وصف وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجه مداخلات المثقفات في اللقاء المفتوح الذي شهده معرض الرياض البارحة الأولى ب «الشفافة، وفي منتهى الصراحة والوضوح»، مبديا سعادته «بأسئلة المثقفات الجريئة». واكتظت القاعة النسائية بحضور نحو 300 مثقفة، حيث طلبت 29 منهن الحديث، لكن لضيق الوقت تداخلت 13 فقط مع الوزير. استهلت المداخلات آلاء المجحد، التي سألت «لماذا لا يكون للسيدات وجود رسمي في وزارة الثقافة والإعلام؟». أجابها الوزير: «ما أشاهده أن الوزارة ممثلة بالتلفزيون والإذاعة، أصبحت تشتكي من كثرة النساء العاملات فيها، فالمرأة عبر كفاءتها وبما تقدمه تشارك في بناء المجتمع بصورة إيجابية، ونجد لها نتاجا ثقافيا كبيرا..». وسألت مشاركة من الطائف: «نشاهد بعض الوزارات أفسحت المجال أمام المرأة لتكون في مناصب عليا مثل وزارة التربية والتعليم، فأين وزارة الثقافة والإعلام من ذلك؟ وأين قانون الحصانة الثقافية ممن يسيئون للأنديه الثقافية؟ أمل الوزير خوجة في رده من الأندية الأدبية أداء دورها، وأضاف: «نشيد بدور المرأة الريادي في بناء المجتمع، ونحن نقر ونعلم أنها نصف المجتمع، والكفاءة هي تحكم فيما يتخذ من قرارات سواء على مستوى الأندية أو الوزارة.. ويسعدني جدا مشاركة المرأة». وتوجهت الناقدة سهام القحطاني بسؤال للوزير: هل كلمتكم التي توجهتم بها لنا نحن المثقفين استراتيجية ثقافية أم أجندة ثقافية؟ وهل سنرى ما يتحقق منها بعد أربع سنوات..؟ ولماذا لا توجد هناك وثيقة قانونية لحل المشكلات؟ ولماذا نراك كعمدة الحارة تظهر في حل المشكلات الثقافية حتى في المناطق ومن المسؤول عن محاسبة المثقف؟. ابتسم الوزير قائلا: «حقا أجد نفسي أحيانا مثل ما قلت «عمدة الحارة»، وحقيقة أشعر بحرج كبير جدا عندما أتدخل في أي قضية. أما عن الرقابة، فالمثقف من الصعب أن تكون عليه رقابة، فهو ضمير الأمة، والوزارة تقف مع بعض الخلافات الإدارية فقط، لكن لا تتدخل في أي توجه ثقافي أو أدبي أو فكري». وذكرت الكاتبة ليلى الأحيدب الوزير برسالتها على الفيس بوك، للإفراج عن كتبها، ونادته قائلة: يا معالي الوزير نريد معك وبك أن يتحول الثابت لمتحول، وليس مجرد وظائف صغيرة؟ كما هو حال وزارة التربية والتعليم حولت وظائف المرأة من الثابت إلى المتحول، فهل ستنتهج وزارة الثقافة والإعلام المنهج نفسه؟. أكد الوزير في رده: «المرأة جزء لا يتجزأ من صنع القرار، وجزء أساسي من وزارة الثقافة والإعلام. وهناك نساء على مراتب عليا في الإذاعة والتلفزيون، وأكرر المناصب القياديه في الوزارة تحكمها الكفاءة وليست هناك تفرقة بين المرأة والرجل». واقترحت الكاتبة هيلة البغدادي في مداخلتها «أن تسهم وزارة الثقافة مع وزارة التعليم في المناهج، بهدف تعريف الناشئة على الحركة الأدبية والثقافية في المملكة». فرحب الوزير بهذا الاقتراح، وقال: «نحن نريد مثل هذه الاقتراحات التي تثرينا جدا». أما الإذاعية سلوى شاكر فسألت:هل سنحظى بلقاء آخر مثل هذا المشهد الثقافي الرائع؟. فقال الوزير: «يسعدني أن ألتقي بالمثقفين، وكل في مدينته على حدة». وطرحت الباحثة بدرية البشر الافتراضية التالية: «لو تقدمت لك سيدة في الغد كرئيسة تحرير صحيفة سعودية، هل ستوافق على تعيينها؟ أوضح خوجة أنه «إذا جاء الاقتراح من قبل الصحيفة، فنحن مستعدون لتعيينها، ويعتمد هذا كما ذكرت على الكفاءة، ومتى ما اقترحت إدارة الصحيفة ذلك، فلا مانع لدينا». وقال ضاحكا «قد نضعها مكان بعض رؤساء التحرير المشاغبين مثل رئيس التحرير جمال خاشقجي». وركزت الفنانة التشكيلية اعتدال العطيوي سؤالها على مصير معرض جدة للكتاب؟ وأين دور جمعيات المجتمع المدني في المشاركات الثقافية ودعم المثقفين؟ فبادرها الوزير قائلا: «لا نستطيع أن نتخذ القرارات لوحدنا، هناك جهات عدة لا بد من إشراكها في ذلك». وطالبت الحقوقية سهيلة زين العابدين في مداخلتها بمراكز ثقافية في كل مكان، وسألت: لماذا نعاني من تأخر إجازة الكتب في قسم الرقابة في وزارة الإعلام؟ وذكرت أن كتابها «زواج المسيار» مكث سنتين في قسم الرقابة، ولم يفسح إلا بعد أن خضع لتغيير بعض مضامينه. أجابها الوزير: بالنسبة للمراكز أؤيدك فيها، ونشجع مثل تلك المراكز في الأحياء، أما من ناحية الإجازة وعدمها، فحقيقة أشعر بالأسى لذلك، فلم أكن أعلم بهذه المشكلة أبدا، واعدا بمعالجتها. ولفتت القاصة سارة الأزوري في مداخلتها إلى أنه «عندما توجه دعوة للمثقفين للمشاركة في ندوة أو مؤتمر، نواجه عقبة من جهة عملنا حيث تعتبر أنه لا يحق لنا المشاركة إلا فيما يخص عملنا؟. أبدى الوزير استغرابه، وقال: «حقيقة شيء عجيب ذلك.. أن تلزمكم جهات أعمالكم بذلك»، واعدا برفع خطاب لتوضيح هذه المسألة. واختتمت المداخلات النسائية الشاعرة ثريا العريض بسؤال من هو المثقف؟. فأجاب الوزير خوجة: «المثقف هو كل من يدرك أمانة الكلمة والفكر».