بين أروقة مدارس القنفذة تشتكي بعض المعلمات بحرقة من أثقالهن الأكاديمية. في صوت يشوبه الإنهاك، تقول المعلمة (ص. ع): المناهج كثيرة، ولا مشكلة لدي لو أخذت 24 حصة ولكن لمنهجين فقط وليس لخمسة إضافة للمواد التقويمية، فهم يضغطون علينا بالإشراف وترتيب الطوابير والريادة والنشاطات فيما تقوم المعلمات بإعطاء الطالبات هدايا تحفيزية وعمل نشاطات من أموالهن الخاصة. وتضيف: الراتب جيد ولكنه يذهب في المدرسة، ويكون لدى المعلمة 4 أو 5 حصص ومناوبات ولا تذهب إلى منزلها سوى الساعة الثانية والنصف ظهرا وبعد خروج آخر طالبة من المدرسة والمتعب إهمال أولياء الأمور لبناتهم وتركهن لآخر الدوام في المدارس لتنتظر المعلمة إلى ما يقارب العصر، فيما يلزموننا بإشراف يومي ومسؤولية الفصول، مطالبة بمعلمات متخصصات في مراقبة الطالبآت فبحسب قولها: نحن نتعب ونجتهد في التدريس ولا نقوى على الأعمال المضافة إلينا، والأدهى من ذلك نحاسب على الغياب بعذر أو بدون عذر متناسين أن المعلمة تمرض وتتعب ولها ظروف خاصة، فأنا على سبيل المثال يبعد منزلي عن المدرسة التي أعمل بها 45 كلم، فمتى أرتاح ومتى أعد الطعام وأقوم بواجباتي المنزلية، وفي كل مرة نخبرهم بتعبنا يخبروننا بأننا نستلم رواتب حتى يسكتونا، مطالبة وجميع المعلمات بطاقم إداري يقوم بالأعمال الأخرى المضافة إليهن. وتروي المعلمة (أ. ح) قائلة: أنا أعمل معلمة منذ 9 أعوام وراتبي يتدرج بشق الأنفس والآن وظفوا معلمات يأخذن نفس راتبي.. فلماذا هذا الظلم. إلى ذلك، أكدت (ع. ح) مديرة إحدى المدارس بالقنفذة ضغظ المناهج والأنشطة والمناوبات إضافة إلى أنه في حالة ولادة أي معلمة يطلب من المديرة إقناع المعلمات من نفس التخصص بتدريس موادها وإلا تعتبر مديرة فاشلة في نظر الإشراف التربوي.