رفع الأثقال دحر إعاقتي

لم يتصورالكابتن بلال عسيري أحد سكان الطائف، أن حادث الدهس الذي تعرض له منذ طفولته ستجعله بطلا ذات يوم في رفع الأثقال ضمن فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، إذ لم تقف إصابته حائلة دون الاندماج في الوسط الاجتماعي بهمة ومثابرة .. صحيح أن إصابته كانت خطيرة تهتك في الحبل الشوكي أدى لإصابته بشلل رباعي ثم تحول العارض الصحي بعد عام ونصف العام إلى شلل نصفي.
الكابتن بلال (24 عاما) جلس إلى محرر (عكاظ الإسبوعية) يروي تفاصيل حادث الدهس الذي تعرض له وأدى إلى إعاقته، وروى كيف واجه الإعاقة بمساندة من والديه حتى أصبح بطلا في رفع الأثقال على مستوى المملكة، عندما كنت في المرحلة الابتدائية بالتحديد في الصف الخامس ابتدائي، صدمتني مركبة أثناء عبوري الطريق ونقلت للعلاج إلى مستشفى الهدا العسكري، ومكثت بها قرابة نصف عام في غيبوبة انتهت بشلل رباعي، مع العلاج الطبيعي المكثف الذي تلقاه في مستشفى التأهيل التابع للقوات المسلحة في الطائف، تحسنت حالته تدريجيا بعد عام ونصف العام من علاج وصار في مقدوره تحريك أطرافه بفضل العلاج الطبي ومهارة الفريق المعالج، حامدا الله على القدر خيره وشره.
أضاف أنه عاش فترات صعبة ومؤلمة يعاني من الوحدة والكآبة، إلا أن والده ووالدته كان لهما الفضل الكبير فيما وصل إليه الآن إذ أسهما في تهيئته نفسيا والوقوف بجانبه في كل أمور الحياة، حتى ساعداه في الالتحاق بأحد الأندية الصحية، فانخرط في رياضة رفع الأثقال.
عشق الكابتن بلال رياضة الأثقال حتى أصبحت شغله الشاغل في أوقات فراغه وتطورت مهارته ليشارك في بطولات عديدة لذوي الاحتياجات الخاصة في رفع الأثقال، وحقق العديد من الميداليات منها 17 ميدالية ذهبية، 6 فضية، 5 برونزية (يقول أضاف ذلك إلى رصيدي الكثير لرصيده، ليتم ترشيحي من الاتحاد السعودي لألعاب القوى لتمثيل المملكة في بطولة خارجية على المستوى الخليجي في مدينة دبي .. لم أتخيل أن أكون بطلا رياضيا، ولكن رب ضارة نافعة فالإعاقة قدمت لي الكثير في الحياة).