هأنذا.. أعود أدراجي من جديد أعود خالية من كل شيء.. من أملي وحلمي وطموحي ورغبة التعايش في هذه الحياة بكل حب واشتياق أعود فارغة من احتياجي وانتمائي؟ راكضة نحو الفضاء.. عدت فاقدة قلبا وحبا ودموع ما بعد الفراق لا أعلم ما الذي يتوجب علي فعله الآن؟! فبداخلي آلام تصرخ وأنفاس تتقطع.. ونبضات توشك أن تتوقف حين غادرت إلى ذاك المكان.. الذي بت أجهله؟ حملت معي كل ما أحب.. ابتسامتي وحنيني ودفء أحضاني حملت ذاتي وارتحلت إليه بعد أن قطعت عليها وعدا بأن لا أجعلها تكرهني مجددا.. وأن لا أكسرها وأجعلها تقهر كم كنت غبية!! إلى متى سأبقى هكذا؟ معتقدة بأني على صواب من أمري لم أعِ حقيقة انهياري وتدهوري أمامي رغبت حقا في معنى الوجود والاحتواء.. تمنيت ذلك من أعماقي سأصدقني القول: بأني فشلت في كل شيء حتى بت أخشى غدي تأملت وتأملت إلى أن تألمت لماذا دائما أدفعني نحو الإدراك واللا ثبات؟ أجدني في كل مرة أتخبط بين أفكاري وشتات نظراتي تائهة أنا.. عني جميعهم متساوون.. لا فرق يميز بينهم كم أدهشتني حياتي.. حتى أرعبتني، فكل ما أبحث عنه مفقود مللت صمتي..؟! كم أود أن أصرخ بأعلى صوتي كفاكم تجريحا.. فقلبي لم يعد يتحملني.. أكاد أختنق يؤسفني حقا خسارتي لمشاعري تجمدت.. تحطمت.. تدهورت.. ماتت أحلامي أمسيت خيالا يسكنه الخوف والهروب سراب أنا، لا أثر لوجودي.. أصبحت أكون أولا أكون سواء صراع دامٍ داخلي يغمرني لحد الهذيان.. قاسون متمردون طاغون أحبائي ما الذنب الذي اقترفته؟! جل ما أردته.. إنسان وكيان.. وبقاء وأمان