طالب مسؤولون وأهالٍ في محافظة القريات بإعادة المحافظة إلى منطقة، كما كانت السابق، ورأوا أنها ستحظى بالمشاريع التنموية التي تستحقها عن كونها محافظة، حيث تعد القريات التي تبعد عن مدينة سكاكا 360 كيلو مترا، وعن الحدود الأردنية 30 كيلومترا، المدينة الثانية في منطقة الجوف من حيث عدد السكان، حيث يرجع تاريخ إنشائها في العصر الحديث إلى عام 1357ه، ويرتبط بها عدد من المراكز، هي: الحديثة، العيساوية، والناصفة، ومركز الحديثة يوجد فيه منفذ الحديثة الذي يعد أهم منافذ المملكة وأكبر منفذ بري في منطقة الشرق الأوسط. وقال ل «عكاظ» الإعلامي سليم الحرص: «يتطلع المواطن في القريات إلى عودة القريات إلى منطقة كما كانت في السابق منذ أيام توحيد المملكة؛ لأسباب عديدة كونها منطقة حدودية ذات تاريخ وذات بعد اقتصادي وتجاري، وقد شكلت حلقة الربط بين المملكة ودول الجوار كالأردن والعراق»، وأضاف «بعد قرار ضم القريات إلى منطقة الجوف لم يلاحظ المواطن البسيط الفرق إلا بعد 16 عاما، حيث لمس المواطن مدى التأثير السلبي لضم القريات لمنطقة الجوف، والذي كان له تبعاته وكان له مؤثراته السلبية على إنهاء إجراءاتهم بشكل أسرع وتقزيم بعض الإدارات الحكومية، فليس من المعقول أن يتجشم المواطن مراجعة الجهات الحكومية في مدينة سكاكا على بعد 400 كيلومتر لتنجز»، وزاد «أضف إلى ذلك البيروقراطية المستشرية في الدوائر المركزية في المنطقة، والتي لا تمكن القريات من إنجاز المعاملات بالشكل السريع والمأمول». وبين الحريص أن الدوائر الحكومية في القريات الآن تحتاج إلى الدعم وتطوير قدراتها وزيادة إمكانياتها وزيادة عدد موظفيها، وقال: «العودة إلى منطقة ستخدم القريات وهي مطلب أساسي لأهالي المحافظة». أما المواطن صباح عبدان العازمي، فقال ل «عكاظ»: «وجود منفذ الحديثة، والذي يعتبر أكبر منفذ بري في الشرق الأوسط، وازدياد عدد السكان في الفترة الأخيرة يستدعي أن تعود القريات إلى منطقة كما في السابق»، وقال: «القريات أرض خصبة للسياحة والاستثمار، وكونها منطقة سوف تجذب المستثمرين، لأن المشاريع التنموية سوف يكون لها جزء أكبر من كونها محافظة». من جهته، قال المواطن عايد العنزي: «توفر جميع الدوائر الحكومية وزيادة عدد السكان والمساحة تؤهل القريات لتصبح منطقة بدلا من كونها محافظة بعيدة عن التنمية». وأوضح ل «عكاظ» محافظ القريات عبدالله بن صالح الجاسر أن القريات شهدت مشاريع تطويرية كبرى ساهمت في اتساع المحافظة، ومن أبرز المشاريع التي حظيت بها القريات افتتاح الكليات وسفلتة الشوارع وتطوير الحدائق ومشاريع شبكة المياه للمنازل ومشروع إسكان الملك عبدالله التنموي الخيري وغيرها؛ كالمركز الحضاري، ومبنى كلية التقنية ومبنى مستشفى الصحة النفسية ومنشآت نادي المسيرة والمركز الاجتماعي. وإنشاء صالات جديدة لمطار القريات الإقليمي وتوسعة المدرج، وجميع هذه الخدمات ستجعل من القريات في مصاف المدن متكاملة الخدمات خلال السنوات القادمة. وأشار الجاسر إلى أنه بحث مؤخرا مع مدير عام هيئة المدن الصناعية ومناطق التقنية الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة حاجة القريات لإقامة مدينة صناعية متكاملة، وناقش معه عددا من الأفكار والآراء عن أهمية إيجاد مدينة صناعية بالقريات لما تحمله من موقع استراتيجي متميز لاحتضانها لمنفذ الحديثة الحدودي الذي يعتبر أكبر المنافذ البرية في المملكة وقربها من الدول العربية الشقيقة وارتباطها قريبا بسكة القطار لنقل البضائع والركاب، وقال: «إيجاد المدينة الصناعية في القريات سيعطي نقلة اقتصادية وتجارية كبيرة، وسيكون عامل جذب للاستثمار الصناعي والتجاري لداخل المملكة وخارجها»