رغم مرور 11 عاماً على اغتيال الحريري، إلا أن تداعيات جريمة العصر لاتزال على الأرض حتى اليوم وأصبح الأمر جليا بارتباط إيران وحزب الله بالعملية الإجرامية. نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» تحقيقا مطوّلا، العام الماضي سردت خلاله التفاصيل حول جريمة اغتيال الحريري وسير الموكب وشاحنة الميتسوبيشي وشريط أحمد أبو عدس، لكن أبرز العناصر التي لم يسبق أن تناولها الإعلام بصورة موثقة هو الإشارة إلى أن المسؤول العسكري السابق في حزب الله عماد مغنية هو من اتصل به المتهم مصطفى بدر الدين لأخذ الموافقة على تنفيذ عملية الاغتيال. والجديد في ما نشره التقرير يبرز في المعلومات التي نقلها عن وثائق علنية تخصّ التحقيقات، إضافة إلى معلومات من داخل التحقيق تسرّب للمرة الأولى. وجاء في جزء من المقال الطويل، أن الشخص الأهم بين المدّعى عليهم (من المحكمة الدولية) هو مصطفى أمين بدر الدين المولود عام 1961. ويُذكَر اسمه في عدد قليل جدا من الوثائق اللبنانية، لكنه بات معروفا جيدا من المحققين. إنه ابن عم مغنية، شأنه في ذلك شأن المتهم سليم عياش، كما أنه متزوّج من شقيقته. كان طيلة سنواته معاون مغنية الذي يمحضه الثقة الأكبر، ويُعتقَد أنه شارك في بعض أكبر العمليات التي نفّذها «حزب الله». كان بدر الدين جزءا من خلية حزب الله التي شنّت هجوما على السفارة الأميركية في الكويت عام 1983، ما أسفر عن مقتل ستة أشخاص. (ألقت السلطات الكويتية القبض عليه وكان يمضي عقوبة بالسجن المؤبد في الكويت عندما اجتاح جيش صدام حسين البلاد من الشمال عام 1990. وفي خضم الفوضى التي سادت إبان الاجتياح، فرّ بدر الدين إلى السفارة الإيرانية في العاصمة الكويت؛ ومن هناك نقله عناصر من الحرس الثوري الإيراني إلى طهران التي عاد منها إلى بيروت حيث استأنف على الفور نشاطه المعهود). بعد قيام الموساد باغتيال مغنية عام 2008، تسلّم بدر الدين الجزء الأكبر من المهام التي كان يتولاها مغنية. وقد كان بدر الدين مستهدفا في الغارة التي شنّتها إسرائيل في يناير الماضي على موكب من سبعة أشخاص في سورية، والتي أسفرت عن مقتل ستة أشخاص بينهم جهاد مغنية، نجل عماد مغنية، وجنرال إيراني. وكان بدر الدين قد تخلّف عن المشاركة في الموكب في اللحظة الأخيرة.