وأفصح القرني في المؤتمر الصحافي اليومي للدفاع المدني البارحة، عن تسجيل عودة خمس حالات إلى ذويهم بعد أن أعلن عنهم إبان أمطار جدة الأخيرة، مضيفا «أبلغت أسرهم عن فقدانهم، وبعد أن هدأت الأوضاع وعادت الحركة المرورية إلى طبيعتها ثبتت عودة بعض المفقودين إلى أسرهم دون أن يخبروا الجهات الأمنية بعودتهم». وبين مدير المركز الإعلامي لمواجهة الحالة الطارئة في جدة أن الشهابي عاد إلى أسرته؛ إثر العثور عليه لدى أسرة بحثت عن أسرته حتى وجدته وسلمته إليها، داعيا أسر المفقودين إلى إبلاغ الجهات الأمنية عند عودة ذويهم. وتقلصت قائمة المفقودين مع إعلان الدفاع المدني الأخير بعودة الشهابي وأربعة آخرين من أسرة واحدة إلى 43 مفقودا. وثمن القرني دور الصحافة في مساعدة الجهات العاملة على أزمة أمطار جدة في الفترة الحالية، معتبرا أن دورها المهم تمثل في إيضاح أوجه القصور للجهات المعنية وشحذ الهمم وتشجيع العاملين كافة. وأشار مدير المركز الإعلامي للحالة الطارئة إلى انتشال الجهات الأمنية لأشلاء وأجزاء من جثث لم يتم التعرف إذا كانت لشخص واحد أو أشخاص عدة بعد، مضيفا «وإذ كانت الوفاة ناجمة عن السيول أو أن مصدرها مقبرة الحرازات التي جرفت مياه الأمطار بعض الجثث منها». وأفاد أن صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد محافظ محافظة جدة، وجه الجهات المعنية كافة بالتأكد إذا كان قد تم تسليم جثث في الساعات الأولى عند حدوث الفاجعة دون أن تقيد في سجلات الأجهزة المختصة. وأبلغ مدير المركز الإعلامي لمواجهة الحالة الطارئة وسائل الإعلام أن عدد العقارات التي تم حصرها بلغ 10760 عقارا حتى الأمس، فيما بلغت السيارات المحصورة 9655 سيارة، مبينا أن توجيهات صدرت تقضي باستمرارية إسكان المتضررين فترة مقبلة حتى يتأكد من جاهزية مساكنهم وإعادة فتح الطرق وتسهيل وصولهم إلى منازلهم وتوفر وسائل المعيشة كافة. وامتدح القرني الجهود المبذولة من محافظة جدة برئاسة الأمير مشعل بن ماجد وتعليماته الداعية إلى تأهيل الأحياء المتضررة من جراء أمطار جدة وسط متابعة دقيقة من لدنه للجهود الجارية. وأضاف «استأجرت أكثر من 200 آلية للمشاركة في رفع الأنقاض ونقلها وسرعة تأهيل الأحياء، كما تمت إعادة التيار الكهربائي لأغلبية الأحياء، ويجري إصلاح شبكة المياه في الأحياء المتضررة حاليا». وأكد مدير المركز الإعلامي تكثيف عمليات الرش في الأحياء المنكوبة واستمرار التنسيق مع محافظ جدة على توفير حرفيين من المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني الذين باشروا فعليا في إعادة تأهيل المنازل المتضررة، وتم إيفاد فرق تجاوز عددهم 300 حرفي من النجارين والسباكين. وقال القرني: إن إعادة تأهيل المواقع المتضررة هي عمل جماعي لكل الجهات بحسب اختصاصها حيث سيبقى المتضررون في مساكن الإيواء حتى يجري الانتهاء من أعمال التأهيل والإصلاح، موضحا وقوف اللجنة المسؤولة عن أعمال الإيواء على أرض الواقع مع أصحاب المنازل المتضررة والعمل على تحديد المنازل التي لا يمكن عودة أصحابها إليها». وألمح إلى أن الدفاع المدني عمل على تغيير خطة العمل لديه؛ بهدف التركيز على عمليات البحث عن المفقودين البارحة، مضيفا «أولى الخطوات هي استقدام خبير أجنبي لديه أجهزة للبحث بدأ استخدامها في بداية عمله وسجل كافة مواقع المقابر ومواقع ثلاجات الموتى في المنطقة تمهيدا لاستخدام الجهاز في تحديد مواقع محددة ومركزة للعثور على جثث الضحايا». وكشف القرني عن اشتمال خطة العمل الجديدة توفير 11 فرقة بحث وجهت إلى مواقع مختلفة، بحيث قسم كل موقع حسب درجة أهميته، وتتكون كل فرقة من قائد و3 ضباط و25 فردا من الدفاع المدني و 10 من رجال القوات المسلحة. وأوضح أن الفرق الميدانية يتركز بحثها في أحياء الحرازات والجامعة لاحتمال العثور على بعض الجثث المطمورة، مشيرا إلى مشاركة 100 غواص في مهمات البحث يعملون على مسح الآبار والبحيرات كافة في المنطقة المتضررة. وبين القرني أن خطة البحث تتمثل في توزيع الفرق الميدانية موزعة على مربعات بالتزامن مع عمليات إزالة الأنقاض التي ما زالت موجودة في بعض المواقع، وتشمل الطرقات والمنازل التي كانت مغمورة بالمياه والبحيرات والأودية، بحيث سخر 1000 شخص من القوات المتعاونة في الأعمال الميدانية لإجراء مسح يومي للمواقع عبر نظام ورديات على مدار الساعة. وشدد على أهمية العمل وفق الآلية الجديدة السابقة منذ الجمعة المقبلة، مضيفا «سيتم تقييمها ومعرفة مدى النجاح الذي حققته وفي حال فشلها ستعتمد خطة عمل وآلية جديدة»، داعيا ذوي المفقودين إلى التوجه للجهات المعنية في الأدلة الجنائية بهدف أخذ عينات للحمض النووي للتعرف إلى جيناتهم. وأضاف «الآليات المشاركة في أزمة جدة أكثر من 1300 آلية، فيما يزيد عدد العاملين على 3000 رجل أمن من الدفاع المدني، وأكثر من 623 فردا من الحرس الوطني و877 فردا من القوات المسلحة، وتم تأمين إسكان 7254 أسرة بواقع 24877 فردا». وأكد القرني تأمين السكن لأكثر من 1300 فرد في الأسبوع الأخير كانوا خارج جدة عند وقوع الأمطار وبعد عودتهم جرى تأمين السكن والوقوف على مساكنهم للتأكد من عدم صلاحيتها للسكن. وفي بحرة، كشف القرني عن إسكان أكثر من 159 أسرة في بحرة بواقع 852 فردا، وحصر 330 سيارة و91 محلا تجاريا و7200 عقار و492 حظيرة للأغنام تضرروا جراء مياه الأمطار، فيما أسكنت 30 أسرة في رابغ تضررت من جراء الأمطار، عادت منها 28 أسرة إلى منازلهم، وبقيت أسرتان. وقال مدير مركز الطوارئ في الدفاع المدني إن المواقع التي لم يشملها الحصر حتى سيتم تخصيص 8 لجان كمواقع ثابتة للعمل عليها ابتداء من اليوم، بحيث ستستقبل المواطن أو المقيم بهدف إدراج مساكنهم في الحصر. وبين القرني أنه تم إجراء ستة سدود احترازية في موقع بحيرة الصرف الصحي منذ بدء الأعمال حتى الأمس، بحيث تشكل السدود الستة حزاما وقائيا ورادعا لمنع تسرب المياه من البحيرة.