إن كان من حدث مؤلم يهين المنتسبين والعاملين في «المجتمع الإعلامي» أخيرا، ولم تحرك هيئة الصحفيين السعوديين له ساكنا، فهو طرد الصحافيين من قبل ممثلين لجهة حكومية هما: الهيئة العامة للإسكان وورد الخبر في هذه الصحيفة عدد الأمس، والخبر الثاني عن أحد الوزراء بحسب الأخبار تراجع واعتذر واصطحب من طردهم في جولة. إن طرد الصحافي والتعامل معه باحتقار وتعدٍّ، وتكرار المواقف بدون تحرك الهيئة سيفتح الباب لغير تلك الجهات أن تعيد الكرة، يعتصرني ألم لا أجيد التعبير عنه لأنه مزمن، الصحفية والصحافي في بلادي لم يعد يعرف المطلوب منهما، المشاركة في رفع سقف الحرية ودعم التنمية ونقل جديدها لمناقشته، أو مكابدة مصادرته وطرده وكسر إرادته وتحطيم أدواته، أو المطالبة بحقه من جهة يفترض أنها تتحدث باسمه ومحسوبة عليه!. الإعلام ليس حائطا مخصصا لنشر الإعلانات، إن كان له معنى يقاس حجم أهميته بمساحة الشفافية والنقد، لنتخيل يوما بلا إعلام، وصحف، وأن تتسيد أخبار الروتين الممل للقطاع العام وأخبار القطاع الخاص التي لا يليق أن تدون في صحيفة حائط! فلاشات فوق أي أرض وتحت أي سماء في وطنه لا يحق لأي مسؤول التحكم في موقف الصحافي وفرض موقف «شخصي»، الله أعلم ماذا وراءه!، وعلى الصحافي إدراك أنه سلطة رابعة لا يحق لأحد طرده مهما كان منصبه ومكانته. لا يحق لأحد «كائنا من كان» مصادرة أدوات الصحافي التي توثق رحلته في التغطية، ووجود المسجلة وآلة التصوير ضرورة ومهمة للغاية، وإذا رافقها فيديو يوثق المعلومة صوتا وصورة لترقية قدرات المحرر على عكس رؤيته المشهدية، فهذا يعني مهنية الصحافي، وعليه أن لا يتنازل عن أدواته. على الصحافي واجبات وله حقوق، أهمها أن تحترمه الجهات التي يذهب إلى تغطية أدائها، حتى لو شمل ذلك النقد والبحث عن مواطن القصور، ليست مهمة الإعلامي أن يكون مداحا يساهم في حفلة الثناء على جهد المجتهدين، ومن موجبات المصداقية والمهنية أن ينقل بحياد ما شاهده.. والصورة شاهد على مصداقيته. المسؤول الذي يخشى العدسة والصحافي عليه ملاحظة، وهنا سؤال: ما الذي يخفيه بحيث لا يرحب بوجود الصحافة؟! إن تكرار طرد مجموعة صحافيين موقف مريب ينم عن عدائية ناتجة من تعبئة وليس محض صدفة، والتقاعس وارتكاب فعل الصمت موقف سلبي لا جديد فيه من «هيئة الصحفيين» التي إذا لم تتحرك لتسجيل موقف «اليوم» وليس غدا، تساهم بصمتها في تفاقم التجاوزات ومضاعفة حالات الطرد وهشاشة موقف الصحافي الميداني. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة