أزمة حقيقية تعصف بالأندية الرياضية في عسير منذ أكثر من خمس سنوات عادت خلالها الأندية للخلف ولم تتقدم للأمام لعدة أسباب جوهرية من أبرزها غياب الحماس والتخطيط والإدارات المثالية على الرغم من الموارد المالية الضخمة التي لم تستثمر في موازنات أندية عسير منذ تأسيسها، إضافة لغياب البطولات الدولية التي كانت تقام بالمنطقة وتحفز الرياضيين على تقديم إنتاج جديد ومميز لأنديتهم، كما تعاني أندية المنطقة العشرة وهي أبها، ضمك، النخيل، السروات، الشهيد، العرين، جرش، الزيتون، الفرسان، المصيف.. من سوء ملاعبها، عدا المصيف في المسقي والشهيد في محايل الذي أنشأ ملعبا من الإنجيلة. وتتدرب أبرز أندية عسير بفرقها الأولى لكرة القدم على ملعب الأمير سلطان بن عبدالعزيز بالمحالة بسبب عدم وجود ملاعب حالية أو مقرات، فعلى سبيل المثال لا يوجد لدى نادي أبها ملعب أو مقر حاليا وكذلك ضمك بجانب المعاناة التي تعانيها الأندية الأخرى. وتتهم الجمعيات العمومية في الأندية والقائمين عليها بإنتاج إدارات لا تحمل مشاريع رياضية حقيقة وغير مؤهلة، الأمر الذي أعاد رياضة عسير للخلف بعد سنوات ازدهار شهدتها المنطقة قبل 15 عاما من الآن تتمثل في صعود أبها وضمك لدوري الدرجة الأولى ثم صعود أبها للممتاز وصعود النخيل والزيتون للثانية، لكن ما لبثت أن عادت الأندية سريعا للخلف بعد سلسلة متسارعة من تغيير الإدارات وحدوث مشكلات وانشقاقات واسعة في تلك الأندية جعلتها تتأرجح وتفقد توازنها وسط تبادل الاتهامات بين كافة الأطراف. العصر الذهبي ساهمت دورة الصداقة الدولية من نسختها الأولى وحتى الأخيرة في تطور الرياضة في عسير واحتكاك واسع للرياضيين بالأندية الأمر الذي خلق الكثير من الحماس ووصول شخصيات بارزة لرئاسة الأندية الأمر الذي طور الأعمال الإدارية والفنية وجعل أبها وضمك والنخيل والزيتون يصعدون إلى مصاف أندية الدرجتين الأولى والثانية بل إن أبها صعد مرتين للدوري الممتاز وعاد سريعا بسبب الخلافات الإدارية. وعاشت أندية عسير في تلك البطولة الصيفية الودية أفضل عصورها، ويعتبر العصر الذهبي لأندية عسير بعد الاستفادة الشاملة من بناء العلاقات مع الرياضيين والصحفيين والمدربين وإبرام الصفقات ومشاركة فريق من المنطقة كل عام وغير ذلك من أسباب معنوية وإدارية وفنية وإعلامية ومالية. العودة للخلف إلى ذلك، دب الجمود في منطقة عسير وغادرت إدارات وجاءت إدارات أخرى واتهمت الجمعيات العمومية في الأندية والقائمين عليها بالتسبب في وصول إدارات سلبية غير مؤهلة وهو ما تسبب في إعادة الأندية للخلف، فقد عاد النخيل للثالثة ثم الزيتون الذي كان عبارة عن استراحة لفرق الثانية نظرا للهزائم الثقيلة التي مني بها، كما عاد ضمك بعد أن كان مؤهلا للصعود للدوري الممتاز إلى الثانية بسبب سوء الإدارة حينها، كما عاد أبها من الممتاز للأولى وبقي متأرجحا هناك وغيرها من أندية لم تستطيع العودة للأمام، وعودة هذه الفرق للخلف لاسيما في لعبة كرة القدم يقابلها فشل ذريع على مستوى الفئات السنية لكافة الأندية التي لا تهتم على الإطلاق بالفئات السنية إضافة للألعاب الأخرى. ملاعب متهالكة بجولة سريعة على ملاعب كرة القدم، وجدنا أن نادي أبها لا يوجد لديه ملعب وكذلك الأمر لنادي ضمك حيث يتدرب هو وشقيقه أبها على ملعب المحالة، أيضا نادي جرش ملعبه غير مؤهل وزراعته عادية للغاية، كما أن الملعب لا يصلح لإقامة المباريات، ونادي الشهيد أنشأ ملعب إنجيلة لكنه ضار للاعبين من ناحية طبية، كذلك نادي العرين ملعبه سيئ للغاية من ناحية الزراعة وغير صالح لممارسة كرة القدم، وملعب الفرسان لايزال ترابيا وغير صالح أيضا، وملعب السروات متهالك ولايزال ترابيا هو الآخر وغير صالح، ويلعب لقاءاته في أبها بالمحالة، والزيتون ملعبه متوسط الزراعة ويحتاج إلى زراعة جديدة وكذلك النخيل فيما يعتبر ملعب المصيف هو الأفضل والجاهز نوعا ما. وتعاني هذه الأندية من سوء الإدارات حيث لا تهتم الإدارات بعمل شيء مثالي ولا تعتني بالملاعب والبحث عما هو أفضل أو ترك الرئاسة، بجانب عدم ترك الإدارة لشخصيات شبابية أو مقتدرة لتقديم المفيد للأندية التي ظلت لسنوات طويلة للغاية في مكانها ولم تقدم سوى الأسوأ لأنديتها بدليل ما يحدث من نتائج سيئة وملاعب متهالكة. ميزانيات ضخمة وحظيت إدارات الأندية بموازنات مالية ضخمة للغاية خلال السنوات الأربع الأخيرة حيث تعتبر الموازنات المالية كبيرة للغاية لم تشهدها أندية عسير منذ تأسيسها ومن بينها ما صرف من قبل خادم الحرمين الشريفين من ملايين على الأندية لم يتم استثمارها وغيرها من ملايين وموارد كبيرة من قبل التبرعات والموازنة الخاصة بالرئاسة وعوائد النقل التلفزيوني وبيع اللاعبين وغيرها. الجمعيات العمومية وتشير أصابع الاتهام لفشل الأندية وتراجعها وسوء مقارها وملاعبها للإدارات غير المؤهلة والتي جاءت عن طريق جمعيات عمومية متهمة بالدرجة الأولى من خلال المشرفين عليها والرئاسة العامة لرعاية الشباب التي من واجبها الحرص على اختيار الشخصيات البارزة التي تحمل مشروعات حقيقية لنهضة الأندية كما كان يحدث في السابق، ويؤكد محبو الأندية أن سوء الإدارات القادمة من باب المجاملات والمحسوبيات هو من أعاد أندية عسير إلى الخلف. بيع النجوم ودأبت أندية عسير التي تصعد إلى دوري الأولى والثانية على بيع لاعبيها البارزين والتخلص منهم واستيراد الأسوأ من خارج مناطقهم من لاعبين مصابين ومنتهيي الصلاحية وبمبالغ عالية جدا مقارنة بالمستويات الضعيفة للغاية ما تسبب للأندية بانهيارات سريعة وهدر مال في غير محله وهو ما تسبب في عودة سريعة لعدة أندية عسيرية باءت بالفشل الذريع ولم تقدم المفيد من خلال تخطيط أشخاص غير مؤهلين وصلوا عن طريق المجاملات. المجاملات وسط هذا المشهد يغيب الإعلام الرياضي عن تسليط الضوء على أدق تفاصيل الفشل الذريع الذي تعاني منه أندية عسير كل هذه السنوات بالرغم من المبالغ المالية الضخمة مقارنة بالسنوات الماضية، ودأب الإعلام من خلال تخصيصه وظيفة علاقات عامة في الأندية وبدلا من أن يكون الإعلام رقيبا ذا مصداقية في المتابعة أصبح موظفا لدى تلك الأندية فلا يستطيع النقد حتى لو رأى الكارثة بعينيه وحصل على مستندها وهي سياسة انتهجتها أندية عسير لتغطية فشلها الذريع، بل تم استخدام بعض الإعلاميين الصغار في السن للدفاع عن الأندية بكل ما أوتوا من قوة وقلب الحقائق، وفي مقابل ذلك تم تعيينهم في صحف مرموقة عن طريق المحسوبيات والمجاملات على حساب المصداقية والحقيقة وهو ما جعل الفشل تزداد وطأته وتصبح أندية عسير مهددة بعودتها إلى الدرجة الثالثة بالرغم من الإمكانات البشرية والمالية العالية للغاية. هروب العشرات وبسرعة الصاروخ يهرب النجوم لأندية أكثر تطورا وجماهيرية وإمكانات مالية وفكرية بعد أن وجدوا في أندية عسير مكانا غير مناسب لمواهبهم، فغادر عشرات النجوم، ومن أبرزهم لاعبوا المنتخب والاتحاد والأهلي محمد وسالم وإبراهيم سويد والحارس موسى عيد (رحمه الله) ومنصور النجعي، ولاعب الأهلي والمنتخب السابق عامر مانع، ولاعب النصر الحالي خالد الزيلعي، ولاعب الفتح فايز العلياني وعبدالله سرور وبندر حبشان وغيرهم العشرات.