رأى عدد من الأدباء والكتاب أن أنشطة الأندية الأدبية لا يجب أن تتوقف في رمضان، وأن الشهر الفضيل يجب أن يشهد فعاليات ثقافية تتناسب مع الطابع الروحي للشهر، معتبرين أن الحركة الأدبية والثقافية لا يجب أن ترتهن بزمن معين، وطالبوا الأندية الأدبية والمؤسسات الثقافية بوضع برنامج ثقافي يتواءم مع الشهر، فيما أشار البعض الآخر إلى أن الطابع الروحي والاجتماعي لشهر رمضان يفرض صعوبات على إمكانية استقطاب الجمهور إلى الأنشطة الثقافية، فازدحام الوقت وتوزعه ما بين التعبد ومشاهدة الدراما والالتزامات الاجتماعية لا يجعل للاهتمامات الثقافية مجالا.. «عكاظ» بحثت قضية غياب الفعاليات الثقافية عن نشاط الأندية الأدبية خلال شهر رمضان في ثنايا الاستطلاع التالي: في البدء، رأى الناقد الدكتور عبدالله المعطاني أنه لا بد أن يشهد شهر رمضان أنشطة ثقافية وأدبية تنسجم محاورها مع أجواء الشهر الفضيل، معتبرا أن الحركة الأدبية والثقافية لا يجب أن ترتهن بزمن معين وموسم معين، ولا بد أن يكون للأندية الأدبية والمؤسسات الثقافية برنامج مرسوم وواضح في شهر رمضان حتى لا تتعطل الأندية الأدبية والمؤسسات الثقافية في شهر رمضان وتتحول إلى مبان مغلقة لا نشاط فيها ولا حركة. وقال: «أعتقد أنه آن أوان أن تنشط الأندية في شهر رمضان وتطرح مواضيع وقضايا مرتبطة بأجواء الشهر الفضيل». ومن جهته، أوضح الشاعر الدكتور يوسف العارف أن الأندية الأدبية ليس لها حراك ثقافي في شهر رمضان، ولا يشهد الوسط الثقافي أي أنشطة خاصة بهذا الشهر الكريم ما عدا ما يطالعنا به نادي الرياض الأدبي من فعاليات تدريبية موجهة للشباب، مرجعا السبب في ذلك إلى انشغال أعضاء الأندية ومجالس الأندية بالصيف وإجازة الصيف مع العائلة، باستثناء أندية المصايف كالباحة وأبها والطائف، حيث تتحرك قبل شهر رمضان لإقامة فعاليات ثقافية وأدبية قبل قدوم الشهر، ومطالبا بأن يكون هناك استثمار ثقافي لهذا الشهر بما يتناسب مع ما يحمله من بعد روحاني يضفي على النفس مزيدا من السكينة والانتماء الديني. في سياق متصل، قال الكاتب والقاص محمد علي قدس: «من خلال تجربتي في تنظيم نشاطات نادي جدة الأدبي الثقافي واجهتنا بعض الصعوبات في إقامة نشاطات وفعاليات تتلاءم مع الأجواء الروحانية لشهر رمضان، بسبب عزوف الجمهور عن حضور تلك الفعاليات». وأضاف: «ورغم أن السهرات الثقافية والحوارات الأدبية تتلاءم مع طباع الجمهور في هذا الشهر، إلا أن الجمهور يكون مشغولا إما بأداء العبادات أو للتسوق، وجاءت الفضائيات لتزيد من حدة المنافسة على وقت الجمهور الذي عادة ما ينجذب لمشاهدة المسلسلات والبرامج». وأفاد بأن نسبة حضور الأنشطة الثقافية في رمضان لم تكن مشجعة، مشيرا إلى أن رمضان يتسم بطقوس روحانية وأجواء اجتماعية تطغى على أي اهتمامات أخرى.