استشارات أسرية

يسعد «عكاظ» أن تستقبل أسئلتكم واستفساراتكم سواء عبر إيميل الجريدة أو من خلال رسائلكم البريدية المباشرة بمستشارة هذه الصفحة د. سحر رجب أخصائي نفسي ومستشارة أسرية ومدرب معتمد لإزالة المشاعر السلبية، التي تتواصل معكم وتجيب على جميع أسئلتكم واستفساراتكم الأسرية والعاطفية أسبوعيا. ويسعدنا أن نتلقى رسائلكم على الإيميل: dr.saharrajab1@hotmail.com
زوجتي الثانية
زوجتي الثانية أهملتني بعد إنجابها أول طفل لنا، هي دائمة الشجار والتعارك مع زوجتي الأولى، فماذا أفعل، هل أطلقها، خصوصا وأنني بدأت في استخدام حبوب مهدئة لأرتاح منهما ومن مشاكلهما التي لا تنتهي؟
أبو يزن (الإمارات)
أولا أشكرك لثقتك بي، ثانيا، الطلاق لا يعد حلا مناسبا، إذ عليك بمناقشة الأمر مع زوجتك الثانية محاولا لفت انتباهها إلى أن الكيل فاض بك من استمرار الشجار والإهمال، وحاول إفهامها بأنك تزوجت لترتاح لا لتزيد المتاعب، وأقترح عليك أن تصطحبها إلى مكان هادئ وتتحدث معها وأحضر لها هدية بسيطة وقدمها لها مع ابتسامة ولمسة يد وأبلغها أن هذا الجو هو المناسب لك وأنه الذي تحرص عليه وترغب به، وعود زوجتيك على الانشغال بالقراءة أو بأي شيء آخر محبب لهما، وحاول إبعادهما عن بعضهما قدر المستطاع وعدم جمعهما في مكان واحد.
وبالنسبة للحبوب المهدئة أخشى أنك ستعتاد عليها لكثرة استخدامها، وكن حازما في هذه المشكلة، وأبلغهما أنك مثلما أمكنك الزواج من ثانية فإنه يمكنك الزواج من ثالثة إن لم تجد راحتك معهما، وفقك الله وأراح قلبك.
اكتئاب وحزن
أتمنى أن أجد لديكم الحل، فمنذ فترة وأنا أشعر بحالة من الحزن والكآبة، وقد عرضت نفسي على معالج بالرقية والأدوية الشعبية ولم أجد أي نتيجة وتدنى تحصيلي العلمي كثيرا، فما هي مشكلتي في رأيك؟
محمد (المدينة المنورة)
الاكتئاب حالة مرضية وهو من أكثر الأمراض النفسية شيوعا في العالم ومن أعراضه التي قد تتفاوت من شخص لآخر:
أعراض جسدية: إجهاد، كسل، خمول، ضعف في عمل أي شيء، إمساك، ونقص في الوزن.
أعراض سلوكية: عزلة، قلة اهتمام بالنظافة والهندام، تأجيل المسؤوليات أو الاعتذار عنها.
أعراض فكرية ذهنية: ضعف في التركيز والحفظ، تأنيب الضمير، تحقير الذات، رؤية الماضي والمستقبل بمنظار قاتم، التوصل بأن الحياة كلها مشكلات ومليئة بالصعوبات، والمكتئب يفضل الموت وربما يستعجله لشدة ما يجد من الألم النفسي.
أعراض وجدانية: حزن وبكاء، شعور بالضيق، عدم المتعة والابتهاج، الشعور بالملل والفراغ. وهناك عوامل وراثية تساعد على الاكتئاب أو لها دور في ذلك مثل الحرمان من العاطفة الأبوية والحنان، والضغوط النفسية المستمرة أو انفصال الوالدين أو كثرة الشجار.
ومعالجة الاكتئاب تكون بالجلسات النفسية لإعادة التوازن في الدماغ ليزول الاكتئاب، ثم يتم استقصاء حالة المريض وتقييمها من جميع الجوانب ومعرفة جذورها وفروعها وآثارها، والسعي لتصحيح المفاهيم الخاطئة حتى تزول الحالة، وتقنية الحرية النفسية لتطوير مسارات الطاقة وإزالة المشاعر السلبية من أنجع الطرق التي تسهم في العلاج، وأولا وأخيرا علينا التوكل على الله في الشفاء وازالة المشاعر السلبية والتقرب منه.
طفلي يرفض الطعام
أشعر بالهلع من وضع طفلي الذي يرفض تناول الطعام ويرفضه باستمرار، وأخشى أن يمرض أو أفقده جراء ذلك، فماهو الحل في وضعه هذا وكيف أقنعه بتناول الطعام؟
بثينة (مكة المكرمة)
أطمئنك أختي بثينة، لأن حالة طفلك ماهي إلا حالة مؤقتة ويمكنك اتباع الإرشادات التالية التي يمكن أن تسهم في التغلب على هذه المشكلة:
هناك أسباب تفقد الطفل شهيته منها أن يكون ابنك وحيدا وعليك مشاركته الطعام قدر الإمكان وعدم تركه للمربية، وتناوله للكثير من الحلويات أو الشيبس فتملأ معدته دون أدني فائدة، ولا تصري عليه بأن يكمل طبقه بعد إحساسه بالشبع، فمن ميزات الطفل أنه يعرف حدود معدته فيتوقف تلقائيا فور إحساسه بذلك، وفقدان الشهية أيضا ربما يكون بسبب فقر الدم، فابحثي عن السبب لتدارك الأمر، ووجبة الإفطار مهمة لجميع الأعمار ولو كانت خفيفة مثل اللبن مع التمر أو ما شابه، وربما لا يستسيغ الطفل الطعام المقدم له، وأخيرا، ربما حصل للطفل موقف غير سعيد أثناء تناوله للطعام فارتبط ذلك الموقف في عقله اللا واعي، وأرى أن تقدمي لطفلك ملعقة عسل تفيده وتفتح شهيته، بالإضافة إلى أن هناك ملاحظة مهمة نقع فيها دوما دون انتباه عندما نجبر الطفل يوميا على أكل كامل الطبق وهو زيادة عن حاجته، فإما ترفضه معدته عن طريق الاستفراغ، أو يعتاد الطفل على ذلك فيصاب بالسمنة جراء ذلك، تمنياتي له بعودة شهيته المفقودة.
قلق وتوتر وخوف
مشكلتي أنني دائما ما «أنتف» شعر رأسي كلما شعرت بالقلق والتوتر، ودائما ما أشعر بالرعب والخوف من الاختبارات، فهل أعاني من علة نفسية، ساعديني أرجوك؟
جاد (طالب ثانوي، الرياض)
دع أسرتك تراقب تصرفاتك لتنبيهك عندما تبدأ بنتف شعرك، عندما تشعر بالقلق والتوتر إن واجهتك مشكلة أو اقترب موعد الاختبارات، ثق بذاتك وأنك قادر على اجتياز الاختبار كما كنت تفعل في السابق، ومارس التنفس العميق من البطن بطريقة صحيحة بأن تضع يدك على بطنك وتأخذ نفسا عميقا بكتم النفس قليلا ثم أخرجه من الفم ببطء شديد عدة مرات أقلها خمس، وعندما تشعر بتوتر اجلس ودع جسمك كله في حالة هدوء، إرخ عضلاتك وأغمض عينيك وتذكر منظرا جميلا أو بحرا واسرح بخيالك بعيدا دون أن يؤثر عليك شيء، وردد كل الأصوات من حولي تساعدني على الاسترخاء والهدوء، ولا تنسى تناول جرعات من الماء البارد بين الفينة والأخرى وبالذات عندما تكون في قاعة الاختبار، وذلك يساعدك على التركيز وجريان الأكسجين في الدماغ، وثق بنفسك وأن مجهودك لن يذهب سدى، وفقك ربي وأتم لك النجاح.
مشكلات والدة زوجي
أم زوجي تتدخل في شؤوني وشؤون زوجي باستمرار وتختلق المشاكل دوما رغم أنها لا تسكن معنا، حاولت معها كثيرا لتهدئة الأمور لكنني لم أصل لنتيجة، حتى أنني بدأت أشعر بالتعب والإرهاق النفسي من هذا الوضع وبدأت فعلا بالتفكير بالطلاق، ساعديني في حل هذه المشكلة الصعبة قبل أن أفقد عقلي.
أم هتان (جدة)
أبعد الله عنك الحزن والجنون أختي، وثقي بالله دوما فهو الوحيد سبحانه الذي يقف معنا واصبري، وكون أم زوجك لا تسكن معك فهذا فضل كبير، والمعروف أن كثيرا من أمهات الأزواج يشعرن بالغيرة من زوجة الابن كونها تشعر بأنها أخذته منها، وأرجو منك أن تقدري هذه المسألة وتعاملي معها كأم وليست كأم زوج، ابتسمي لحضورها واحتفي بها وركزي اهتمامك بها أينما كانت لتشعر باهتمامك وداومي السؤال عنها هاتفيا ولا تتحدثي كثيرا حتى لا تجرك إلى متاهات أنت في غنى عنها، اشتري لها الهدايا ودعي أبناءك يهتمون بها ويسألون عنها، وأبلغيها دائما أنك في حاجتها للسؤال عما يحبه ابنها لتسعديه، ولا تلتصقي بزوجك كثيرا في حضورها، فكل رجل يحب من زوجته الاهتمام بأمه، وإن رغبت الذهاب معكم إلى أي مكان دعيها تستقل السيارة في المقدمة وأصري على ذلك ولن ينقص ذلك من قدرك شيئا، وسيحسبها لك زوجك وسيزيد رصيدك لديه ومع الأيام لديها، افعلي ذلك أمام بناتك وأبنائك ليتعلموا منك كيفية التعامل معها فيما بعد، وتسلحي دوما بالذكاء العاطفي والاجتماعي في ذات الوقت، ولا تنسي أنك ستمرين بهذا الموقف مع أبنائك في المستقبل، وفقك الله وأسعدك في حياتك.
أريد الزواج ماذا أفعل
أعاني من خجل شديد ورهاب اجتماعي، حيث سرعان ما يحمر وجهي وأتصبب عرقا ويتعثر لساني وأرتبك كثيرا وأبلع ريقي عدة مرات في الدقيقة الواحدة، وأشعر بخوف كبير ويزداد خفقان قلبي كلما أردت التكلم مع أي شخص حتى لو كانت أمي أو فتاة حيث أصاب بالتأتأة، فكيف أتزوج وهذا حالي؟.
محمد (ينبع)
ابني محمد، حالتك بسيطة بإذن الله، الخجل والرهاب الاجتماعي مرتبطان في الأصل مع بعضهما، وهو مرض نفسي نتيجة القلق الشديد، وهو مرتبط بإفراز مادة الأدرينالين، وهذه المادة تؤدي إلى تسارع ضربات القلب والتعرق، وكل الأمور التي ذكرتها هي اضطرابات جسدية مصاحبة للرهاب والتأتأة، وعليك أن تتعلم فن الاسترخاء الذاتي، بأن تجلس مسترخيا وأن تتخيل أشياء جميلة، ثم تبدأ بأخذ نفس عميق من البطن عن طريق الأنف ثم تكتمه قليلا وبعدها تخرجه من الفم ببطء شديد عدة مرات لتسهيل عملية دخول الأكسجين للدماغ، وكرر هذا التمرين عدة مرات فهو يزيح بعض القلق أو الإرهاق، وهذا ناتج عن حصول صدمة أو حدث في الصغر تركز في اللا واعي. ونبدأ العلاج السلوكي المعرفي عن طريق الجلسات، ومن ثم جلسات التنويم الإيحائي، وجلسات لإزالة المشاعر السلبية بالتقنيات العلمية الحديثة، وسيزول كل شيء بإذن الله وتعود لحالتك الطبيعية، وسنفرح قريبا بزفافك إن شاء الله.