غدا مركز القياس هو الدمغة التي تجيز عبورنا لأي جهة كانت وكأنها إشارة الجودة. ولأننا وضعنا رؤوسنا صفا واحدا لنحصل على إشارة الدمغة كما كنا نفعل أيام الحلاقة الجماعية، ها نحن نعيد كتابة التاريخ، ففي تلك الحلاقة كان موس الحلاق سريعا يحت فروة رؤوسنا ولا يهم ما تخلفه ثلمة الموس من جراح، فالمهم أنك حلقت، أما جروحك هي مخيرة بين أن تندمل أو تبقى أثرا إلى ما بعد حين. ومركز القياس هو موس الحلاق الذي يشير إلى أنك حلقت، وانتقلت من العته إلى صفوف العبقرية كي تقبلك جهات العمل وتفتح لك بوابات الجامعة لكن ماذا يكون حالك لو أنك وقفت في الطابور ومر بك هذا الموس المثلوم وجرحك ثم تنكر أنه حلق لك الفروة والشعر معا. يبدو الكلام غامضا، وهو يشبه غموض فوائد مركز القياس (ماعلينا) المهم (وبالبلدي الفصيح) أن هناك بعض طلاب المرحلة الثانوية الذي أجروا اختبارات القدرة والتحصيل سوف يتسبب المركز في عدم قبولهم في الجامعات والسبب ليس لتدني درجاتهم بل بسبب تهاون المشرفين على هذا المركز من إظهار نتائج اختباراتهم، ولأن درجات القدرات والتحصيل أصبحت (سيفا على الرقبة) فإن الجامعات لا تقبل أي طالب مالم يرفق نتائج تلك الاختبارات وكأنها هي الأصل بينما مجهود 12 عاما لا تمثل شيئا، المهم ياسادة ياكرام (والمقصود بهذا اللقب مشرفو المركز) أن بعض الطلاب لم تظهر نتائجهم، لتبدأ معاناة الوصول إلى مسؤولي المركز، فمن يقطن أي مدينة غير الرياض عليه أن يعلق تلفون برقبته طوال اليوم مع اتصال متواصل لعل وعسى أن يصل إلى أي رد عن نتيجته التي لم تظهر من خلال الموقع، ومن كان ذووه من أولي العزم فعليه أن لا يبيت إلا في أحد فنادق الرياض الخمسة نجوم ويطرق أبواب المسؤولين هناك بنفسه أما من ليس له إلا بطاقات الشحن أو التلفون الثابت فالطريقة المثلى تعليق الهاتف في رقبته. كل المحاولات التي تجري لمعرفة سبب عدم ظهور نتائج بعض الطلاب ليس لها حل، فالكل ينصحك بالاتصال بالرياض، وتلفونات الرياض لا ترد والجامعات لا تقبل بمن لا يحمل نتائج القدرات وأولياء الأمور يضعون أياديهم على قلوبهم لمضي وقت القبول، والسادة في مركز التحصيل يحصلون مبالغ الاختبارات والناس (هايصة لايصة). واللي مش عاجبة يقطع تذكرة للرياض لينتظر خروج أي مسؤول ويحكي له الحكاية ويسأله لو ابني مانقبل تصبح مسؤولية مين؟. طبعا، هذا السؤال لن يسمعه أحد ولن يجيب عليه أحد والأحسن أن نضع أيادينا ليس على قلوبنا بل نرفعها تضرعا أن يهتم المسؤول بمستقبل أبنائنا بدلا من ضياع سنة كاملة (وربما بقية العمر) بسبب عدم الاهتمام بمستقبل الآخرين. ومع ذلك لا زلنا نضع رؤوسنا في الصف من أجل الحلاقة الجماعية. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة