وقعت شركة أرامكو السعودية اتفاقية، بقيمة تزيد على 20 مليار ريال (5.3 مليار دولار)، مع شركة «هيونداي للصناعات الثقيلة» الكورية، وشركات أخرى لبناء أكبر مجمع للصناعات البحرية في المنطقة. وستجري أعمال البناء في مجمع الملك سلمان العالمي للصناعات والخدمات البحرية في رأس الخير، قرب مدينة الجبيل الصناعية. وسيعمل المجمع على تصنيع أربع منصات حفر بحرية وأكثر من 40 سفينة، تشمل ثلاث ناقلات نفط ضخمة سنويا، إضافة إلى تقديم خدمات الصيانة اللازمة لأكثر من 260 منتجا من سفن ومنصات حفر بحرية. ومن المتوقع بدء الأعمال الإنتاجية في المشروع خلال العام 2019، على أن يعمل المشروع بطاقته الإنتاجية الكاملة بحلول عام 2022. من جهتها، قالت شركة أرامكو في بيان نشره موقعها الإلكتروني أمس (الأربعاء): «سيصبح المجمع الأكبر من نوعه في المنطقة من حيث الطاقة الإنتاجية وحجم الأعمال، وسيطرح المشروع حزمة من المنتجات والخدمات غير المسبوقة في المنطقة، التي ستسهم في تلبية طلب أرامكو وشركائها في منظومة التوريد على التصنيع، والصيانة، والإصلاح، والتجديد الكامل لمنصات حفر النفط والغاز البحرية، وسفن المساندة البحرية، والتجارية، ومنها ناقلات النفط الضخمة». وأضافت أرامكو: «تكلفة المشروع ستزيد على 20 مليار ريال (5.3 مليار دولار)، وستستثمر بحري ما يصل إلى 139 مليون دولار مقابل حصة نسبتها 19.9%، وهيونداي ما يصل إلى 70 مليون دولار مقابل حصة 10%، ووافق صندوق التنمية الصناعية السعودي على توفير تسهيل دين بقيمة مليار دولار». وفي إطار الاتفاق، ستشتري أرامكو 20 منصة حفر، وسفن دعم بحري وخدمات من المشروع المشترك، بحسب ما قالته شركة لامبريل الإماراتية المشاركة في المشروع، التي قفز سهمها 13% بعد الإعلان. ووفق لامبريل، ستشتري بحري ما لا يقل عن 75% من حاجاتها من السفن التجارية على مدار 10 سنوات من المشروع، بحد أدنى 52 سفينة تجارية من بينها عدد كبير من ناقلات النفط العملاقة. وتابعت لامبريل في بيان لها: «المديرون يتوقعون أن يكون المجمع البحري الأكبر في الخليج من حيث الطاقة الإنتاجية والحجم». ولفتت إلى أن الحكومة السعودية ستغطي نحو 3.5 مليار دولار من التكلفة الإجمالية، على أن يمول المشروع المشترك ما تبقى من التكلفة، وستمتلك أرامكو 50.1%، وتستثمر ما يصل إلى 351 مليون دولار. وكانت أرامكو وقعت مذكرة تفاهم بشأن المشروع في يناير 2016. يذكر أن هذه الشراكة الإستراتيجية تهدف إلى الاستفادة من الطلب المتزايد على الخدمات والصناعات البحرية في المنطقة من خلال طرح حلول تنافسية آمنة، وعالية الجودة، وبمعايير عالمية، إذ يأتي المشروع لتوطين العناصر الأساسية في منظومة توريد أرامكو السعودية المرتبطة بأنشطة الشحن والحفر البحري، بما يساعد على خفض التكاليف، وسرعة الاستجابة، والكفاءة للشركة والشركات التابعة لها.