حذّرت أكثر من مئة منظمة اليوم من خطر تفشّي "مجاعة جماعية" في غزة، فيما أعلنت الولاياتالمتحدة أن المبعوث ستيف ويتكوف سيتوجّه إلى أوروبا لعقد محادثات تهدف لوضع اللمسات الأخيرة على "ممر" للمساعدات الإنسانية الى القطاع. وتواجه إسرائيل ضغوطا دولية متزايدة بسبب الوضع الإنساني المروّع في القطاع الفلسطيني المحاصر والمدمّر جراء الحرب المتواصلة فيه منذ أكثر من 21 شهرا. وفي نهاية مايو، خفّفت إسرائيل جزئيا الحصار الشامل الذي فرضته على القطاع مطلع مارس وأدّى إلى نقص حادّ في الغذاء والدواء وغيرها من السلع الأساسية. و قالت المنظمات ومن بينها "أطباء بلا حدود"، و"منظمة العفو الدولية"، و"أوكسفام إنترناشونال" وفروع عديدة من منظمتي "أطباء العالم" و"كاريتاس" إنّه "مع انتشار مجاعة جماعية في قطاع غزة، يعاني زملاؤنا والأشخاص الذين نساعدهم من الهزال". ودعت المنظمات في بيانها المشترك إلى وقف فوري لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وفتح كلّ المعابر البرية للقطاع، وضمان التدفق الحرّ للمساعدات الإنسانية إليه. ويأتي هذا البيان غداة اتّهام المفوضية العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان الجيش الإسرائيلي بقتل أكثر من ألف شخص عند نقاط توزيع المساعدات في غزة منذ نهاية مايو، غالبيتهم كانوا قرب مواقع تابعة ل"مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي منظمة تدعمها الولاياتالمتحدة وإسرائيل وتمويلها غامض. وقالت المنظمات الإنسانية في بيانها إنّه "خارج قطاع غزة مباشرة، في المستودعات - وحتى داخله - لا تزال أطنان من الغذاء ومياه الشرب والإمدادات الطبية ومواد الإيواء والوقود غير مستخدمة، في ظلّ عدم السماح للمنظمات الإنسانية بالوصول إليها أو تسليمها". واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس أن الأهوال التي يشهدها قطاع غزة بسبب الحرب بين إسرائيل وحماس، خصوصا على صعيد أعداد القتلى والدمار الواسع النطاق، "لا مثيل لها في التاريخ الحديث". وقال غوتيريتش خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي "تكفي مشاهدة الرعب الذي يدور في غزة، مع مستوى من الموت والدمار لا مثيل له في التاريخ الحديث. سوء التغذية يتفاقم، والمجاعة تقرع كل الأبواب". وفي مدينة غزة، أعلن مدير المجمع الطبيب محمد أبو سلمية الثلاثاء أمس "21 طفلا توفوا خلال الساعات ال72 الماضية بسبب سوء التغذية والمجاعة". وفي مستشفى ناصر (جنوب)، أظهرت صور لوكالة فرانس برس والدين يبكيان فوق جثة ابنهما عبد الجواد الغلبان البالغ 14 عاما والذي توفي جوعا . وقالت أم رامي أبو كرش وهي نازحة في مخيم الشاطئ (شمال) الذي يؤوي آلاف النازحين "لقد فقدت زوجي، وابني مصاب وأنا جائعة وبيتي دمر".