وبما أننا لا نزال في الشهر الذي ولد في مثله أعظم إنسان، لعل في مقدوري أن أشير إلى شيء من دلائل عظمته عليه السلام. حظي عليه السلام (بشرف النسب، وكمال الخلقة، وجمال الصورة، ورجاحة العقل، وفصاحة اللسان، وقوة الحواس والأعضاء، وكمال الخلق).. وغير ذلك من كمال الصفات الإنسانية. ومن دلائل جمال صورته وتناسب أعضائه وحسنه عموما: فقد جاءت في الآثار الصحيحة وهي كثيرة.. فقد قيل (لئن أعطى سيدنا يوسف شطر الجمال، فقد أعطى محمد صلى الله عليه وسلم الحسن كله!). وقال أبوهريرة رضي الله عنه في وصف جمال محمد عليه الصلاة والسلام: (ما رأيت شيئا أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم كأن الشمس تجري في وجهه) ووصفه بعض الصحابة بقولهم (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فخما يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر). وقد يكفي أن نعرف أن من رباه وأدبه وأحسن خلقه هو ربه الخالق العظيم، يقول في ذلك رسول الله عليه الصلاة والسلام عن نفسه (أدبني ربي فأحسن تأديبي..). وعندما سئلت عائشة حبيبة رسول الله كيف كان خلق رسول الله؟ فقالت: (كان خلقه القرآن) ووصفته في حديث آخر لها بقولها: (لم يكن رسول الله فاحشا ولا متفحشا ولا يجزي السيئة بالسيئة..). وكان محمد عليه الصلاة والسلام خير الناس بشهادة أصحابه وأتباعه ومن ثم فيما بعد بشهادة الناس جميعا بعد أن اطلعوا على سيرته. حتى أن بعض المنصفين من غير المسلمين اعترفوا بعلو صفاته الإنسانية، يقول الشاعر الألماني غوته (بحثت في التاريخ عن مثل أعلى للإنسانية فوجدته في النبي العربي محمد عليه الصلاة والسلام). وقد وصفه مدير مرصد طوكيو (بأن سيرة محمد عليه الصلاة والسلام كانت بالنسبة له أعظم سيرة أدرك من خلالها عظمة ذلك الرجل وخلوده). وقال عالم اللاهوت السويسري د. هانز كونج (بحثت في التاريخ عن مثل أعلى لهذا الإنسان، فوجدته في النبي محمد). هذا هو رسولنا الكريم، فنحن أتباع أعظم رسول وأكرم نبي، فيا ليت لنا أن نأخذ من عظمته ومن سيرته مثلا وعبرا واتباعا.؟