عبر عدد من أهالي محافظات وقرى منطقة جازان عن استغرابهم لتأخر افتتاح مراكز الرعاية الصحية في المنطقة رغم رصد الدولة أموالا ضخمة لهذا الشأن، ودعا الأهالي إلى ضرورة الإسراع في تأثيثها وتجهيزها تمهيدا لتشغيلها وتحقيق آمال وتطلعات الأهالي بتقديم هذه الخدمة الحيوية. وفي موازاة ذلك، أرجعت المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة جازان مسؤولية تأخر تشغيل 30 مركزا للرعاية الصحية في مختلف محافظات المنطقة إلى وزارة الصحة، وأكد المتحدث الإعلامي في صحة جازان محمد صميلي أن مشاريع مراكز الرعاية الصحية التي تم اعتمادها في السنوات الماضية، قرار تشغيلها بيد وزارة الصحة وليست إدارته. وهنا بين الأهالي ل(عكاظ)، أن الخدمات الصحية في عدد من المناطق والقرى النائية تأثرت بشكل ملحوظ نتيجة غياب مراكز الرعاية الصحية التي وعدت بها وزارة الصحة واستبشر بها الأهالي، علها تنقذهم من عناء الطرق الوعرة وقسوة التضاريس وصولا إلى أقرب مركز في المناطق الأخرى. وأضافوا: استأجرت وزارة الصحة مباني بقيت دون تجهيزات وكوادر طبية، حتى تحولت إلى مأوى للحيوانات السائبة ومجهولي الهوية الذين استغلوا هذه المراكز في تصنيع الخمور وترويجها، في الوقت الذي تستمر فيه معاناة المواطنين الباحثين عن علاج لمرضاهم، خاصة أن أقرب مركز صحي لبعض القرى يبعد بنحو 60 كلم. وقال مصدر مطلع في الشؤون الصحية بجازان، إن عدد المراكز التي اعتمدت خلال الخمس السنوات الماضية يزيد على 40 مركزا، لم يتم تشغيل سوى عدد قليل منها، مع أن وزارة الصحة تعتمد المبالغ والوظائف لكل مركز في ميزانية المنطقة في نفس السنة، وتستحدث وظائف باسم المركز الصحي الذي يتم اعتماده. وحصلت (عكاظ) على بيان يظهر المراكز التي لم يتم تشغيلها ومن بينها ثمانية مراكز لمكافحة القات في المناطق الجبلية، إضافة إلى تقارير تثبت سداد وزارة الصحة مبالغ الإيجار لتلك المراكز الصحية، واستحداث الوظائف المخصصة لها، والتي تم توزيعها على عدد من مراكز الرعاية الأخرى. وأوضح ل(عكاظ) كل من أحمد عبدالله ونواف محمد أن الكثير من المراكز ولدت ميتة فهي مغلقة الأبواب أو غير موجودة على الخارطة منذ اعتمادها من صحة جازان، خاصة أن بعضها في مبان حكومية والأخرى مستأجرة، ولكن دون كوادر طبية وكذلك التجهيزات الطبية الأخرى، وتساءلوا عن جدوى بناء أو استئجار تلك المراكز إذا لم يتم تشغيلها. وبين هادي المالكي وأحمد شريف أن عددا من الأهالي طالبوا مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة جازان خلال مراجعتهم في جازان بسرعة تشغيل المراكز وتوفير كوادر طبية بها وطالبوا بلجنة للوقوف على احتياجاتهم الصحية والاطلاع على المعاناة التي يمرون بها على مدى السنوات الماضية.