? يطلق على وسائل الإعلام بشكل عام والصحافة بشكل خاص لقب أو مصطلح (السلطة الرابعة) وذلك لدورها القوي والمؤثر في عمليات تشكيل الرأي العام وتوجيهه، وفي الإفصاح عن المعلومات ونشر الأخبار والحقائق وطرح القضايا ومنها الشائكة ومناقشتها بكل شفافية ووضوح. ? كما تقوم الصحافة بدور الوسيط أو حلقة الوصل بأن تمثل الحكومة لدى الشعب وتمثل الشعب لدى الحكومة. ? وعموماً وعندما نحسن العمل في تطبيق مفهوم هذا المصطلح فهذا بحد ذاته يعد مصدراً قوياً ومؤثراً في الشعب وقد يعادل أو يفوق قوة الحكومة. وعلى هذا الأساس جاءت تسمية الصحافة بالسلطة الرابعة متلازمة مع سلطات الدولة الثلاث (التشريعية والقضائية والتنفيذية) فتأتي هذه السلطة الرابعة (المستقلة) في تأدية دورها المستقل في البحث عن الحقيقة وكشف المستور وتحرص على كشف الفساد وتعرية المفسدين وتقف أيضا بكل قوة ضد الظلم والطغيان. ? وفي الدول المتقدمة تبدو مواصفات السلطة الرابعة (صاحبة الجلالة) أكثر فعالية وأقرب تطبيقاً. وكثير منا يعرف أو يتذكر كيف أن صحيفة أمريكية مثل (الواشنطن بوست) أطاحت بأكبر رئيس دولة عظمى. ? فها هو الصحفي الأمريكي وود وارد وزملاؤه في (الواشنطن بوست) يكشفون بمتابعتهم الدقيقة للحقائق والأدلة والبراهين فضيحة (ووترجيت) التي تتمثل في الاتصالات والتنصت والتجسس خلال حملة الانتخابات الأمريكية في العام 1972م والتي قام بها الحزب الجمهوري ضد الحزب الديمقراطي بقيادة واعتراف الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون والإطاحة به عام 1974م. ? ومن هنا تبرز أهمية كشف الحقائق وترسيخ قيمها ومكانة الصحفي المهني الأمين الباحث عن الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة.. ومن هنا يأتي دور الصحافة القوي في أن تكون عين الرقيب في إعلاء كلمة الحق والعدل.. فهي مثل ما تقدم أسقطت حكومات وكشفت قضايا فساد وجرائم كبرى وصححت الكثير من الأخطاء. ? ولكي نصل إلى هذا الدور القوي في عالمنا الثالث لابد من تفاعل المسؤول مع الصحافة بكل شفافية. فالصحافة هي عين المواطن والمسؤول في آن واحد.. لابد من أن يتفهم المسؤول أياً كان حجمه الدور الطليعي المناط بالصحافة وأن يكون على قدر المسؤولية وعلى قدر كبير من التجاوب. ? نستغرب كثيراً من بعض المسؤولين عندما يعتذر عن لقاء صحفي أو استضافة صحفية للمناقشة والإجابة على كثير من التساؤلات التي تنقلها الصحيفة له من خلال ما تملكه من معلومات وحقائق ودلائل وما يقدمه المواطن من شكاوى أو معلومات. ? فالتجاوب والتعاون مع الصحافة بات مطلباً ملحاً تفرضه المصلحة العامة والمسؤولية الاجتماعية.. بل واجب أساسي في نظر السلطة الرابعة والمجتمع ككل إذا أردنا أن تكون كذلك. [email protected]