مضى على اعتزال أسطورة الكرة السعودية «بحق»، اللاعب ماجد أحمد عبدالله، قرابة العقدين من السنين، وبأكثر دقة ينهي في 20 من ذي الحجة 18 عاما، حيث كان إعلانه للاعتزال في 20 من ذي الحجة عام 1418 هجرية. هذا الكم من السنين الطوال التي أعقبت اعتزاله، كانت كفيلة بأن تسدل عليه بعضا من ستائر التناسي، إن لم يكن النسيان بعينه، كما هو مصير الكثير من الرموز والمبدعين ليس في المجال الرياضي فحسب بل وفي سواه من المجالات الأخرى، وخاصة في مجتمعنا الذي وصفه الأديب الراحل محمد حسين زيدان ب«نحن أمة دفانة». إلا أن ما يتواصل ويتضاعف من حضور لافت، وحب وإعجاب لسيد المهاجمين العرب والآسيويين ماجد عبدالله «وهذا من بين الألقاب العديدة التي أطلقت عليه»، وباطراد غير مسبوق يتزايد بتزايد سنوات اعتزاله، يجعل منه أنموذجا حريا بالاقتداء وخاصة من قبل نجوم كرة القدم بشكل عام ونجوم كرة القدم السعودية في الوقت الراهن على وجه التحديد. صحيح بأن في وسع من يحقق ما حققه النجم ماجد عبدالله طوال مسيرته في الملاعب التي امتدت 22 عاما من إنجازات وأرقام قياسية لم تتكرر حتى الآن على مستوى أنديتنا ومنتخباتنا والتي من بعض بعضها: (حقق مع المنتخب أول إنجاز بالتأهل لأولمبياد 1984م، وفي العام نفسه حقق مع المنتخب كأس آسيا، ويعد الهدف الثاني الذي سجله في المباراة الختامية عام 1984م أجمل الأهداف في تاريخ آسيا، التأهل إلى كأس العالم في أمريكا عام 1994م حيث شارك في النهائيات وقاد المنتخب للتأهل إلى دور ال16 ولم يتكرر هذا الإنجاز للمنتخب حتى الآن، طوال مشاركاته مع المنتخب لم يلعب احتياطيا، مع ناديه النصر حقق لقب هداف الدوري 6 مرات كرقم قياسي لم يتكرر حتى الآن، ومن الأرقام القياسية التي حققها ولم تكسر حتى الآن تسجيله 500 هدف خلال مسيرته الرياضية، منها في الدوري السعودي فقط 189 هدفا، وفي آخر مباراة لعبها مع فريقه النصر كانت أمام فريق سامسونج الكوري الجنوبي في 12/4/1998م، على نهائي كأس الكؤوس الآسيوية حيث قاد فريقه للفوز بهدف دون مقابل والظفر باللقب ... الخ). أقول في وسع من يحقق مثل هذه الإنجازات الاستثنائية أن يحصد الحب والإعجاب، إلا أن مثل هذا الحصاد سيبقى مقتصرا على مجايلي تلك الإنجازات وبنسبة أكبر من أنصار الفريق الذي يلعب له من يقوى على تحقيق ذلك. إلا أن الحال مختلف في الحب والإعجاب الذي ظل يحيط بماجد عبدالله فهو من مختلف الجماهير بتعدد وتنوع ميولهم الرياضي، ليس هذا وحسب بل ومن أجيال حديثة لم تلحق بماجد وهو يمارس كرة القدم، فما الذي جعلها تتوارث هذا الحب؟! هذا ما يتلخص فيما قاله عنه الأمير فيصل بن فهد يرحمه الله: «يمتاز بتفوق مستواه وخصاله الحميدة وعلاقاته الطيبة مع زملائه وهذا ما جعله أنموذجا للاعب السعودي المتكامل»، والله من وراء القصد. تأمل: إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا فاكس: 6923348