حتى إن أحسنا النوايا، فإن أربعة أحداث صحافية شهدناها في الأيام العشرة الماضية لا تبشر أبدا بخير؛ يقول الخبر الأول إن وزيرا طرد صحافيين ومصورين حضروا حفل افتتاح مشروع في مكةالمكرمة، وذلك لأن معاليه لا يريد أن يصرح أو يتكلم لهم. وأيا كانت التبريرات التي ساقها مكتب العلاقات والتحسين الإعلامي في مكتب معاليه، فإن طردا كهذا لا يعني إلا رسالة واحدة: معاقبة الصحافي على عمله الصحيح حين ينتقد ويكتب عن التجاوزات والإهمال. أما الخبر الثاني فهو يشترك في ذات الفعل المثير، عندما طرد مسؤولون في الهيئة العامة للإسكان صحافيين توافدوا لتغطية ورشة عمل في الرياض، وهذه الحادثة خصوصا -ومع هذه الهيئة تحديدا- تحمل في طياتها الرسالة الأهم: وهي أن الهيئة التي بدأت للتو في الظهور إلى العلن وممارسة دورها، بعد أن ظن الناس أنها بادت، ظهرت وكأنها تقول للإعلام ومن يقف وراءه إنها ستسبق النقد بالطرد، وستأوي إلى جبل يعصمها من حسنات الإعلام وشروره، وإنها لا تفكر إن ساءت علاقتها بالإعلام أو صلحت، فالأمر عندها سيان. القضية هنا التي لا أتهم بها أحدا إنما أطرحها كاستفهام: هل هذا احتجاج على ما يمارسه الصحافي تجاهها؟ أم أنها مناورة بين المسؤول والصحافي ليقول الأول للثاني أنه الأقوى، وأنه يملك سلاح (الطرد) في مواجهة الكلمة والخبر؟ أم هي الحرب -والعياذ بالله- وإعلان القطيعة بعد أن احترق من فشل؟ في الجانب الآخر، ابتكرت غرفة جدة وأمانتها، مالئتا الدنيا وشاغلتا خلق الله يوم كانتا تحكيان وتطبلان لنفسيهما بلا حسيب، أسلوبا للهرب من الصحافيين ومواجهتهم في الوقت ذاته: أوصدت (الغرفة) نوافذها وأبوابها، هذا الأسبوع، وقررت ألا تصريح للإعلام إلا بإذن. فيما أوكلت الأخرى مهمة التواصل مع الإعلام السعودي والوطني إلى وافد وكأن البلد لا يحمل كفاءات سعودية في هذا المجال. هذه أربع قطاعات بدأت الطريق والباقية قادمة، لأنها أسهل الطرق للهروب بالفشل إلى فشل آخر، فحين تقفل أبوابك وتغلق آذانك عن سماع النقد وتخيط فمك على لسانك فتأكد أن ذلك ليس إلا نقيض الشجاعة وضد القوة واستمرار الفشل. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 245 مسافة ثم الرسالة