إلى الآن لم يخرج علينا مسؤول يتحدى مشاعر الناس بصورة سافرة لينفي نفيا قاطعا مشاركة إدارته في كارثة جدة ويتهم الصحافة وكتابها بالمبالغة والتجني والاستهداف المتعمد. الوحيد الذي واتته الجرأة ليصدم الناس ويقول أكثر من ذلك هو مستشار أمين مدينة جدة حين تحدث في برنامج نوافذ على قناة الإخبارية مساء الثلاثاء الماضي.. كان موضوع الحلقة شكوى الناس من تفريغ صهاريج الصرف الصحي داخل بعض الأحياء السكنية ودور الأمانة في التصدي لمنعها لاسيما وأصحاب الصهاريج يقولون إنها تتم بعلم الأمانة، بل ويقول بعضهم إنه بتوجيهها. وكان بإمكان المستشار أن ينفي أو يوضح أو يشرح أو يجيب أو يعلق بما يشاء حول موضوع الحلقة فقط، لكنه لم يقل جملة واحدة مفيدة قي الموضوع ولم يضبط لسانه عن الخروج إلى موضوع آخر دون أي مبرر.. لقد لف المستشار ودار وراوغ لكي لا يحدد دور ومسؤولية الأمانة في مشكلة تفريغ الصهاريج، وراح يتأرجح بين نفي علاقة الأمانة بالمشكلة جملة وتفصيلا والاعتراف ضمنيا باشتراكها في المسؤولية، وسواء نفى أو اعترف فليس في ذلك مشكلة كبيرة لنا.. المشكلة الحقيقية هي حين خرج المستشار عن النص ليصف الصحافة وبعض كتابها بالأقلام الصفراء، لأنها كما قال : تعتمد على معلومات خاطئة لكي تهاجم وتتهم (منظمة) حكومية فيها 3500 موظف، وتشحن عواطف الناس ضدها مما يعد ظلما وافتراء عليها. ولم يفت على سعادة المستشار في نهاية حديثه أن يقدم للصحافة وكتابها مجموعة من النصائح في تحري الدقة والموضوعية، ويحث على ضرورة الإشادة بإيجابيات الأمانة بدلا من نقدها.. لقد كرر جملة (الأقلام الصفراء) سبع مرات وفي كل مرة كان المذيع ينبهه لها، لكنه لم يتراجع.. وبدورنا نقول لسعادة المستشار: إنك تجبرنا على القول بأنه مهما كان حرصك على وطننا فلن تكون أحرص من مواطنيه، ومهما تألمت لكارثة جدة فلن يكون ألمك أشد من ألمنا. ولذلك أنت لا تدرك تماما معنى الحزن الذي كانت تصبه أقلام الكتاب، إنه حزن الجميع تكثف في الأقلام المفجوعة الموجوعة وليست الصفراء كما تجرأت على وصفها.. الصحافة لم تكن تشير إلى جهة دون أخرى، والكتاب لم يكونوا يصفون حسابات مع أحد. الكارثة لا تسمح بانحدار أخلاقي يستغلها ويتسلل من خلالها، وكل ما في الأمر أن الناس كانت تبحث عن أسباب الكارثة والمتسببين فيها، فما هو الأسلوب واللغة والتعبير الذي تظنه مناسبا في وضع كهذا؟؟. وهل هي جريمة إذا وجه الناس لومهم للأمانة كجهة ضمن جهات أخرى ذات مسؤولية مباشرة عما حدث في جدة؟؟.. من حقك أن تدافع باستماتة عن الأمانة لأنها وضعتك في منصب ربما لا تحلم به، ولكن ليس إلى حد شتيمة الكتاب والصحافة التي قامت بواجبها الوطني ومسؤوليتها المهنية والتزامها الأخلاقي تجاه المجتمع.. ويا معالي الأمين: هل هذه مهمة الخبراء الأجانب الجهابذة الذين تعاقدت معهم الأمانة؟؟ هذي آخرتها؟؟.. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة