على مدى الأيام القليلة الماضية، سجلت الصحافة السعودية ثلاثة أحداث دقت «أسفين» الشفافية والوضوح الذي يمثل ملمحا بارزا في عصر عبدالله بن عبدالعزيز، كان ولا يزال محور التأكيد في تعاملات وأداء القطاعات كافة. سجلوا عندكم الأحداث التالية: وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله الحصين يطرد الصحافيين الذين حضروا لتغطية زيارته إلى المحطة الجديدة لمشروع عبدالله بن عبدالعزيز لسقيا زمزم، ووجه مرافقيه بمصادرة أي «كاميرا» ثبت التقاطها صورا له في الموقع. الحدث الثاني: في ورشة العمل لاستراتيجية الإسكان في المملكة التي نظمتها الهيئة العامة للإسكان، حجبت أوراق العمل عن الإعلاميين وأغلقت أبواب الجلسات في وجوه الصحافيين، ومن تسلل منهم بادروا إلى طرده من القاعة، الأمر الذي حول الحدث إلى ورشة حدادة على خلفية المشادات الكلامية بين الإعلاميين ومنسوبي الهيئة. الحدث الثالث: الغرفة التجارية الصناعية في جدة تصدر تعميما للجانها بعدم الإدلاء بأي تصريح لوسائل الإعلام أو المشاركة في المناسبات الإعلامية واستخدام مسميات عضوية الغرفة إلا بعد الحصول على إذن مسبق من إدارة الغرفة. أمام هذه الأحداث المتسارعة في «الصد» الإعلامي لا يمكن تحليل الموضوع إلا من زاويتين: إما أن صحافتنا ووسائل إعلامنا لا تعرف أصول مهنتها، أو أن تلك القطاعات على رأسها «بطحاء» وتكاد أن تقول «خذوني»، والأمر في مجمله يمثل خرقا واضحا لأعراف العمل الصحافي من خلال منع الجهات للصحافيين من تزويد الرأي العام بالمعلومة الصحيحة، وعلى الرغم من أن القطاعات الحكومية لا تخلو من إدارات للعلاقات العامة تمارس نشاطها التفاعلي مع الشرائح المعنية، إلا أن واقعها يؤكد الوصف الذي أدعو إلى تعميمه بتسميتها إدارة «الإعاقات» العامة، وإلا ما الذي يدعو جمع الصحافيين والمصورين إلى تكبد «الشقة» وحضور تلك الفعاليات دون دعوة رسمية موجهة لهم؟، وليتحرك حينها المصاب ب «فوبيا» الصحافة خوفا من كشف عواره. وإن كنا لم نسلم من روح البيروقراطية الحاضرة في كل معاملة يطرقها المواطن البسيط، فإن الأمر تعدى إلى «كتم» المخولين بالتصريح على واقع نشاطهم المرير مالم تكن بحوزتهم «رخصة» تمنحهم حق التواصل مع وسائل الإعلام كفعل غرفة جدة، وزاد الطين بلة استهلال أمين المحافظة الدكتور هاني أبوراس قراراته بإحلال وافد عربي مشرفا على المركز الإعلامي للأمانة بدلا من مواطن كان يشغل المنصب ذاته، وبعيدا عن العنصرية والتدخل في سياسة الإزاحة والإحلال؛ أتساءل بكل براءة: هل كان فقه شأننا المحلي وتركيبتنا الاجتماعية وتطلعات التوطين حرزا مشاعا لغيرنا على شاكلة «ابن ديرتي أجهل بأمري» ياسعادة الأمين؟. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي تبدأ بالرمز 128 مسافة ثم الرسالة