق هذا ورضاء ذاك، ويجب ألا ننسى من يحاول أن «يرسل» ويؤجج الفتنة وهي منهم براء كمن «يطرق» الباب ويسأل من «يشوفك ياللي في الظلام تغمز». معيبة تلك العناوين التي أقدمت عليها بعض الصحف ب «مانشيت» عريض ومقزز لا يرتقي للمهنية والحرفية وأدبيات العمل الصحفي، فإلى هذا الحد وصل التسطيح بالقذف، ويجب ألا تمر مرور الكرام، وعلى المختصين قطع دابر التجاوزات حتى لا يستفحل الأمر ويصل إلى مرحلة يصعب السيطرة عليها ووجب العقاب المناسب ومحاسبة المتسبب حسابا عسيرا. ومضة : حين تصمت الأسود تبدأ الببغاوات بالثرثرة!!